رعد العراقي
الحديث عن اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية ودورها في النهوض بواقع الرياضة العراقية منذ 2003 ولحد الآن يحمل بين طيّاته شجونًا وهمومًا قد لا تتّسِع مساحة الرأي المتاحة لنا في حصرها ببعض كلمات عطفًا على تعدّد المهام المناطة من خلال إدارة أكثر من 48 اتحادًا مرتبطًا بها مباشرة ماليًا وإداريًّا لغاية صدور القانون 24 لسنة 2021 الذي أزاح ذلك العِبء عن كاهل الأولمبية وجعلها تكتفي بالرقابة والتخطيط وتأخذ وضعًا الى الرئاسة الشرفية بمعناها المُطلق وإن كان هذا الحال يثير التساؤل ويطرح الشكوك عن حقيقة دورها المفترض، هل هو تقييد له فعلاً بقانون أم اجتهاد خاطىء بالتفسير؟!
دعونا نخرج سريعًا بنتائج ما أفرزه عمل اللجنة الأولمبية على مستوى تطوير الألعاب بمختلف مسمّياته سواء خلال فترة الإدارة المباشرة للاتحادات الرياضية أم حتى خلال اكتفائها بالإشراف عن بُعد من دون تدخّل بالجوانب المالية والأنشطة الخاصّة بها سنجد أن كلا الوضعين لم يحرّك في بركة الإنجاز الحقيقي الراكدة منذ سنوات طويلة أي قطرة أمل في أن يكون المستقبل أفضل أو أن تتحّق طفرات على مستوى النتائج الخارجية يمكن البناء عليها كأساس متين والانطلاق نحو منصّات التتويج الأولمبية، وهنا فإن كل ما نشير له كإنجاز نعني به ميداليات التفوّق باستمرار على المستوى القاري والأولمبي بألعاب معترف بها وليس الحصول على ميدالية ونتائج في بطولات فرعية ضعيفة أو ألعاب غير أولمبية لا قيمة لها.
يمكن القول أن المشهد الأولمبي العراقي خلال 12 عامًا تقريبًا كان مثيرًا فعلاً على مستوى الصراع للحصول على المناصب وهو ما سبّب في أن تذهب الجهود والأموال نحو كيفية التمسّك بالكراسي ومحاولة التجديد لولاية أخرى وهو ما جعل تقييم الأداء ينحصر بمدى الولاء كل للآخر، أما الاخفاق فلا حسيب له، وهدر الأموال بغير مقاصدها لا رقيب لها، والنتيجة بقاء الكل في مناصبهم تحت غطاء الانتخابات وخيمة الديمقراطية التي اصبحت مصدًّا لكلّ من يتساءل باستغراب عن سر استمرار معظم الهيئات الإدارية للجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية في مناصبهم لسنوات برغم ان نسبة انجازهم الفعلي لا تكاد أن تُذكر على مقياس النجاح الحقيقي.
لذلك حين شعرت الاتحادات الرياضية بتحرّرها من الوصاية الإدارية والمالية للجنة الأولمبية فإنها لم تتردّد في سحب الثقة عن رئيسها بكل سهولة وبلا خوف بعد أن أدركت بتحوّل سلطة القرار لها دون أي تبعات أخرى وتلك الميزة قد تُحسب كحسنة وحيدة وفريدة سُجّلت للهيئة العامة، لكن الشيء السيّئ هو تساؤل مَن سيهزّ ويهدّد عروش الاتحادات الرياضية التي باتت تشعر بالقوة إن استمرّت بالاخفاق؟!
عهد مضى بحسناته وسيّئاته، وعهد جديد وقيادة مؤقتة جديدة نأمل أن تضع بين يديها كلّ مسبّبات الفشل وتكشف دهاليز الانغلاق على الرأي والتصرّف ومحاولة تكميم الأصوات التي كانت توجّه النقد المهني لمجمل العمل، وتحاول أن تقدّم الحلول للنهوض بالواقع الرياضي، وتفتح صفحات مع الإعلام والصحافة الرياضية لمدّ يد التعاون وفق لغة مهنيّة خالصة بعيدًا عن التشكيك والتنكيل والتهديد بسُلطة القانون ضدّ كل من يوجّه نقده لحالة ما!
عهد يعيد سلطة القرار والتوجيه والمحاسبة بيد الأولمبية ويشعر الاتحادات بالفعل بأن بقاءهم في مناصبهم مرهون بنجاح أدائهم وقوّة إنجازهم فقط ولا عزاء للفاشلين!