استقالة إدارة الزوراء!

 

رعد العراقي

يبدو أننا لم نعد نجيد فن إيصال الغاية من كُلّ الطروحات وقضايا المشهد الكروي أو حتى ملامسة وجدان وأحاسيس أصحاب الشأن ربما تقصيرًا منّا وفشلا نسجّله في أسلوب الحديث ودقته أو أن هناك اصرارًا غير مسبوق يجعل الأذان لا تسمع والعيون لا تدمع!
أي انهيار تشهده القلعة البيضاء وهي من كانت بالأمس مدرسة الكرة العراقية فنًّا وأسلوبًا وحاضنة للمواهب الكروية منذ ولادتها يتسابق اللاعبون ليحظوا بشرف الانتماء إليها فيمسكوا بذلك طريق المجد سواء مثلوا من خلالها المنتخبات الوطنية أم لا فيكفي أن التاريخ سيكتب أنه كان يومًا أحّد النوارس البيضاء.
لا أعتقد أن هناك دليلًا يفرض علينا طرحه يؤكّد تراجع الزوراء وفقدانه هيبة البطل والجميع يشاهد منذ سنوات مستوى نتائجه الداخليّة والخارجيّة وخطّه البياني بدأ بالهبوط بسرعة من دون أن تكون هناك محاولات جديّة بإيقافه أو تصحيح مساره تجنّبًا لانتكاسات أكبر قد تضعه في منطقة اللاعودة.
سبق وأن حدّدنا الكثير من المُعطيات على وجود خلل كبير في فلسفة إدارة الزوراء وحذرنا الهيئة الإداريّة من تداعيات الإصرار على الهروب من حقيقة أن النادي بتأريخه وعُمقه الجماهيري لا يمكن لإدارته بذات العقليّة الإداريّة المتوارثة ولا يمكن أن يواكب زمن الاحتراف والاستثمار المادي وهو لايزال أسير التخصيصات الماليّة المحدودة من دون أن تكون هناك منافذ جديدة تعزّز من ميزانيّة النادي وتنطلق به نحو تعظيم موارده بعيدًا عن أي قيود أو سقطات تذهب به نحو استجداء الأموال.
ليس انتقاصًا من إمكانيّات الهيئة الإداريّة المتمثلة بثعلب الكرة العراقية فلاح حسن الذي نجح في أوقات كثيرة وتغنت الجماهير به التي أسهمت في تثبيت عرش قيادته للنادي، إلا أن داء الفشل منذ سنوات بدأ يطغي على كُل خطوات التصحيح للخروج من المأزق وأصبحت الحلول الترقيعيّة تشوّه صورة النادي وتزيد من مشاكله ومعها انحفض مؤشّر الثقة بقدرة الهيئة الإداريّة بإنقاذ الموقف وربّما ستصل الأمور في قادم الأيام بين الجماهير الغاضبة وبين النادي إلى حدود تُجرّح تأريخ حسن!
لا حسابات الاحساس بالهزيمة، ولا الاعتداد بالنفس وعناد التمسّك بالمناصب يستحقان التضحية بالزوراء ككيان هو مُلك للجميع، وهو من ذاته من كان له الفضل في سطوع نجوميّة الكثير من اللاعبين ومن بينهم رئيسه الحالي، فلا مجد ولا موقف شجاع يسجّل إن لم يُسارع الجميع لإنقاذ قلعة النوارس من الانهيار.
استقيلوا يرحمكم الله، وطرّزوا تأريخكم بكلمات التضحية والإيثار بحروف من ذهب، واتركوا الساحة لمن يمتلك رؤية واضحة لأسلوب قيادة النادي، وتذكّروا انكم كنتم تنتقدون دكتاتوريّة التمسّك بالمناصب وأخشى ما أخشاه أن الجماهير سترميكم بذات سهم الانتقاد وأنتم غافلون.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *