إخفاقات السلة.. إلى متى؟

 

إكرام زين العابدين

تابعت مباراة منتخبنا الوطني لكرة السلة مع نظيره السعودي والتي انتهت بخسارة مؤلمة في بداية مشوار التصفيات الآسيويّة المزدوجة.

كنتُ أتمنى بأن يخطف منتخبنا نقاط الفوز من السعودية وينطلق بقوّة للجولة الثانية منها لاسيما أن المباراة أقيمت على أرضنا “قاعة الشعب المُغلقة” بالعاصمة بغداد، وشهدت حضورًا جماهيريًّا كبيرًا وقف يساند أسود الرافدين بقوّة طيلة زمن المباراة من أجل تحقيق الفوز، لكن النهاية لم تكن سعيدة لهذا الجمهور الرائع الذي خرج مكسور الخاطر بعد الخسارة بفارق 6 نقاط!

الغريب بالأمر أن لاعبينا قدّموا المستوى الجيّد في بداية اللقاء وتقدّموا في أغلب دقائق المباراة، بالرغم من غياب بعض عناصر الفريق للإصابة، لكنّهم وبشكل غير متوقع تراجعوا في الرُبع الرابع منها وأهدوا الفوز للفريق السعودي الذي احتفل في ملعبنا وعاد ليستعدّ للقاء الأردن.

في السابق كان منتخبنا عندما يخسر في البطولات الخارجيّة يُعلّق الاتحاد العراقي للعبة الخسارات على شمّاعة التجنيس لأن الفرق المنافسة لنا تُجنّس اللاعبين ممّا يؤدّي إلى حصول الفارق بالأداء الفنّي بين المنتخبات نظرًا لأن فريقنا يفتقد للمجنّسين.

لكن هذه الحجّة انتهت بعد أن أقدم الاتحاد العراقي على تجنيس لاعبين أيضًا، وللأسف لم نجنِ ثمار هذا التجنيس بالشكل الصحيح بعد أن بقيت منتخباتنا الوطنيّة وأنديتنا بعيدة عن الألقاب العربيّة والآسيويّة ، ممّا يعني بأننا لم نُحسن اختيار المجنّسين لكي يحدثوا الفارق المطلوب منهم في الفريق!  

اننا عندما نقارن أنفسنا مع دول الجوار وأعني الأردن وسوريا وإيران ولبنان نرى أن فرقهم تتفوّق علينا بشكل دائمي (منتخبات وأندية) مع بعض المرّات القليلة جدًّا التي ننجحُ في الفوز عليها، والتي لا تستثمر بالشكل الصحيح ونخسر هذه الحالة الإيجابيّة سريعًا ونعود لعادتنا بالخسارات المتتالية!

لا أعرف لماذا لا نستفيد من تجارب هذه الدول بالنهوض بواقع اللعبة، والوصول الى مستوياتهم الفنيّة، هل لأنها تملك البنية التحتيّة الأفضل والكوادر الإداريّة والفنيّة المتطوّرة التي أسهمت في نجاحاتهم بالرغم من أن الأموال التي تصرف على اللعبة في بلدانهم أقلّ ممّا نصرف ونملك من أموال تخصّص للعبة من قبل الدولة العراقية.  

هنا نتساءل هل أن اللعبة تمرّ بظروف غير اعتياديّة من خلال غياب كفاءات علميّة عنها؟ لأننا وللأسف نقف في مركز متأخّر في التصنيف الآسيوي والدولي للعبة نتيجة الخسارات المتتالية في البطولات الخارجيّة.  

نتمنّى أن يقدّم لنا الاتحاد العراقي للعبة أسباب الخسارات مع منتخبات كنّا نتفوّق عليها بسهولة وأصبحت اليوم تتغلّب علينا ومنها السعوديّة وكذلك الهند الذي خسرنا معه العام الماضي!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *