محمود أبوإدريس*
تولّدت لدى المنتخب العراقي الشقيق شخصيّة البطل بعد فوزه التأريخي المستحقّ أمام منتخب اليابان امتدادًا لإنجازات الكرة العراقية على المستوى الخليجي والقارّي وآخرها الفوز بلقب كأس الخليج العربي في النسخة الخامسة والعشرين ليكون طموح نيل اللقب الآسيوي حق مشروع لكلّ محبّي وعشاق أسود الرافدين كيف لا والمنتخب تصدّر فرق مجموعتهِ الرابعة بجدارة واستحقاق.
ولتكرار سيناريو 2007 لا يزال المشوار طويلًا وسيزداد صعوبة في الأدوار المقبلة بعد أن تتأهّل المنتخبات الأفضل والأقوى في البطولة، ومن هنا لابد أن يكون للقائمين على المنتخب من الجهازين الإدراي والفني من رسم تخطيط وهدف مرحلي لكلّ دور الأمر الذي لا يغيب عليهم بالطبع، وما يقلق الجميع ربما المبالغة في الاحتفالات وبلوغ نشوة الانتصار ذروتها وكأنما أصبح مشوار تحقيق اللقب مُعبّدًا بالزهور برغم أن المنطق خلاف ذلك، لأن قبل بدء البطولة لم يكن منتخب العراق المرشّح الأقوى كمنتخبات اليابان وكوريا وإيران وأستراليا الأمر الذي سينعكس على تحضير جميع المنتخبات التي ستواجهه حيث سيعدون العدّة لمواجهة منتخب مرشّح استطاع هزيمة المنتخب الياباني أقوى المرشّحين وتصدّر فرق مجموعتهِ، وهذا الأمر لا يقلّل من قوّة منتخب أسود الرافدين الذين يمتلكون أداوت فنيّة ونجوم باستطاعتهم مُجاراة، بل التفوّق على أشرس المنافسين، فرغم أن المنظومة الدفاعيّة تعافت في لقاء اليابان بعد أن كانت مصدر قلق وخصوصًا في العُمق الدفاعي، ولكن مع تألّق لاعبي الارتكاز ومساندة الأجنحة في الشقّ الدفاعي إضافة الى تفاهم خطّ الدفاع بقيادة الفدائي سعد ناطق ومن خلفهم الحارس الأمين جعل الاطمئنان حاضرًا لدى لاعبي المقدّمة بقيادة الهدّاف أيمن حسين والموهبين علي جاسم ويوسف الأمين ليلعبوا بأريحيّة تامّة من دون ضغوط.
الفوز المستحقّ أمام منتخب فيتنام سيلقي بظلاله على مسيرة المنتخب في البطولة إذ أن استمرارية التفوّق في الأداء والنتيجة سيعزز ثقة اللاعبين في أنفسهم وبجماهيرهم العاشقة، وكذلك سيرفع من سقف الطموح، وحذاري من الاسترخاء والثقة المفرطة وخصوصًا أنه سيواجه المنتخب الأردني الشرس، كُلّ التوفيق للمنتخب العراقي الشقيق وبقيّة المنتخبات العربيّة في هذه البطولة.
* كاتب من البحرين