بغداد/ إياد الصالحي
قدّم شيخ المدرّبين أكرم أحمد سلمان شكره وتقديره إلى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لموقفه الإنساني بمتابعة حالته الصحية بعد إجراء عمليّة زرع كلية في الخامس عشر من أيار الماضي.
وأضاف سلمان في حديث خصّ به (فوز): في الوقت الذي أثمّن جهود رئيس اتحاد الكرة السابق عبدالخالق مسعود صاحب المبادرة بالتنسيق مع مستشاري رئيس الحكومة إياد بنيان وخالد كبيان في متابعة ظرفي الصحي الحرج ووضعهما رئيس الحكومة بالصورة لغرض تكفل نفقات علاجي، فإنني أعتذر عن استلام تخصيصه المالي البالغ 10 ملايين دينار، وذلك كون المبلغ لا يشكّل إلا جزءًا قليلاً جدًّا من مجموع الصرفيّات التي أمّنت عمليّة زرع الكلية وفترة إقامتي في المستشفى الأهلي والأدوية اللازمة ما مجموعه أكثر من 80 مليون دينار من حسابي الخاص.
وأوضح: أجريتُ عملية زرع الكلية في مستشفى ( PAR ) في أربيل، يوم 15 أيار الماضي، وأمضي حالياً فترة نقاهة مع العزل التام عن أفراد أسرتي لمدّة لا تقلُّ عن ستة أسابيع كي استعيد عافيتي وكفاءة جهاز مناعتي الذي تدنى إلى الصِفر.
وبيّن: أن فترة علاجي استمرّت بمرحلتين، الأولى في عمّان أمتدّت ستة أشهر تقريباً والثانية في أربيل، وكلّفتني المرحلتين أكثر من 60 ألف دولار، فقيمة شراء الكلية 60 مليون دينار، وغسل الكلية للمرّة الواحدة 200 ألف دينار، علمًا كنت احتاح إلى غسل الكلية ثلاث مرّات في الأسبوع أي 600 ألف دينار، وبلغ المجموع خلال ستة أشهر 14 مليون و400 ألف دينار.
وأوضح: إن ما قدّمته للكرة العراقية مُذ كنتُ أصغر مدرّب عراقي عام 1961 وبعدها توالى تسلّمي مهام المدرب الأوّل لأكثر من نادٍ عراقي وعربي توّجتهُ بلقب مسابقة الدوري، وكذلك قيادة المنتخبات الوطنيّة في بطولات خليجيّة وعربيّة وقاريّة وعالميّة توّجَت بالمساهمة في خطف أوّل بطاقة للعراق في كأس العالم 1986 في المكسيك، فضلًا عن تواصلي في التدريب برغم الظروف القاهرة التي شهدها العراق (2003-2007) ومساندة مجالس إدارات اتحاد الكرة المتعاقبة في اللجان الفنيّة.
وتابع: كُل ذلك لم أجد له أي اهتمام في الواقع عندما انتكست حالتي الصحيّة وكدتُ أفقدُ حياتي بسبب حاجتي إلى زرع كلية حيث تركتُ وحيدًا بلا مساندة رسميّة من الحكومة، ولا من اللجنة الأولمبيّة ولا من اتحاد كرة القدم، متنقلاً ما بين مستشفيات العاصمة الأردنيّة عمّان ومدنية أربيل لمعالجة وضعي الصحي المتدهور!
وأبدى سلمان استغرابه من جفاء رئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال ونائبه يونس محمود وكذلك عضو الاتحاد محمد ناصر تجاهه برغم علاقته الوطيدة معهم أيّام أشرافه على تدريبهم ومساعدته لهم على النجاح في مباريات دوليّة عديدة وهكذا الحال مع أشخاص آخرين تولّوا مناصب إداريّة مختلفة.
واستدرك: شُكري البالغ للكابتن غانم عريبي عضو الاتحاد الذي بادر بالاتصال بشكل شخصي للاطمئنان على وضعي الصحي وفاءً منهُ لأستاذه وسموّ خلقه الرفيع وتربيته الرياضيّة الملتزمة بمثل هذه المواقف البعيدة عن أية مصلحة.
واختتم شيخ المدرّبين حديثه قائلاً: لن تبقى الكراسي حكرًا لأحّد إلى ما لا نهاية، سواء في اتحاد الكرة أو غيره من المواقع، فالتأريخ سيشهد أننا نواجه أسوأ فترة عقوق في العلاقات الإنسانيّة، كما أني لستُ نادمًا على كُل ما قدمّته لأبنائي في كرة القدم لأن العراق يستحقُّ منا نكران الذات ولو على حساب الصحة والتقدّم في السن وجحود أقرب الناس لنا مثلما ظننا وتوهّمنا!