ميول المُعَلِّق .. وتجهيز الأولمبي!!

 

محمود السعدي
يبدو أن البعض من المُعلّقين الرياضيين لا يُفرّقون سواء عن قصد أو من دونهِ ورُبّما يستهويهم هذا الأسلوب في التعليق بين فريقين عراقيين ضمن دوري الكرة وبين فريق عراقي وآخر غير عراقي، وقد ظهر ذلك واضحًا جليًّا خلال بعض من التعليقات على منافسات الدوري وغياب المستلزمات الأساسيّة حيث اتسمت التعليقات بطابع الصراخ والانفعالات غير المُبرّرة إلى جانب عدم السيطرة على الإنسيابيّة المطلوبة واستخدام المفردات البعيدة كُل البعد عن المضامين المطلوبة!
كُل تلك الأمور وغيرها التي تخرج التعليق عن حيثيّاته تؤكّد بما لا يدع مجالاً للشكّ بأن من يقوم بعمليّة التعليق لا يدرك ويفهم ماذا تعني مهنة التعليق، مضامينها ومفاهيمها ومتى تستخدم المفردات في وقتها وزمانها الصحيحين، وحالات الانفعال وأوقاتها واللهجة المستخدمة!
نعرف ويعرف الكثيرين بأنّ البعض من المُعلّقين يميلون ويتجهون خلال تعليقاتهم كُل وفق رغباته الشخصيّة وبإتجاه الفريق الذي يمثل لديه الأفضل والأحسن مبتعدًا عن الحقيقة الماثلة ومستوى الأداء، وهذا محض خطأ وخلل كبير في مهمّة التعليق لأن في مثل هذا الحال يكون عنصرًا أساسيَّا من عناصر التعليق قد فقد الحياد وعدم الانحياز!! ومتى ما فقدت تلك الأساسيّات فإن عمليّة التعليق تنهار ويصبح التعليق ومن يقوم به مجرد مُعلِن يروّج لبضاعته ..ليس إلا!
هنا لا بدَّ من القول أن فرق دورينا بكُل مستوياتها وعناوينها هي فرق عراقيّة والتفاعل مع ” اللقطة والحركة والضربة والتمريرة والدفاع ” أمرًا مطلوبًا، لكن ليس كما يروّج له البعض وكأنه في جوٍّ آخر من أجواء الصراع التنافسي!!
لنكن موضوعيين ومنطقيين وهدفنا نجاحنا ونجاح فنّ التعليق الذي لا شكّ أنه يمثل أحّد الأسباب لإخراج المباراة بشكلها الأنيق لعباً ونتيجة وتحكيمًا وإدارة، تعليقاً موضوعيًّا غير منحاز، ذلك لأن الإنحياز حتى في مجال التعليق يُفشِل المهمّة بكل تفاصيلها!

***

لم تزل موضوعة ملابس المنتخب الأولمبي العراقي التي يرتديها خلال منافساته في الأولمبياد تتصدّر المشهد الرياضي ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات حيث أن كلاً من اتحاد الكرة واللجنة الأولمبيّة يرى أن رأيه ووجهة نظره هي الأصوب وقد حسمتها الأولمبيّة الدولية لصالح شركة أديداس.
ودليل ذلك الكتاب الذي وجّهته الأولمبيّة إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم في العاشر من تموز 2024 الذي اشترطت فيه ارتداء المنتخب الأولمبي تجهيزات “أديداس” التي تم التعاقد معها لتجهيز البعثة العراقيّة المشاركة في أولمبياد باريس 2024 مؤكّدة أن الاتحاد العراقي لا يحقّ له العمل بهدف ارتداء تجهيزات – جاكو -!
نرى أن المسألة هنا، وفي هذا الوقت الذي يستعد فيه منتخبنا الأولمبي لمسابقة اللعبة في باريس نهاية الشهر الحالي، وقرب منافساتها تستوجب مناقشتها والتنسيق وفقاً لصيغ منطقيّة وموضوعيّة قبل فترة معقولة وليست في مثل هذا الوقت الحرج الذي لا ندري لماذا تصدّرت هذه المسألة فيه المشهد.. فالأمر ليس سهلاً، ونؤكّد من غير المعقول والمنطقي أن أمراً كهذا لم يحسم قبل مدّة معقولة، إنها مسؤوليّة ليست هيّنة أيها السادة، والوقت يمرُّ سريعًا والحسم السريع جاء في آخر المطاف!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

استذكارًا لشقيقها البطل ..”صباح التميمي” تضيّف الأبطال في “لقاء الوفاء”

  كتب: بهاء تاج الدين أحمد  سطّر التأريخ أمس ( الإثنين ) التاسع من أيلول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *