الميدان الموازي وقائد الميناء  

 

محمود السعدي

تعقيباً على المقال الإفتتاحي لجريدة الرياضي بعدد الأسبوع الماضي الذي كتبه الزميل الدكتور علي الهاشمي بشأن محاولات “تهميش” روّاد الصحافة الرياضيّة وعدم ادراجهم ضمن القانون ذي العلاقة.

مقال كبير ومعبّر، صريح وواضح، وضع النقاط على الحروف بدقة حيث كان بحق المساحة الموضوعيّة والمنطقيّة التي اجتمعت فيها كُل الحقائق -واجبة القول – أمام من يعنيهم أمر وصياغة قانون الروّاد الذي ذهب صائغوه في عوالم أخرى أبعدت شيئاً مهمّاً عن الثوابت – روّاد الصحافة الرياضية – متجهة صوب ” التهميش” متناسية وناسية ما للرعيل من جهود كبيرة وعطاءات ثرّة في مسيرة الرياضة وصحافتها، متنكّرة لها ولرجالاتها الأحياء منهم والأموات الذين كانوا بحقّ السند الداعم لمجهودات وعطاءات الأبطال والرموز الذين لم تزل عطاءاتهم عناوين بارزة في سوح الرياضة داخلياً وخارجيّاً.  

يبدو أن من يعنيهم أمر إعداد وصياغة القانون في وادٍ آخر غير الذي يجب أن يكونوا عليه حيث كانوا- اسفيناً – بين الحق والاستحقاق ونقيضه، ابتعدوا وانتهجوا نهجًا خاليًا من الاستحقاقات واجبة التأشير والتعزيز، وانتهجوا رؤئ وتصوّرات حاولت إبعاد أحّد الأعمدة الواسعة والأوتاد عن خيمة الإنجاز الرياضي، محاولة سحب البساط من تحت أقدام روّاد الصحافة الرياضيّة بأساليبٍ وسُبلٍ خالية من أيّة موضوعيّة.

إن المطالبة بإضافة – الصحفيين الرياضيين الروّاد – إلى القانون ذي العلاقة ليست “استجداءً” من أحّد ولا منةً بقدر ما هو استحقاق إذا ما نظرنا إلى الأمور مجتمعة “روّاد الرياضة وأبطالها وروّاد الصحافة الرياضية”.

إن على من يعنيهم الأمر أن يدركوا المعاني الكبيرة والأهميّة الواسعة للصحفي الرياضي الرائد وهو يخوض ” ميداناً موازياً ” للإنجازات الرياضيّة على كافة الصعد والأنشطة وأن ينظروا إلى المسألة بمنظور دقيق ومنطقي وموضوعي وواقعي.

إن ما قلناه هنا تعقيباً على مقال الدكتور علي الهاشمي وما قيل ويقال بشأن هذا الموضوع إنما هي رسائل حيّة لمن يعنيهم الأمر والذين لم يزل “السكوت” لديهم هو” سيّد الموقف”!

                                                                                          ***

عذراً ما سنقوله هنا ليس تدخلاً في مهام وواجبات ورؤى وتصوّرات إدارة نادي الميناء الرياضي بقدر ما هي وجهة نظر وما وجدناه يستحقّ الإشارة.

بعد أن أعلن تحدّيه وراهن على تسلّم القيادة التدريبيّة لفريق الميناء وسط العديد من الرؤى والواقع الذي كان عليه الفريق، أكّد الكابتن حسن أحمد قيادته للفريق بشكل مميّز وأسّس فريقاً وقف ندًّا للعديد من فرق دوري النجوم معبّرًا عن قدرته وامكاناته ونجاحه في تحدّيه الذي كانت حصيلته الإبقاء على الفريق ضمن دوري النجوم.

وفي وقت يفترض بإدارة النادي التمسّك الكامل بمدرّب فريقها الكفء والمقتدر، وضعت هذا التمسّك خارج الأقواس متجهة إلى عمليّة التغيير ناسية ومتناسية مواقفه وانتشال الفريق وتأمين وجوده ضمن النجوم.

نحن هنا نتحدّث عن قدرات ونتائج حققها الفريق عبر منافساته، أي عن القائد الحقيقي الذي كان له “القدح المُعلّى” في تحدّي الصعاب وتعزيز الوجود.

نرى أن ابتعاد الكابتن حسن أحمد عن مهمّته في قيادة الميناء العريق ليست سهلة وعابرة، بقدر ما نعتقد أن هناك أمور أخرى دخلت على خطّ “الاختيار” مؤخراً الأمر الذي أوصل الحال إلى ما هو عليه!

نتفق تمامًا في أن مسألة التغييرات سواء في الملاكات التدريبيّة أو اللاعبين بحثاً عن الأكفأ أمر طبيعي، غير أن ذلك يخضع للعديد من الأسباب الموجبة ومنها نتائج الفريق وقدرة الملاكات ذات الصلة خصوصًا مع الواقع الذي كان يعيشه النادي والظروف التي مرّ بها والتي كان للمدرب حسن أحمد إزاءها القول الفصل بتحدٍّ وإصرار!

إنها رسالة حيّة لإدارة نادي الميناء معززة بالقول: ما هكذا هو الوفاء!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

استقالوا لشعورهم بالتقصير !

  محسن التميمي في نزالات رياضة الملاكمة يكون المدرب ذكيًّا عندما يرمي المنديل الأبيض فوق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *