الاستثمار في المواهب

 

سمير السعد

إن اكتشاف المواهب في عالم الرياضة، وخاصّة كرة القدم، يُعد أحّد العناصر الأساسيّة لتطوير اللعبة وضمان استمراريّة النجاح، وتتطلّب عمليّة اكتشاف المواهب نظرة مستقبليّة ورؤية استراتيجيّة حيث يتم التركيز على الفئات العمريّة الصغيرة الأشبال والناشئين الذين يظهرون مهارات وإمكانيّات واعدة.

تبدأ هذه العمليّة عادةً من المدارس والأحياء الشعبيّة حيث يقوم الكشّافون والمدرّبون بالبحث عن اللاعبين الذين يمتلكون قدرات فطريّة يمكن تطويرها من خلال برامج تدريبيّة متخصّصة وأكاديميّات رياضيّة متقدّمة هناك كثير منها رفدت المنتخبات العمريّة والأندية من المواهب ويتم صقل هذه المواهب وتوجيهها بالشكل الصحيح.

تعتبر الأندية المحلّية والأكاديميّات الرياضيّة المحترفة الأساس في هذه العمليّة حيث تلعب دورًا كبيرًا في توفير بيئة مناسبة لتدريب اللاعبين الشباب وتعليمهم الأساسيّات الفنيّة والتكتيكيّة إضافة إلى ذلك، تسهم البطولات المحليّة والدوليّة في منح هؤلاء اللاعبين فرصًا لاكتساب الخبرة والمنافسة على مستويات أعلى.

وتلعب العائلات والمجتمع دورًا مهمًّا في تشجيع الأطفال والشباب على ممارسة كرة القدم ودعمهم معنويًّا وماديًّا، ولا بدّ أن يتجسّد دور المنظّمات غير الحكوميّة أيضًا وتقديم  برامج رياضيّة للأطفال والشباب، تسهم في اكتشاف المواهب وتطويرها.

مع إيجاد التعاون مع أكاديميّات وأندية دوليّة يمكن أن توفر فرصًا للتدريب وتبادل الخبرات ممّا يسهم في تطوير اللاعبين العراقيين ولا بدَّ من الإشارة إلى دور الإعلام المهني الذي يلعب دورًا محوريًّا في تسليط الضوء على المواهب الشابّة، ممّا يفتح أمامهم أبواب الاعتراف والتقدير والتقدّم في مسيرتهم الرياضيّة وتشجيعهم على المواظبة والتدريب والاستمرار في العطاء من أجل خطف الأضواء .

كُل هذا لا يكون  بمنأى عن أهميّة تطوير الملاعب والمرافق الرياضيّة الجيّدة والتي تساعد في توفير بيئة مناسبة لتدريب اللاعبين الشباب وتطوير مهاراتهم.

إن عمليّة اكتشاف المواهب ليست مجرّد مهمّة فنيّة، بل تتطلّب أيضًا دعمًا من المجتمع والعائلات، وكذلك سياسات رياضيّة واضحة من قبل الحكومات والاتحادات الرياضيّة.  ومن خلال هذه الجهود المشتركة، يمكن بناء جيل جديد من اللاعبين المميّزين الذين يمكنهم تحقيق النجاحات والإنجازات في المستقبل.

ومن خلال هذه العوامل مجتمعة، يتمكّن العراق من اكتشاف وصقل المواهب الكرويّة، ممّا يعزز من فرص تطوّر الكرة العراقيّة وتحقيق النجاحات على المستويات الإقليميّة والدوليّة.

في الختام، يُعتبر اكتشاف المواهب الرياضيّة ركيزة أساسيّة لتطوير كرة القدم والرياضات الأخرى في أي بلد، من خلال الجهود المشتركة بين الأندية والأكاديميّات والمدربين  والعائلات والمجتمع بأسره، يمكن تحويل الإمكانيّات الكامنة إلى إنجازات حقيقية.

إن الاستثمار في المواهب الشابّة وتوفير البيئة المناسبة لهم للتدريب والتطوير يضمن استمراريّة النجاح والتميّز على المستويين المحلّي والدولي.

وبالتالي، يجب أن تظلّ عمليّة اكتشاف المواهب أولويّة دائمة لضمان مستقبل مشرق للرياضة، يُلهم الأجيال القادمة ويُعزّز من مكانة البلد في الساحة الرياضيّة العالميّة.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

استقالوا لشعورهم بالتقصير !

  محسن التميمي في نزالات رياضة الملاكمة يكون المدرب ذكيًّا عندما يرمي المنديل الأبيض فوق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *