نجلة “موناليزا العراق” !

 

يعقوب ميخائيل  

برغم كُل الأحداث الرياضيّة التي تعجُّ بأهتمامات الشارع الرياضي هذه الأيام.. لا سيّما أن (الوعود) قد خذلتنا للأسف من مشاهدة (الدون) في بغدادنا الحبيبة برغم الأعذار وإن تعدّدت، لكنها تبقى غير مقنعة! يبقى إنجاز وتألق نجلة “النخلة العراقيّة الباسقة” إنجازًا لا يضاهيه لربّما كُل الإنجازات التي تحققت للرياضة العراقيّة قاطبة دون مغالاة أو تمييز!

فالوسام الأولمبي وتحديدًا الوسام الذهبي يعني تألّق بل استثناء بعينه لا سيّما عندما يتحقق في دورة بارالمبيّة مع بطلة عراقيّة فقدت أطرافها الثلاثة لكن طرفها الأوحد (يدها) عّوضها حُب الملايين من العراقيين الذين يفخرون اليوم بأسمها وبإنجازها الذي لا يُضاهيه إنجاز.  

نجلة الإنسانة الرائعة التي لمجرّد أن تشاهد ابتسامتها وهي تجالس أفراد عائلتها تشعر برفعة أخلاقها وبروعة محبّتها وكأنها تجالس، بل تعانق العراقيين جميعًا بلا استثناء..كيف لا والعراق برمّته احتفى بها كما احتفى بها أهلها على تلك الأرض الطيّبة في مدينتها ديالى مع والديها وإخوتها والابتسامة لا تفارق وجوههم الطيّبة جميعًا.

ماذا نكتب عن نجلة.. وبماذا نصفها.. وهل تفي يا ترى كُل كلمات الإطراء بحقها؟! لا أبدًا.. إنها عنوان للارادة والتحدّي والمثابرة والعنفوان الذي أصبح ليس فقط مثالاً يحتذى به، بل إنموذجًا للمرأة العراقيّة التي طالما أكّدت بعزيمتها ومثابرتها أن اليأس ليس في مفكّرتها، ولن  تخضع للظروف بقدر ما تبقى صاحبة الإرادة التي تحقق حتى المستحيل.. وها هي تؤكّد ذلك على مرأى ومسمع العالم برمّته وليس العراق وشعبه فحسب.  

لقد تسارع فناننا التشكيلي الكبير أحمد البحراني إلى عمل فني رائع يليق بنجلة وإنجازها حيث أنجز تمثالاً لها كي يُخلّد التأريخ ما حققته من إنجاز رائع ويأخذ الشهرة التي يستحقها عرفاناً منه والتزامًا أخلاقيًّا قبل أن يكون مهنيًّا بأتجاه إمرأة عراقيّة لم تؤكّد بعزيمتها سوى على إرادتها القويّة بل الاستثناء إن لم يكن المستحيل بعينه!

يقينًا، ومثلما اعتدنا أن نسمع دائمًا عن زوّار متحف اللوفر، وعن تهافتهم لمشاهدة لوحة “موناليزا” الشهيرة .. فإننا اليوم نضيف إلى متحفنا تمثال (موناليزا العراق) نجلة عماد التي حظيت بالمكانة التي تستحقها في قلوب 43 مليونًا عراقيًّا كي يكون إضافة مهمة لمتحفنا الرياضي.   

أكثر ما يزيدنا فخرًا أن تتلقى نجلة هذا الكم الهائل من الاهتمام والتكريم من جميع مؤسّساتنا سواء الحكوميّة أو غيرها، بل العروض التي كُرّمت بها سواء بقبولها في كليّة التربية البدنيّة وعلوم الرياضة أو بالعمل كإعلاميّة.. وهو أحّد طموحاتها المستقبليّة، ولكن في الوقت نفسه نتمنى أن يحظى بقيّة زملائها الذين نجحوا في تحقيق أوسمة التفوّق بذات الرعاية والتكريم فهم لا يقلّون شأناً عمّا حققته نجلة، بل تعدّت إنجازاتهم مفخرة لنا جميعًا وهُم أبطال حقيقيّون بكل ما تعنيها الكلمة من معنى.  

أخيرًا، وليس آخرًا نقول.. لما كان قد تحقق كُل هذا النجاح في الدورة البارالمبيّة لولا العمل المضني الذي تقوم به اللجنة البارالمبيّة التي طالما بذلت جهودًا استثنائيّة وحققت نجاحات كبيرة، لكنها للأسف ظلّت بعيدة عن الأضواء ولم تنل ما تستحقه من إشادة وثناء، في الوقت الذي يستمر عمل الكثير من اتحاداتنا الرياضيّة (الاصحاء) وعلى مدى سنوات طويلة بذات الترهّل الذي لم يسفر سوى عن الابتعاد المستمرّ عن أي منجز ولو بحدوده الدنيا!! دون رقيب ومحاسبة، بل دون مساءلة أيضًا وهو أضعف الإيمان! وشتان بين ما حققته (موناليزا العراق) وزملائها وبين من هُم غارقون في نوم وسُبات عميق في معظم الاتحادات الرياضيّة الأخرى.. والله من وراء القصد!   

أنشر عبر

شاهد أيضاً

ورطة كاساس!

  رعد العراقي لا شكّ أن المرحلة القادمة من التصفيات الآسيويّة المؤهّلة إلى نهائيّات كأس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *