درس لجميع أندية العراق .. “بلعمري الجزائري” خرجَ ولم يَعُدْ وترك الشُرطة في ورطة!

كتب: رعد العراقي

أثارت قضيّة ترك اللاعب الجزائري “جمال الدين بلعمري” فريق الشرطة لكرة القدم ومغادرته العراق متوجّهًا إلى الجزائر الكثير من ردود الفعل والتساؤل عن الأسباب الحقيقيّة لتصرّفه والاستغراب من تناقض موقفه، فقد أعرب بلعمري عند توقيعه العقد مع “القيثارة الخضراء” عن سعادته لخوض تجربته الاحترافيّة الجديدة، والتحق فعلاً بمعسكر فريق الشرطة بمدينة الإسكندريّة التي وصلها يوم الجمعة السادس من شهر أيلول الجاري تحضيراً للاستحقاقاتِ المقبلة، وقبل أن يعود مع بعثة الشرطة إلى العراق تمهيدًا لخوض أوّل مباراة أمام نادي النصر السعودي ضمن دوري أبطال آسيا للنخبة، فاجأ بلعمري الوسط الرياضي بسفره خارج العراق دون سابق إنذار!

رواية نادي الشرطة

أعلنت إدارة نادي الشرطة، أن اللاعب الجزائري غاب عن تدريبات الفريق منذ أيام وطلب فسخ عقده بداعي عدم انسجامه وغادر بغداد متوجّهًا إلى بلده.

وبيّن عضو إدارة النادي د. وهاب الطائي، في تصريحات إعلاميّة “إن اللاعب المذكور طلب التجوّل ليلاً في بغداد، وقد علمتُ مسبقاً ما يدور في ذهنه حيث كان يبحث عن أماكن سهر وترفيه، وبعد عودته أخبرني إنه لم يجد ما كان يريدهُ وإنه اكتفى بتناول (الباجة) ورجع إلى الفندق”!

وأضاف الطائي “إن اللاعب أخذ جواز سفره وغادر بغداد دون علم الإدارة”، مؤكّدًا “إنه لاعب جيّد، لكن سلوكه غير منضبط، وكان سيضرّ الفريق لو استمرّ مع صفوفه”!

بلعمري يبرّر ويتوعّد!

بعد تصريحات إدارة نادي الشرطة حول الموضوع، سارع اللاعب “جمال الدين بلعمري” للنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأظهر  (مقطع فيديو) يبيّن مقر إقامته في الفندق مع تحديد الساعة السابعة صباحًا كوقت لتسجيل الفيديو وسُمع ضجيج لأعمال ترميم بناء مجاور غرفته في الفندق كنوع من الانتقاد على عدم ملاءمة سكنه، متوعّدًا بالردِّ وكشف تفاصيل أخرى عبر إحدى القنوات الفضائيّة!

رأينا

بعيدًا عن إدعاء كُل طرف عن سبب هروب اللاعب جمال الدين بلعمري (على حدّ وصف إدارة نادي الشرطة)  فإن الشيء المؤكّد، أن عمليّة تعاقد الأندية العراقيّة مع اللاعبين المحترفين لازالت تمرّ بمخاض عسير، وتفتقد إلى الاحترافيّة الحقيقيّة نتيجة التسرّع والفوضى في أسلوب وطريقة البحث والتدقيق في السيرة الذاتية للاعبين من جميع النواحي الفنيّة وكذلك الشخصيّة ومسيرتهم مع الأندية التي يتواجدون فيها قبل اختيارهم لتمثيل النادي.

تلك المسألة بدأت تشكّل معضلة تضع النادي في حرج، وقد تسبّب في خسارة ماديّة وإرباك في خطط الإعداد للتحضير للاستحقاقات المهمّة، إضافة إلى ما يتبعه من مشاكل قانونيّة وخلافات تضرّ بسُمعة النادي خاصّة وبالكرة العراقية عامّة.

نقول لو أن إدارة نادي الشرطة اتبعت أسلوب البحث والتدقيق في سيرة اللاعب مع الأندية السابقة قبل الإقرار باستقطابه والتوقيع معه، لكانت تردّدت كثيرًا باتخاذ هذا القرار بعيدًا عن إمكانيّة اللاعب الفنيّة التي لا غبار عليها، فاللاعب لديه سجلّ حافل في مسألة إنهاء عقده مع الكثير من الأندية ولأسباب مختلفة، لكن أغلبها تصبُّ في جانب مشترك وهو صعوبة تأقلمه ومزاجيّته العالية في الاستمرار مع أي نادٍ يتعاقد معه!

سبع تجارب .. ولكن!

وإذا ما اطّلعنا على نقاط التجارب السبع من مسيرة اللاعب “جمال الدين بلعمري” الاحترافيّة مع أندية سابقة حسب تسلسلها الزمني المتتابَع وكيفيّة إنهاء عقوده معها، مُستقاة من مصادر إعلاميّة مُختلفة “جزائريّة وعربيّة” فإن كثيرين رُبّما لن يُبْدوا غرابتهم للنهاية المفاجئة التي اختارها بلعمري مع فريق الشرطة:

1- انضمّ لنادي الشباب السعودي لأربعة مواسم 2020- 2016 لعب معهم 67 مباراة من مجموع 112 مباراة خاضها النادي قبل أن تتوتر علاقته مع إدارة النادي بعد أن طالب بزيادة مبلغ عقده وتوجيهه اتهامات لأحّد مسؤولي النادي عبر صفحته الشخصيّة في مواقع التواصل الاجتماعي وأيضًا من خلال إحدى القنوات الفضائيّة، إضافة إلى تغييبه عن تدريبات الفريق، وقد ادّعى النادي السعودي أن اللاعب كان يسبّب مشاكل كثيرة في غرف خلع الملابس، وتسبّب أيضًا بانشقاقات كبيرة في الفريق، ولذلك تقدّم النادي بشكوى رسميّة لدى فيفا على أثرها صدر قرار بتغريم اللاعب مليون ومائتي ألف دولار إضافة إلى فوائد التأخير وتدفع خلال 45 يومًا.
2- انتقل إلى نادي ليون الفرنسي ولعب 134 دقيقة في ست مباريات فقط، قبل أن يفسخ عقده معهم!
3- لعب لنادي قطر القطري وخاض معهم 16 مباراة قبل أن يفسخ العقد معهم لأسباب غير واضحة!
4- انتقل إلى نادي الخليج السعودي ولعب 9 مباريات قبل أن يطلب فسخ عقده!
5- اتجه إلى نادي الوداد البيضاوي المغربي بعقد قيمته 200 ألف دولار وفجأة طلب فسخ عقده دون خوضه أي مباراة ممّا سبّب خلاف كبير انتهى أخيرًا بدفعه 120 ألف دولار للنادي مقابل فسخ عقده، وقد برّر في حينه أسباب تركه للنادي بأن رئيس النادي لم يرد على اتصالاته ولم يحضر توقيع عقده وأنه اصطدم بأمور لم ترق له!
6- لعب لنادي الوصل الإماراتي 9 مباريات فقط ثم طلب فسخ عقده دون توضيح الأسباب.

7. تعاقد مع مولودية الجزائر، ولعب معهم 23 مباراة ثم طلب فسخ عقده لأسباب شخصيّة بعد أن أثيرت أزمة كبيرة قبل نهائي كأس الجزائر كونه احتجَّ بقوّة على المدرب الفرنسي “باتريس بوميل” لعدم إدراجه في التشكيلة الأساس! الأمر الذي أغضب المدرب والإدارة وحتى بعض زملائه في الفريق، إلا أنه حظي بدعم “يوسف بلايلي” الذي تدخل لدى بوميل ورئيس الفريق “حاج رجم” وتم زجّه في التشكيلة الأساس لكنه لم يقدّم الأداء المنتظر منه، الأمر الذي عرّضه لانتقادات الجماهير والإعلام، فسارع لفسخ عقده بالاتفاق مع الإدارة والمدرب الذي سئِم من تصرّفاته.

أخيرًا

اللاعب سجّل رقمًا قياسيًّا في مرّات فسخ العقد مع ثلاثة أندية خلال مدّة لم تتجاوز 302 يوم!! ما يضع أكثر من علامة استفهام حول تعامله مع الأندية، وهنا يأتي التساؤل: ألم تتوقف إدارة النادي أمام سجلّ اللاعب وسيرته وتفكّر باحتماليّة تكرار ذلك النهج الذي اتبعه مع أندية أكثر احترافيّة رُبّما كانت توفر له كُل مستلزمات الراحة والمورد المالي والرفاهيّة ومع ذلك لم يُعمِّر كثيرًا معها؟

درس لا بدَّ أن تستفيد منه إدارة نادي الشرطة وكُل أنديتنا الأخرى بضرورة تقصّي كُل المعلومات عن مسيرة المحترفين بكُل تفاصيلها قبل التقييم الفني لهم تجنبًا لمطبّ هروب المُحترفين دون رجعة، وورطة البحث عن بدلاء لهم في الوقت الضائع!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

“الصقور” يصطادون أسير التركمانستاني بهدفين

  كتب: رعد العراقي نجح فريق القوة الجوية في حصد نقاط أولى مبارياته ضمن المجموعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *