مع فلسطين يتجدّد طموحنا

 

يعقوب ميخائيل

بعد مباراتي عُمان والكويت، يكاد أن يكون مستوى المنتخبات التي تنافسنا في المجموعة أكثر وضوحًا أمام المدرب “خيسوس كاساس” الذي حتماً يعدُّ العدّة للجولتين المُقبلتين أمام فلسطين في البصرة في العاشر من شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر القادم، ومن ثم مباراتنا مع كوريا الجنوبيّة في الخامس عشر من الشهر ذاته في سول، وتحديدًا ما يخصّ المميّزات الفنيّة التي في ضوئها تمخض عنه أداء المنتخبات، والنتائج التي أسفرت عنها وصولاً إلى تحديد نقاط السلب والإيجاب في أدائها.

وفي الجانب الآخر، يفترض أن يكون الكادر التدريبي قد تّوصل إلى بعض القناعات المهمّة حول أداء لاعبينا أيضاً، وما يتوجّب (عمله) استعدادًا للمباراتين المقبلتين بما تفرضه وجود العناصر الأهم والأفضل في التشكيلة التي لربّما ستخضع ثانية إلى الاستغناء عن بعض العناصر التي باتت لا تنفع في الوقت الذي قد يتم دعوة لاعبين آخرين من أجل تعزيز قدرات منتخبنا بخطوطه المختلفة!

قد نطوي صفحة مباراتي (عُمان والكويت) في الوقت الحاضر، لكن في نفس الوقت لا بدَّ أن نستفيد من هاتين التجربتين بما أسفرتا عن حقيقة أداء منتخبنا خصوصًا في ضوء المستجدّات التي حصلت سواء بتعرّض المهاجم “أيمن حسين” للإصابة التي حرمته من المشاركة في مباراتنا مع الكويت.. ومن ثم (حساسيّة) مباراتنا الثانية التي انتهت بالتعادل مع الكويت وشهدت هي الآخرى حالة استثنائيّة غير متوقعة عندما تعرّض المدافع “ريبين سولاقا” إلى الطرد بعد أن أشهر الحكم الياباني البطاقة الحمراء (الغادِرة) بوجههِ في وقت مبكّر من بداية المباراة وتحديدًا في الدقيقة الرابعة ممّا أستوجب الأمر تغيير (حسابات) المدرّب رأسًا على عقب بعد أن أكملنا المباراة بعشرة لاعبين ولجأ خلالها كاساس إلى استخدام أسلوب دفاعي بحت حفاظاًعلى نظافة شباكنا، أي الاقتناع بنقطة التعادل بدلاً من التفريط بثلاث نقاط مهما مالت الأرجحيّة الفنيّة لصالحنا!  

ما نودّ التأكيد عليه في هاتين الجزئيّتين أن غياب “أيمن حسين” عن التشكيلة – اللاعب المؤثر بشكل كبير في خطّنا الهجومي- هو صعوبة تعويضه بمهاجم وحيد أيضاً! ولذلك تطلّب أمر تعرّضنا إلى النقص العددي (كما حصل في مباراتنا مع الكويت) أن نستعين باللاعبين الذين يمتلكون مهارات عالية في خطّ الوسط كي يمكن تعزيز قوّتنا الهجوميّة من خلالهم دون الاكتفاء بالمهاجم علي الحمادي، وما التغيير الذي حصل بعد اشراك “علي جاسم” في التشكيلة إلا دليل على ما أسلفنا ذكره بحيث أصبحت الأرجحيّة تميل لصالح منتخبنا الذي كان بأمسِّ الحاجة إلى زجِّ “مهند علي” أيضاً بوقتٍ مبكّرٍ من الشوط الثاني وليس الانتظار حتى الدقيقة 88!    

في الجانب الآخر فإن تكرار الحديث عن الضعف الحاصل بالعُمق الدفاعي إنما تفرضه السرعة، فالمدافع أي مدافع طالما كان بطيئاً ويفتقر إلى عنصر السرعة سيبقى يعاني من  خطورة المهاجمين لا سيّما في الهجمات المرتدّة السريعة، فالمعالجة قد تبدأ بلاعب، ولكن بمجملها هي مشكلة (المنظومة الدفاعيّة للفريق بأكملها) وهي المشكلة التي يسعى كاساس لإيجاد حلول لها من خلال الأفضليّة التي يمنحها لبعض اللاعبين في خياراته من الذين يتمتعون بمميّزات دفاعيّة قد نختلف أو بالأحرى طالما اختلفنا سواء كإعلام أم جمهور حول عديد الأسماء!  

أخيرًا نقول .. أربع نقاط من مباراتين مازالت تضعنا في قلب المنافسة! وما علينا إلا التركيز في مبارياتنا المُقبلة بدءًا بمباراتنا مع فلسطين التي تجري على أرضنا وبين جمهورنا، ولا يمكن أن نفقد نقاطها الثلاث في حصّالة طموحنا بالتأهّل! ومن الله التوفيق.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

استقالوا لشعورهم بالتقصير !

  محسن التميمي في نزالات رياضة الملاكمة يكون المدرب ذكيًّا عندما يرمي المنديل الأبيض فوق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *