عودة إلى أوراق كاساس!

 

رعد العراقي

انتهت الجولة الثانية من الدور الثالث لتصفيات آسيا المؤهّلة إلى نهائيّات كأس العالم 2026 حيث حصد من خلالها منتخبنا الوطني لكرة القدم أربع نقاط من فوز وتعادل، ويتشارك بذات الرصيد مع منتخبي الأردن وكوريا الجنوبيّة في بداية توحي بصراع كبير بين المنتخبات الثلاثة للظفر ببطاقتي التأهّل المباشر للمونديال القادم.

جميع مستويات منتخبات المجموعة الثانية باتت واضحة ولا تحتاج إلا لقراءة فنيّة مستفيضة وحسابات منطقيّة تذهب نحو وضع خيارات جمع النقاط وحسمها بعيدًا عن الركون لنتائج لقاءات المنتخبات الأخرى أو المفاجآت ورسم طريق الوصول بأقدام لاعبينا لا بـ “هُبات” الحظّ أو تعثر الآخرين!!

من شاهد أداء “أسود الرافدين” خلال مباراتي “عُمان والكويت” سيصل إلى نتيجة واضحة لا لبس فيها، وهي أن الأداء الفني لا يزال دون مستوى الطموح، وأن هناك الكثير من نقاط الخلل التي تحتاج إلى وقفة ودراسة تحليليّة لتشخيصها وإيجاد العلاج المناسب لها من خلال استغلال فترة الشهر قبل لقاءنا القادم أمام المنتخب الفلسطيني العنيد، ومن بعده “الشمشون الكوري” على أرضه وبين جماهيره.

بالبداية، فإن المنطق يفرض حسم جميع لقاءتنا القادمة على أرضنا وجمع 12 نقطة كاملة إذا ما أردنا الذهاب بقوّة للمنافسة، ومن ثم التفكير بحصد أكبر عدد من النقاط الإضافيّة خارج أرضنا مع الأخذ بالحسبان ضرورة وضع نظريّة التعويض الإجباري لأي إخفاق لظروف معيّنة سواء على ملعبنا أم خارجه.

ثلاث نقاط ضعف كبيرة تؤثر على أداء منتخبنا الوطني، الأولى مسألة التجمّع وجاهزيّة اللاعبين قبل أي مباراة رسميّة بسبب العدد الكبير من المحترفين لا يمكن تأمين حضورهم إلا قبل 72 ساعة، وبسبب بُعد المسافة بين أوروبا والعراق فإن أغلبهم يكون في وضع بدني غير مناسب إضافة إلى توقف الدوري المحلي وعدم جاهزيّة اللاعبين المحلّيين، الأمر الذي تسبّب في ضُعف أدائنا أمام عُمان، بينما في المباراة الثانية كان أفضل بدنيًّا برغم النقص العددي وأجواء الطقس الحارّة، وهو ما يؤكّد ضرورة أن نلجأ إلى معسكرت تدريبيّة للاعبين المحلّيين لفترة مناسبة ليكونوا جاهزين للاستعانة بهم كخيار أفضل وخاصّة بلقاء فلسطين والمناورة بالمحترفين عند الحاجة ليكون الجميع بتمام الجاهزيّة للقاء كوريا الجنوبيّة.

النقطة الثانية، هي استمرار ثغرة العُمق الدفاعي دون أي حلول بعد أن عجز المدير الفني لمنتخبنا “خيسوس كاساس” من إيجاد لاعبين يجيدون التمركز والدفاع بقوّة وسرعة عالية، ومن تابع كُل مباريات المنتخب خلال الفترة الماضية سيجد أن خطّ الدفاع ربّما يجيد القطع القريب والالتحام إلا أنه يفتقر إلى سرعة الجري ومجاراة انطلاقات الخصوم، وهو ما يشكّل خطورة بدأت المنتخبات تستغلّها للنفاذ نحو مرمانا، إضافة إلى الشعور بعدم وجود تفاهم ولغة مشتركة بين الدفاع وحارس المرمى وأخذت عمليّة إرجاع الكرة للحارس تسبّب في فوضى وخطورة دائمة!

النقطة الثالثة، هي معضلة الأداء الفردي أمام مرمى المنافس والأنانيّة في التسديد والإصرار على المراوغة والاستعراض وغياب الأداء الجمعي والتمرير للآخر وهو ما تسبّب في إهدار فرصة تسجيل محققة كنا بأمسّ الحاجة إليها وخاصّة في مباراتنا الأخيرة أمام الكويت، وتلك الثغرة لا بدّ للكادر التدريبي من الوقوف عندها كثيرًا لإعادة فلسفة وثقافة اللاعب وإنهاء الهجمة وفق تمرير الكرة والتسجيل لمن هو أقرب وأكثر قدرة للتسجيل بعيدًا عن “الأنا” الطاغية على تفكير أغلب اللاعبين!

نقول.. فترة الشهر ليست طويلة وربّما تمضي سريعًا وعلى اتحاد الكرة الجلوس مع كاساس وإعادة ترتيب الأوراق واستغلال الوقت للخروج بأفضل السُبل لضمان تجهيز المنتخب وضمان اكتمال اللياقة البدنيّة والجاهزيّة للاعبين قبل موقعة منتخب فلسطين الذي يعتمد على العامل البدني والالتحامات القويّة، وليكن درس البداية ماثلاً أمام عيون الجميع كي لا نندم!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

استقالوا لشعورهم بالتقصير !

  محسن التميمي في نزالات رياضة الملاكمة يكون المدرب ذكيًّا عندما يرمي المنديل الأبيض فوق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *