برغم أخطاء التحكيم.. “نقطة الكويت” تعزز آمال “الأسود” في التصفيات

 

متابعة: سمير السعد

في مباراة ملحميّة شهدت توترًا كبيرًا داخل الملعب، استطاع المنتخب العراقي، المعروف بـ “أسود الرافدين” انتزاع نقطة ثمينة من مضيّفه المنتخب الكويتي في لقاء مثير جمعهما على أرض ملعب جابر الأحمد الدولي.

وبرغم الأخطاء التحكيميّة الواضحة التي أثرت بشكل ملحوظ على سير المباراة، نجح العراقيون في فرض سيطرتهم وإظهار روحهم القتاليّة حتى اللحظات الأخيرة.

بدأ الشوط الأوّل بحذر من كلا الفريقين، حيث تبادل الطرفان السيطرة على مجريات اللعب، لكن كان واضحًا أن الحكم كان له تأثير سلبي على المباراة منذ الدقائق الأولى، طرد مدافع المنتخب ريبين سولاقا وبعد تجاهله عدّة أخطاء لصالح المنتخب العراقي، ممّا أثار استياء اللاعبين والجهاز الفني، ومع ذلك، لم يستسلم “أسود الرافدين” وواصلوا الضغط على الدفاع الكويتي، لكن دون أن يتمكّنوا من هزّ الشباك.

مع بداية الشوط الثاني، زادت أخطاء الحكم وتجاهل بعض التدخلات العنيفة من لاعبي الكويت، ولم ينذر أي لاعب منهم ما أدّى إلى تصاعد التوتر بين اللاعبين وبدأت الاعتراضات من الجانب العراقي.

وبرغم الصعوبات والعراقيل التحكيميّة، أبدى المنتخب العراقي إصرارًا وعزيمة لا تُقهر، وفي اللحظات الأخيرة من المباراة، تمكّنوا من إحكام السيطرة وفرضوا شخصيّة الأسد، وهي نتيجة يمكن اعتبارها إيجابيّة بالنظر إلى ظروف المباراة الصعبة.

لكن لابد من انصاف اللاعبين وأخصّ منهم بالذكر يوسف الأمين، القلب النابض في خط الوسط قدّم أداءً لافتًا في وسط الميدان، حيث كان حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم بفضل تمريراته الدقيقة ورؤيته الواسعة للملعب، تمكّن من توزيع الكرات بفاعليّة وقيادة الفريق إلى الأمام، ولعب دورًا حيويًّا في إبطاء الهجمات الكويتيّة واستعادة الكرة في لحظات مهمّة.

وأظهر علي جاسم سرعته ومهاراته الفنيّة العالية على الأطراف، حيث كان دائمًا مصدر قلق لدفاعات الكويت بفضل تحرّكاته الذكيّة وتمركزه الممتاز، ونجح في خلق عدّة فرص خطيرة، وبرغم أنه لم يسجّل، إلا أن جهوده كانت محوريّة في الهجوم العراقي.

أما جلال حسن العملاق، تألق بشكل لافت مرّة أخرى بتصدّياته الرائعة التي منعت المنتخب الكويتي من تسجيل أهداف محققة بفضل هدوئهِ تحت الضغط وردود فعله السريعة، استطاع الحفاظ على شباكه نظيفة لفترات طويلة من المباراة، وكان دعّامة أساسيّة في تحقيق هذه النتيجة الإيجابيّة.

أما أمير العماري المحرّك الديناميكي كان أحّد أبرز اللاعبين في خطّ الوسط بفضل قدرته على التحكّم بالكرة تحت الضغط، استطاع تخفيف الضغط على الفريق في عدّة مناسبات وفتح مساحات لزملائه، كان العماري قادرًا على القيام بأدوار دفاعيّة وهجوميّة على حدٍّ سواء، ممّا جعله من بين أهم لاعبي المباراة.

مرّة أخرى، أظهر إبراهيم بايش مهاراته الكبيرة في قيادة الهجمات العراقيّة، كان دائمًا حاضرًا في بناء اللعب، ونجح في صناعة العديد من الفرص الخطيرة بفضل رؤيته الجيّدة للملعب وتمريراته الدقيقة، بايش كان عنصرًا لا غنى عنه في خطّ الوسط الهجومي.

دوسكي الصلب قدّم أداءً دفاعيًا مميّزًا، حيث أظهر صلابة كبيرة في مواجهة الهجمات الكويتيّة بفضل قوّته البدنيّة وقدرته على قراءة اللعب، وتمكّن من إيقاف العديد من الهجمات الخطيرة، كان دعّامة أساسية في الخطّ الخلفي وساهم في الحفاظ على توازن الفريق دفاعيًا.

وهناك أحمد يحيى، من أبرز اللاعبين على الجناح، حيث أظهر قدرات كبيرة في التحرّك السريع والمراوغة، وقدم عدّة عرضيّات خطيرة وساهم في الضغط على دفاعات الكويت، وجهوده في الجناح جعلته أحّد العناصر البارزة في الخط ّالهجومي.

بهذه النقطة، عزز المنتخب العراقي آماله في مشوار التصفيات، بينما يبقى الجدل مستمرًّا حول أداء الحكم وتأثيره على نتيجة المباراة، وعلى الرغم من الظروف الصعبة، أثبت “أسود الرافدين” مرّة أخرى أنهم قادرون على التحدّي وتحقيق النتائج الإيجابيّة حتى في أصعب الظروف!

هؤلاء اللاعبون قدّموا أداءً بطوليًّا في هذه المباراة، ونجحوا في الحفاظ على توازن الفريق برغم التحدّيات بفضل عزيمتهم وروحهم القتاليّة، استطاع “أسود الرافدين” اقتناص نقطة ثمينة في مباراة مليئة بالإثارة!

 

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

“الصقور” يصطادون أسير التركمانستاني بهدفين

  كتب: رعد العراقي نجح فريق القوة الجوية في حصد نقاط أولى مبارياته ضمن المجموعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *