شهيّة “الأسود” بالموعد!

 

سعد المشعل

من المؤمّل أن يحسم “أسود الرافدين” مباراتهم أمام الكويت اليوم ( الثلاثاء ) في مواجهة مهمّة للغاية، خاصّة أننا في الجولة الثانية من الدور الثالث للتصفيات الآسيويّة المؤهّلة لنهائيّات كأس العالم 2026 التي تضيّفها الولايات المتحدة الأمريكيّة وكندا والمكسيك.

بالتأكيد لدينا طموح وآمال مع أبطال منتخبنا العراقي تحت قيادة ” خيسوس كاساس ” المدير الفني لتكون هنالك نتائج جيّدة في مسيرته، الظروف باتت مهيّأة للمنتخب لبداية ثانية قويّة أمام الكويت على أرضها وأمام جمهورها، ويمكن اعتبار البداية القويّة لمنتخبنا في مباراة عُمان قد افتتحت شهيّة لاعبينا التهديفيّة في مباراتهم لهذا اليوم!

كاساس تأثر لغياب المهاجم الفذّ ” أيمن حسين ” لكنه يستجيب لإمكانيّة علي الحمادي ليشكّل دعمًا هجوميًّا للتشكيلة، ويا حبذا لو أشرك ” زيدان إقبال ” بدلاً من أسامة رشيد لتكتمل خطوط المنتخب وبمقدوره حسم النتيجة من الشوط الأوّل ليحصل على ثلاث نقاط أخرى ليعزز رصيده بست نقاط وهنا قد قطع رُبع المشوار من التصفيات المؤهّلة بكأس العالم.

نحن نثني على أداء اللاعبين ونصف أيّاهم أبناء الشعب العراقي الذين دائمًا يصنعون المُستحيل، ولكن للمدرب كاساس فكر آخر إذ يعتبر مستوى اللاعبين في المباراة الأولى أمرًا طبيعيًّا في ظلّ الظروف التي سبقت المباراة حصل اللاعبين على إجهاد للبعض بسبب فترة انتهاء دوري المحترفين، ولكن بالمقابل هناك أكثر من لاعب جاهز تحت تصرّف مدرّب منتخبنا الوطني لم يستفد من خدماتهم، وبات الجمهور يطالبه بإشراكهم، ولماذا يسمح بهذا التدخل لو كانت خياراته للتشكيلة صحيحة لقوّة المباراة ومنتخب عُمان أخطر مرمانا لأكثر من مرّة ولم يوفق بالتسجيل لعدم امتلاكه للمهاجم الصريح.

أعتمد المدير الفني لمنتخبنا الوطني على استراتيجيّة التكتيكيّة التي يراها مناسبة جدًّا لطبيعة المباراة حيث أنه أعتمد على رؤيته الفنيّة الخاصّة مستندًا إلى معرفته العميقة بقدرات كُلّ لاعب وكيفيّة توظيف اللاعبين خلال المباريات القادمة، وهذا النهج قد أثبت نجاحه ممّا أدّى إلى تحقيق فوز مهم برأيه.

كما أن الجمهور يتساءّل عن إصرار كاساس بإبقاء اللاعبين الوطنين (زيدان أقبال وعلي الحمادي ودانيلو السعيد) على دكّة البدلاء، ويعلم أنهم قادرون على تغيير مستوى المباراة ونتيجتها لما يمتلكونه من مهارات عالية المستوى قد يشعرون يومًا بالاحباط بسبب عدم مشاركتهم.

كان الأجدر به إشراك ” زيدان أقبال ” أساسيًّا في مركز الأرتكاز نظرًا لما يتمتع به من سرعة وقوّة ومراوغة وهو ما يناسب مع أسلوب الخصوم واللاعب الوحيد الذي يلعب الكرة إلى الأمام ويصنع الفارق بأي دقيقة كما أنه يعرف كيف يوفر الكرات للمهاجمين، لا نريد أن نتدخل بأفكاره وتشكيلته الرئيسة، ولكن الصح يجب أن يقال واليوم أصبح حتى المشجّعين لديهم أفكارًا ورؤية واضحة على إمكانيّة كُلّ لاعب وماذا يقدّم.

مباراة الكويت لن تكون سهلة أبدًا هذه المرّة لأنه فريق قوي وأحرج الأردن “وصيف آسيا” على أرضه وأمام جمهوره، فكيف الحال وهو يلعب على ملعب جابر الأحمد الدولي؟

إن دقائق المباراة مهمّة جدًا فهي التي تبيّن لحمة الفريق وتماسكه ومقاومته الذهنيّة وقدرته على حسم النتيجة لصالحنا، وهنالك عديد الأمور التي يجب أن نتداركها في أسرع وقت قبل مباراة اليوم، ونرجو أن يقدّم لاعبونا أداءً مشرّفًا ضد الكويت.

بالوقت ذاته نتمنى أن يستقبل الجمهور الكويتي إخوتهم العراقيين بأسلوب الإخوّة والتعبير عن ذلك من اليوم عبر “هاشتاكات” ولافتات الترحيب بالعراقيين ويبتعدون عن الإعلام المُغرض الذي لا يريد أن يرى مثل هكذا محبّة وتآخي بين الجمهورين العظيمين الطيّبين وتفتح عقول الواعين على هذا النوع من العلم والثقافة والأخلاق الرياضيّة لأنه مهمّ جدًّا في التعامل مع أيّ جمهور لأن الفريق الضيف سيكون مُضيّفاً غدًا، وستكون المعاملة والأستقبال بالأجمل من قبل الجمهور العراقي الطيّب المعروف بكرمه وحبّه لكُلّ دول العالم، ويجب على الجمهور الكويتي أن يكون متحمّسًا لأستقبال هذا الجمهور العظيم الذي ولد في العهد الجديد وهذه الميزة يجب أن تتحلّى بها كُلّ الجماهير العربيّة، ولن يجلب لها ذلك إلاّ المزيد من الخير والتآخي والمحبّة التي تزرع في نفوس الجماهير العربيّة الراقية بكُلّ مسمّياتها.

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

استقالوا لشعورهم بالتقصير !

  محسن التميمي في نزالات رياضة الملاكمة يكون المدرب ذكيًّا عندما يرمي المنديل الأبيض فوق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *