ومضات فنيّة من موقعة “البصرة” بين العراق وعُمان

 

* منتخبنا الوطني خذل شعبه في مستواه المتواضع!

* لاعبونا غير قادرين على بناء هجمة منظّمة واحدة  

* جلال حسن أهم لاعب عراقي في المباراة

* كاساس اختار 3 لاعبين هُم أقرب إلى الاعتزال!

* انصح اتحاد الكرة بضمّ مدرب تكتيكي لبناء الهجمات

* الأمين لم يكن موفقاً وجاسم غلبته الأنانيّة!

 *لعب منتخبنا بأسلوب “كاتانيتش” الدفاعي في الدقيقة 60!

بقلم: د كاظم العبادي

بعد سنتين من إعداد المنتخب العراقي لكرة القدم من أجل التأهّل إلى كأس العالم 2026، لفريق خصّصت له ملايين الدولارات ووفر له كُل شيء، على حساب مرضى العراق وشرائح المجتمع المحتاجة لحُبّ الشعب العراقي لكرة القدم، الذي لم يقتنع بتحضر منتخبه لهذا اليوم!

لا أعرف سبب التمسّك بالمدرب الإسباني “خيسوس كاساس” والاستعجال في زيادة مرتبه ومنحه عقدًا زمنيًّا طويلاً حتى عام 2027 لتدريب منتخب العراق؟ علمًا أن ملف سيرته الذاتيّة تنقصه خبرة هذه المباريات (تصفيات كأس العالم) فماذا قدّم كاساس، وكيف تم تقييمه كمدرب ناجح؟

سرق منتخب العراق الفوز من عُمان، وخذل منتخب العراق شعبه في مستواه المتواضع، ولم يستفد الفريق العراقي من الأرض والجمهور التي كان يعتقد البعض أنها كافية لتحقيق الفوز والتأهّل لبطولات كأس العالم.

شخصيًّا، لا أعتقد أن كاساس سيستمرّ مع منتخب العراق حتى لو تأهّلنا لكأس العالم 2026 والتي تحتاج إلى مدرب يمتلك سيرة ذاتيّة أفضل.

الفوز مقابل الأداء الضعيف؟!

كسب منتخب العراق أوّل 3 نقاط، وتصدّر مجموعته، وهذا المهم، وقد يضيف 3 نقاط جديدة إلى رصيده ضد الكويت، لكن العراق أظهر للعالم فريقاً ضعيفاً فنيًّا غير قادر على بناء هجمة واحدة منظمة، فالمنتخب العراقي يعاني من:

1- فريق يفتقر إلى الخطط الجماعيّة، غير قادر على تطوير الهجمات! يتم بناء الهجمات عبر اجتهادات لاعبيه الشخصيّة وعلى مزاجهم بدون أي التزام معيّن أو تعاون واضح!!

2- منذ عامين، يعاني الفريق من ضعف في مراكز قلبي الدفاع، تم الاعتماد على لاعبين كبار في العمر ولم يجازف في تحضير لاعبين أعمارهم صغيرة كبدلاء جُدد. ونفس الشيء يقال عن مركز لاعب الوسط المدافع اختار كاساس 3 لاعبين أقرب إلى الاعتزال هُم أسامة رشيد وأمجد عطوان وصفاء هادي وتم إهمال تحضير لاعب جديد للمستقبل ولم يقم بتجربة محمد الطائي مثلاً!!

ماذا حصل في ملعب البصرة؟!

لو لم يخطأ الحارس جلال حسن في منح الكرة للفريق العُماني من ركلة مرمى، كادت أن تتسبّب بهدف لمنحته علامة كاملة 10من 10 على أدائه الرائع ليس فقط في ردّ الكرات الصعبة، بل لتفهمه الكامل لدور حرّاس المرمى في التقدّم إلى الأمام وعدم “الثبات” حول الهدف ومشاركة الدفاع وتوجيههم وعدم إهدار الكرات! أعتقد ان جلال حسن هو أهم لاعب عراقي في مباراة عُمان.

لا يعكس عدم دخول هدف في مرمى العراق على أداء العراق وخاصّة في منطقة قلب الدفاع، حيث تكرّرت الأخطاء، وأظهرت عُمان ضعف العراق في هذه المنطقة وضعف أداء لاعب الوسط المدافع سواء كان أسامة أم عطوان، وذلك من خلال السماح لها بالتسديد المستمرّ من هذه المنطقة وقدّمت عُمان فاصل استعراضي في التسديد تجلّى ذلك جليًّا في بداية الشوط الثاني!

تحوير المراكز

ذكّرني وجود إبراهيم بايش بعلاء عبدالزهرة الذي فرض نفسه على المنتخب فترة طويلة دون فعاليّة موثرة، الآن جاء دور بايش ليكرّر ذلك. لم يزعجني سوء أداءه كثيرًا لأن كاساس مصرّ على سياسة “تحوير” المراكز وأشركه في مركز اللاعب رقم 10، وواضح جدًّا أنه لا يجيده، لكنني تأثرت منه في آخر لحظات الشوط الأوّل عندما أرتكب خطأ “فاول” خارج منطقة الجزاء، كان ممكن أن يتسبّب في هدف التعادل! وفي آخر لحظات المباراة يحصل مشهد مماثل، نحصل فيه على خطأ قرب منطقة جزاء عُمان، لم يستثمر، بل نفقد الكرة بسذاجة لترتدّ علينا هجمة خطرة يضطرّ فيها العماري لارتكاب خطأ في منتصف ساحة الفريق العراقي لحفظ وجه ماء المنتخب!  

وذكّرني أسامة رشيد بصفاء هادي، كلاهما ليس له دور هجومي! فقط اللعب على الواقف وتمرير كرات بسيطة وليس لهما أي كرات مثمرة.   

أقنعنا يوسف الأمين في مباريات سابقة بجهوده البدنيّة الكبيرة، إلا أنه هذه المرّة لم يكن موفقاً! لم أتوقع منه تمريرة غير دقيقة تصدر من لاعب محترف.

أما علي جاسم فقد كان أنانيًّا للغاية، وواضح جدًّا تأثره السلبي في أداءه بسبب إرهاقه من مشاركته مع المنتخب الأولمبي، قلّ عطاءه المعروف!

إصابة أيمن

بعد أن كان أيمن حسين في وقت ما لاعب ينتقده الجمهور، كان ردّه  بأداء رائع في مباريات كثيرة، فرض فيها نفسه كهدّاف مُعتبر وأنه اللاعب الأوّل في المركز رقم 9، اليوم أدعو له بالشفاء العاجل والعودة للملاعب من جديد. اعتقد أن إصابته الأخيرة ستبعدهُ عن المنتخب وتصفيات كأس العالم وربّما كرة القدم. كان ممكن أن يكون في رصيده هاتريك أمام سلطنة عُمان إلا أنه اكتفى بهدف!

إصابة أيمن أعطت الحمادي الفرصة ليثبت وجوده مع منتخب العراق يكون فيها هدّافه، فما زالت الأهداف تنقصه وواضح جدًّا أن “الكيمستري” بينه وبين كاساس مفقودة. استغرب جدًّا إهمال زيدان وعدم اشتراك دانيلو في وقت مبكّر بالمباراة!! أكثر لاعب مهاري مرّ على العراق هو زيدان، وأتمنى أن أفهم ما الخلل الذي في زيدان حتى يتم تهميشه وإبعاده دائمًا عن المنتخب؟!

استمرّ نهج تسجيل الأهداف العراقيّة من كرات ثابتة أو جهود فرديّة وبدا الجمهور العراقي يتذمّر من ذلك، لأنه يتأمّل مشاهدة هدف عراقي نتيجة عمل جماعي!!

الطريقة الدفاعية 

واضح جدًّا أن كاساس يتكلّم أحياناً دون أن يعني ما يقوله، يقول مثلاً أن المنتخب العراقي فريق هجومي، لكنه لم يظهر ذلك إلا مع فرق شرق آسيا الضعيفة منها. وأبدى أعجابه بطريقة لعب سيموني أو مورينهو، لكنه في نفس الوقت غير قادر على تنفيذها لأن طريقته الدفاعيّة لا توفر هجمات مرتدّة مركزة خطرة.

الإنصاف أظهر منتخب العراق سيطرته على الكرة والاحتفاظ بها لكنها كانت على شكل هبات في فترات بسيطة، سيطرة مؤقتة دون استمراريّة.

نسبة عالية من الجمهور العراقي تنتقد كاتانيتش على أسلوبه الدفاعي واللعب بثلاثة مدافعين، وفي الدقيقة 60 لعب العراق مدافعًا بنفس أسلوب الأخير بإخراج علي جاسم وأسامة رشيد بدخول مناف يونس وأمجد عطوان.

انصح اتحاد كرة القدم العراقي بضمّ مدرب تكتيكي لبناء الهجمات واللعب الجماعي لفريق كاساس التدريبي، فالأخير عاجز على فعل ذلك!!

سلّم منتخب العراق المباراة لمنتخب عُمان بالشوط الثاني بعد أن كان اللعب متقارب بعض الشيء بالشوط الأوّل، كانت الكرة من النادر أن تصل إلى منطقة جزاء عُمان، وعندما نصل لمناطق متقدّمة يقوم أمجد عطوان بتصويبها من بعيد من دون تعيين.

 إحصائيّات المباراة

حتى أكون دقيقاً أكثر، استند في كلامي أعلاه إلى بعض الإحصائيّات التي تدعم هذه الآراء:

– برغم إقامة المباراة في ملعب البصرة، كانت نسبة حيازة الكرة لصالح سلطنة عُمان 58% مقابل 42% للعراق الذي لم يستفد من أرضه وجمهوره.

– كان عدد هجمات الفريق العُماني الخطرة أقرب إلى ضعف هجمات الفريق العراقي الخطرة 60 هجمة لعُمان مقابل 32 هجمة للعراق!

– سدّدت عُمان 11 تسديدة على مرمى العراق منها 5 على المرمى و 6 خارج المرمى، وسدد العراق 7 كرات منها 3 على المرمى و4 خارج المرمى.

– حصلت عُمان على 7 ركلات ركنيّة مقابل ركلتين للعراق!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

وداعًا “أنور جسّام” المدرب المحترف والإنسان المتواضع

  بقلم : بهاء تاج الدين أحمد فقدت الساحة الرياضيّة العراقيّة والعربيّة أحّد أعلام كرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *