رعد العراقي
لا شكّ أن المرحلة القادمة من التصفيات الآسيويّة المؤهّلة إلى نهائيّات كأس العالم 2026 دخلت في منعطف حسّاس بخوض المنتخبات المتنافسة الجولة الخامسة من المرحلة الأولى، متطلّعة إلى حصد النقاط لضمان بقاء آمالها في اقتناص إحدى بطاقات التأهّل المباشر (الست) دون الدخول في حسابات أكثر تعقيدًا وانتظار خوض جولة أخرى ربّما تكون أكثر صعوبة في تحقيق التأهّل إلى النهائيّات الموندياليّة.
وفق تلك الرؤية فإن منتخبنا الوطني وكادره التدريبي من المفترض أن يكون قد أعدّ العدّة ورسم ملامح وخيارات اللقاء المُرتقب مع شقيقه الأردني يوم الخميس 14 الشهر الحالي وضرورة الخروج بنقاط المباراة كاملة باستغلال عاملي الأرض والجمهور، وهو يدرك جيّدًا أن تلك المباراة ستشكّل مفترق طريق حقيقي في دخول مرحلة المنافسة والاقتراب أكثر لتحقيق حُلم الوصول إلى المونديال.
كاساس وضع ثقته بالقائمة المُعلنة التي شهدت عودة بعض اللاعبين المحترفين ممّن استبعدوا عن لقاءي فلسطين وكوريا الجنوبية لأسباب تتعلّق بالإصابات وعدم الجاهزيّة إضافة إلى استدعاء لاعب الخبرة سعد عبدالأمير وفرانس بطرس ليستمرّ في المُراهنة على أسلوبه بتدوير اللاعبين عبر فلسفة تدريبيّة لا تستند إلى الثبات بالتشكيل، بل إلى اختيار الأجهز الأكثر ملائمة لتنفيذ تكتيكه المرسوم لمواجهة المنتخبات المنافسة عطفاً على طبيعة وقوّة أداءها.
لا نريد الخوض بصواب خيارات كاساس طالما أنه الأعرف بأدواته وهو المسؤول الأوّل عن تحديد شكل وأسلوب الأداء الأنسب لخوض المباراة إلا أن هناك تفاصيل ربّما تكون من الأهمية والحرص أن نسلّط الضوء لتكون أمام أنظار الاتحاد والكادر التدريبي لدراستها والحذر منها وإيجاد البدائل المناسبة لمعالجتها من دون أن تشكّل مفاجأة غير سارّة قد تضع كاساس وتضعنا في مأزق غير محسوب العواقب!
المسألة تتعلّق بالجاهزيّة الفنيّة والبدنيّة والذهنيّة لبعض الأسماء المحترفة التي تشكّل العمود الفقري للمنتخب ومدى قدرتها على خوض لقاء يتوقع له أن يتسم بالقوّة البدنيّة والالتحام الجسدي والتركيز العالي والاعتماد على الانطلاقات السريعة طوال أكثر من 90 دقيقة لا تنتهي إلا بنهاية المباراة، وحين نستعرض أداء لاعبينا مع أنديتهم طوال أكثر من شهر سنجد أن أغلهم قد غاب عن خوض المباريات، فعلي جاسم لم يشارك إلا دقائق لم تتجاوز الخمس منذ آخر مباراة له مع كوريا الجنوبية، كذلك زيدان إقبال كان جليس دكّة الاحتياط بعد تعرّضه لإصابة، والشيء ذاته ينطبق على علي الحمادي وحسين على وحتى دانيلو السعيد في وقت أن أيمن حسين لا يمرّ بأفضل حالاته مع نادي الخور! أما اللاعبين المحلّيين فإن هناك علامات استفهام تتعلّق بتعرّضهم للاجهاد البدني نتيجة ضغط مباريات الدوري!
نقول..تلك المعطيات لا بدَّ أن تكون حاضرة بقوّة في أذهان كاساس وطاقمه الفني من خلال استغلال فترة الإعداد القصيرة بمعسكر البصرة في اختبار الجاهزيّة الكاملة للاعبين، واختيار التشكيل المناسب بما يحقق عدم حصول أي انتكاسه بالأداء أو نفاذ المخزون البدني والأهم أن يستشعر الجاهزيّة الذهنيّة والنفسيّة لمن ابتعد عن أجواء المباريات من المحترفين والعمل على ضمان انصهارهم سريعًا في أجواء المباراة.