هل يحقق الأولمبي طموح الحكومة؟

 

رعد العراقي

لا يختلف أحّد على أن المرحلة الحاليّة التي تعيشها الكرة العراقيّة هي الأكثر ازدهارًا على صعيد الدعم الحكومي غير المحدود على مستوى توفير السيولة الماليّة في استقطاب المدربين وإقامة المعسكرات التدريبيّة وتوفير وسائل النقل وأخيرًا السخاء الكبير في تكريم المنتخبات واتحاد الكرة عند تحقيق أي نتائج إيجابيّة.

وقد يكون استقبال رئيس الوزراء لوفد المنتخب الأولمبي بعد تحقيقه المركز الثالث في نهائيّات كأس آسيا تحت 23 عامًا وحصوله على بطاقة التأهّل إلى دورة الألعاب الأولمبيّة باريس 2024 يلخص التوجّه الحكومي في دعم ورعاية أصحاب الإنجاز الرياضي الذي بات يشكّل عامل جوهري في تعزيز رقيّ البلد واستقراره جنبًا إلى جنب مع خطوات البناء والإعمار.

حديث رئيس الوزراء خلال اللقاء كان على قدر كبير من الأهميّة ويشكّل خارطة طريق لما هو مطلوب بعد خطوة التأهّل إلى الأولمبياد حين أشار بكل وضوح إلى حجم الطموح والهدف الذي من المفترض أن يعمل الجميع للوصول إليه وخاصّة أن المشاركات السابقة خرجت  بأفضل حصيلة عام 2004 في أولمبياد أثينا عندما حقق منتخبنا الأولمبي بقيادة عدنان حمد المركز الرابع وهو ما يفرض على المشاركة الحاليّة التفكير الجدّي بالذهاب أبعد من ذلك، والحصول على إحدى الميداليّات بينما ستتكفل الحكومة بتوفير كُل أنواع الدعم المطلوب لتحقيق هذا الهدف.

طموح الحكومة ومعها الجماهير الكرويّة بالتأكيد ستضع اتحاد الكرة والكوادر التدريبيّة أمام مسؤوليّة كبيرة تتمثل في التخطيط السليم في التحضير والتجهيز، وكذلك في اختيار اللاعبين بعناية ودقة وتوفير الوقت للإعداد الفني والبدني وإيجاد الحلول لكُل معاضل التداخل بين مهمّة المنتخب الوطني والأولمبي وكذلك تأثير استمرار دوري نجوم العراق على عمليّة تفريغ اللاعبين.

نقول..على اتحاد الكرة أن يستثمر الوقت المتبقي في دراسة جميع الحلول المتاحة ولا بأس أن يستمع لآراء الخبراء واقتراحات الكوادر التدريبيّة وأن يرتقي بخطواته نحو التنظيم العالي والدقيق بدءًا من مناقشة الكادر التدريبي بخياراته ومدى قدرتها على مواجهة منتخبات بحجم الأرجنتين وأوكرانيا والمغرب ومرورًا بالتحرّك السريع من الآن للحصول على الموافقات الرسميّة من الأندية التي يحترف فيها لاعبونا ممّن سيتم اختيارهم للمشاركة بالأولمبياد تجنبًا لأي إرباك قد يسبّب في التأثير على عمليّة التحضير وأخيرًا توجيه الدعم الحكومي نحو مقاصده الحقيقيّة بما يحقق أعلى فائدة في إعداد منتخب يليق باسم العراق وقادر على مقارعة منتخبات مجموعته بثقة وصولاً لتحقيق طموح الحكومة، ولا نظنّ ذلك عليهم عسيرًا لو اجتمعت الإرادة والحكمة والحرص!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *