نعم للتركيز .. لا للتشويش !

 

يعقوب ميخائيل

العودة الى مباريات الدوري المحلي مرّة أخرى لا يعني اطلاقًا أن يبدأ لاعبونا في البحث عن عقود احترافيّة جديدة متناسين أن المهمّة لم تنتهِ بعد.. بل تكون قد بدأت توًّا!
ليس مستبعدًا، بل طبيعيًّا أن يبدأ (السماسرة) بالتلويح عن عروض من هذا النادي أو ذاك، قد تكون بعضها للتسويق وأخرى غايتها (التشويش)! وبالذات في هذه المرحلة التي تعد انتقاليّة وتستوجب من لاعبينا عدم فقدان التركيز ومراجعة الذات.. أي الافادة من (درس) المشاركة الآسيويّة سواء كأفراد أم مجموعة جرّاء الأخطاء التي وقعنا فيها وتسبّبت في خروجنا المُبكِّر من البطولة!
لن نقول (أغلقوا) منافذ الاحتراف! لأنه رُبّما فتحت بعض الأندية قنوات الاتصال مع لاعبينا وتكون مستعدّة للتعاقد معهم خصوصًا الذين برزوا خلال بطولة آسيا، ولكن من المهمّ أن نترك موضوع التعاقدات في الوقت الحاضر، لأن هناك (هدف) آخر أسمى نسعى للوصول إليه والمتمثّل بالمونديال، ولابدَّ أن نحاول قدر الإمكان العودة لرفع السقف التدريبي كي يُسهم في تطوير مستوانا من أجل أن نُكمل الاستعدادات على أتمّ وجه، قبل استكمال مرحلة التصفيات الأوليّة لبطولة كأس العالم التي تُستأنف في شهر آذار المقبل بمقابلة منتخب الفليبين في البصرة الفيحاء.. لا تعتبروا ما نطرحه بهذا الخصوص أمراً أو تدخّلًا في بعض الأمور التي تخصّ انتقال لاعبينا الى أندية خارجيّة، خصوصًا وأن قانون الاحتراف مازال غائبًا عندنا، والذي نأمل أن يرى النور بأقرب فرصة مقترنًا بشكل متكامل مع قانون الرياضة العام، نقول ليس تدخّلاً بقدر ما نرى أن الضرورة تقتضي عدم التسرّع في اتخاذ القرار، ولو في الوقت الحاضر على أقلّ تقدير، لأننا مقبلون على مهمّة قد تكون أصعب بكثير من بطولة آسيا ؟! لقد مرّ الكثير من لاعبينا من قبل بتجارب احترافيّة سلبيّة، بل وحتى قاسية، أثّرت بشكل كبير على مسيرتهم الرياضيّة .. وحين البحث عن القائمة نجدها تطول .. وتطول وتضمّ اسماء كثيرة !! وليس أدلَّ على ذلك ما تعرّض لهُ أخيرًا نجمنا مهند علي (ميمي) من اصابات جعلته بعيدًا عن تشكيلة المنتخب فترة ليست بالقصيرة بسبب تلك الاصابات جرّاء خيارات لم تكن موفّقة بين أندية متعدّدة !! حتى عاد مؤخّرًا إلى الشرطة ومن ثم المنتخب الوطني بعد غياب (قسري) حُرِم منتخبنا من خدماتهِ وامكاناتهِ التي كان بالإمكان أن توظّف بشكل أفضل حاليًّا في صفوف المنتخب! من المهمّ جدًّا أن يخضع أي عرض احترافي إلى دراسة مستفيضة، تُمنح من خلاله الأولويّة إلى الجانب الفني الذي يُسهم في تطوير مستوى اللاعب وليس إلى الجانب المادّي فقط، لاسيّما وأن غالبيّة لاعبينا الذين انتقلوا من الدوري المحلّي إلى الدوريّات الخارجيّة لم تكن خياراتهم مدروسة ودقيقة، بل لعبوا في أحايين كثيرة في دوريّات هي أدنى مستوى من الدوري العراقي، ولذلك نرى أن معظم تجاربهم باءت بالفشل بسبب سوء تلك الخيارات، وفي نفس الوقت تفضيلهم للجانب المادّي على حساب الجانب الفني.. قد تكون (رسالة) مُبكِّرة لاسيّما إلى لاعبينا الشباب الذين مازالوا في بداية الطريق مع المنتخب الوطني وقد تغريهم بعض العروض (الدسمة)، ولذلك نراها “أي الرسالة” مفيدة وتستحقُّ التأنّي قبل اتخاذ أي قرار قد يأتي مستعجلاً، ومن ثمّ لا يصبُّ لا في مصلحة اللاعب ولا المنتخب .. والله من وراء القصد.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *