نصيحة لاتحاد الكرة

 

رعد العراقي

لم تكن العلاقة بين الصحافة الرياضيّة وبين اتحاد الكرة على وئامٍ دائم، بل إن تلك العلاقة دائمًا ما تميل نحو ما يسمّى بالخصومة المتغيّرة تبعًا لطبيعة الروابط أو حتى المصالح التي ترسم شكل واتجاه الخطاب المتبادل بين الطرفين.

لذلك، فإن أي مكتب تنفيذي لاتحاد الكرة يتولّى مسؤوليّة إدارة منظومة اللعبة بعد كُل انتخابات يتم تقييمه حسب اسماء ومكانة وتأريخ الشخوص حتى قبل أن يبدأ عمله، ويقابله فورًا في جانب الإعلام والصحافة والشارع الرياضي ظهور فريقين أحّدهما مؤيّد والآخر معارض ثم تبدأ (الخصومة الشخصيّة) هي من تحْكُم اتجاه تقييم وتحليل أداء العمل تحت ضغط عدم القبول بأي نتاج عمل حتى وإن كان متميّزاً ومثاليّاً طالما هو خصمي، وبالمقابل فإن اتحاد الكرة يحاول أن لا يصغي ولا يناقش بأي رأي يطرحه خصومه!

وفق تلك الرؤية المتأزمة بالتأكيد ستكون الخصومات والفضائح ومحاولات التسقيط والاتهامات المتبادلة والتهديد بالمحاكم هي السِمة السائدة والحاكمة للساحة الكرويّة، وهي ذاتها من كانت سببًا في تراجع الكرة العراقيّة على مستوى النتائج والإدارة لسنوات طويلة فرضت حدوث تغييرات مستمرّة وعدم استقرار لشكل المكتب التنفيذي وقيادته ولا نستغرب إن كان الاتحاد الحالي في طريقه ليلحق بركب من سبقه!

وسط تلك الفوضى فلازال هناك إعلام وصحافة رياضيّة تتمسّك بروح وجوهر العمل المهني، وتنأى بنفسها عن تلك الصراعات بعد أن اتخذت مسارًا اصلاحيًّا لا ينظر للمسمّيات، بل يتجه نحو قيمة ونجاح العمل وتحاول أن تطرح الحلول وتضعها أمام أنظار ذوي الشأن لتسهم في دعم المسيرة وتصحّحها إن كانت تعاني بعض السلبيّات دون انتقاص أو شخصنة، وبنفس الوقت تبارك وتدعم أي خطوة سليمة تصبُّ في صالح الكرة العراقيّة.

اعتقد أن اتحاد الكرة ذهب نحو الصراع مع الاطراف المعارضة له واختصار المنظومة الصحفيّة بهم بينما تناسى الالتفات نحو الأقلام المحايدة والرصينة وليس (مُطلقة الولاء له) التي ما أن تضرب مصالحها فسرعان ما تنقلب إلى الطرف المعارض! وفي ذلك الكثير من الدلائل والأمثلة، لذلك فإن خير ما تتمسّك به هو الناصح الأمين والناقد الحريص!

نصيحة لرئيس اتحاد الكرة.. بادر إلى خطوة جريئة تبعدك عن أجواء الصراع الشرس والمستمرّ عبر احتواء الأجواء الإعلاميّة والصحفيّة الرياضيّة التي تسند في ظاهر خلافها إلى تهمة أنكم لا تستمعون للنصيحة ولا تأخذون بآراء الآخرين من خلال إنشاء قسم متابعة في المكتب الإعلامي ويُكلّف معهم المنسقين الإعلاميين في مباريات دوري الكرة كون أغلبهم من الصحفيين المتمرّسين يتابعون كُل ما يثار ويكتب في الصحافة الرياضيّة بشكل يومي، ثم يتم تشذيب جميع الطروحات من قبل مدير المكتب الإعلامي وعرضه على رئيس الاتحاد للاطلاع عليه واتخاذ ما يناسب كإجراء يسهم في فكّ عُقدة الانغلاق على الآخرين، وأيضاً في اكتشاف الوجه المشرق لمهنة الصحافة ومنحها دورها الحقيقي بدلاً من خسارة الجميع!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *