فوز جريدة رياضية الكترونية مستقلة
سمير السعد
كرة القدم العراقيّة كانت دائمًا مصدر فخر وإلهام، لكن العديد من روّادها يواجهون تحدّيات كبيرة بعد انتهاء مسيرتهم الرياضيّة، وكثير من هؤلاء النجوم السابقين يعانون ظروفًا معيشيّة صعبة ونقص الدعم المالي والصحّي ممّا يعكس واقعًا مؤلمًا لهم!
هؤلاء اللاعبين، الذين ساهموا في رفع اسم العراق على الساحة الدوليّة، يستحقون اهتمامًا أكبر من المجتمع والجهات الرسميّة قد يكون هناك حاجة ماسة لإنشاء برامج دعم لهم، تتضمّن تأمين الرعاية الصحّية وتقديم الدعم المالي والمساعدة في العثور على فرص عمل أو مشاريع تحقق لهم دخلاً مستدامًا.
الاعتراف بفضل هؤلاء الروّاد وتقديم الدعم لهم لا يُعزّز فقط من احترام المجتمع لهم، بل يسهم أيضًا في تعزيز ثقافة تقدير الجهود والإنجازات، وهو ما سيحفز الأجيال القادمة على تقديم الأفضل.
إن تجاهل المجتمع لروّاد كرة القدم العراقية الذين خدموا البلاد سنوات من حياتهم وأسهموا في إعلاء شأن الرياضة، قد يؤدّي إلى شعور هم بالإحباط والخُذلان سيّما أنهم جلبوا الفرح والفخر للشعب العراقي، ويواجهون اليوم معركة صعبة للحفاظ على كرامتهم والعيش بحياة كريمة!
للأسف، هناك حالات عدّة للاعبين سابقين يعانون الفقر والإهمال بعد انتهاء مسيرتهم الرياضيّة، بعضهم يجد صعوبة في توفير احتياجاته الأساسيّة أو الحصول على الرعاية الصحية المناسبة! هذا الوضع يتطلّب تدخّلًا عاجلاً من المؤسّسات الرياضيّة والحكوميّة لتقديم الدعم اللازم لهم.
يمكن أن يشمل هذا الدعم إنشاء صندوق مخصّص لرعاية روّاد الرياضة، يتم تمويله من الحكومة والاتحاد العراقي لكرة القدم وشركات القطّاع الخاص، بالإضافة إلى ذلك، يمكن إطلاق حملات توعية لجمع التبرّعات من الجماهير والمجتمع المدني لدعم هؤلاء الرياضيين.
هذه المبادرات لن تكون وسيلة لردّ الجميل لهم فحسب، بل تسهم أيضًا في تعزيز القيم الإنسانيّة والتضامن المجتمعي.
إلى جانب الدعم المالي، يجب العمل على توفير برامج تدريبيّة وتعليميّة للاعبين المُعتزلين، تتيح لهم تعلُّم مهارات جديدة تساعدهم على التكيّف مع الحياة ما بعد العمل الرياضي، كما يمكن إنشاء مشاريع صغيرة وتهيئة فرص عمل تتناسب مع قدراتهم وخبراتهم، ممّا يسهم ذلك في تحسين أوضاعهم المعيشيّة ويعزّز من اندماجهم في المجتمع.
في النهاية، الاهتمام برواد كرة القدم ليس مجرّد مسألة إنسانيّة، بل واجب أخلاقي على الجميع أيضًا، فهؤلاء كانوا سُفراء للعراق على الساحة الدوليّة وتكريمهم والاهتمام بهم هو تكريم للوطن.
