منصب واحد يكفي!

محسن التميمي

هل يستطيع أحّد أعضاء أيّة هيئة عامّة بصدق وشجاعة، القول أن الرئيس مُخطِّط رهيب وله القدرة على إدارة أي ملف بشكل مُحْكَم وبعقليّة متفتحة جدًّا، ويستطيع احتواء أيّة مشكلة، وهو قائد حقيقي لا نستطيع الاستغناء عنه مهما كانت الأسباب والظروف!

فضلاً عن كونه شخصيّة متخصّصة في علوم الإدارة بسبب شهادته العُليا وتمكّنه من الحديث بأكثر من لغة  وهو بارع في الحوار والنقاش والفهم والاستفهام والسؤال والجواب والمناصب بالنسبة له عبارة عن عطاء وعطاء وعطاء بلا أخذ ويمكن أن يصرف من ماله الخاص وهو لم يستلم أي راتب طيلة وجوده في منصبه، وإن اضطرّ لاستلامه فهو يذهب في اليوم   التالي إلى دار الايتام ليوزعه عليهم بكُل فخر وعزة نفس!

هل يستطيع أي عضو في الهيئة الإداريّة أو أمين سرّ أو أمين مالي التأكيد على قول زميلهم في الهيئة العامّة بأي مفصل رياضي ومواصلة الحديث، بأن هناك تخطيط مُسبق وتنظيم للعمل الإداري وكُل هؤلاء من الرئيس أو بمعيّته يجبرون ذواتهم على ضرورة تقديم مقترحات، جادّة ورصينة ومدروسة بعناية من أجل تطوير العمل الإداري والفني؟

القبول بأكثر من منصب، لا يصبُّ لصالح الاشخاص والمؤسّسات معًا، بل هو مضرّة للاثنين! ولكنه في واقع الحال يصبُّ بمصلحة الاثنين من خلال التفكير الضيّق والأنا ومحاولة الكسب غير المشروع، مع أن هناك من وافق على تسلّم ثلاثة أو أربعة مناصب، دفعة واحدة وكأنه يحاول، مزاحمة العلماء وكبار المفكّرين والفلاسفة والعاملين في علوم الطب والطبيعة والتعليم  والاختراعات وتطوير الحياة بتفصيلاتها الدقيقة، برغم أن العُلماء وبكُل ما يمتلكون من علم ومعرفة وضوء مُبهر في عقولهم، يعجزون عن تفسير حالة كونية بسيطة ولكنها معقدة بالنسبة لهم  !

العمل، فضلاً عن كونه عبادة عظيمة عند الناس المحترمين المخلّصين الباذلين، فهو من الجانب الآخر   قوّة وصبر وإيمان وتطلّع إلى الأفضل والأحسن والأسرع في الاتقان والحرفة وهو أيضًا، عهد ووعد مع الضمير بأن من يعمل في مهمّة عامّة ينظر إلى وجوده بمنصب واحد وكأنها نعمة بسبب عدم تشتت فكره وتوزيعه في اتجاهات شتى والتركيز على مهمّة واحدة وعمل واحد واتجاه صحيح وسليم !

مسكين من يقبل أن يكون عُرضه للشكّ بسبب كونه يجلس فوق كرسي ويمسك بعدد آخر من الكراسي بيده ورجله واظافره و واسنانه وربما تبقى عينه على  مناصب دُنيا يشغلها آخرون أفضل منه عشرات المرّات وهو يشغل ثلاثة أو أربعة مناصب ولم يقدّم من خلالها ما يمكن توصيفه (هواء في شبك )!

لو سألت أي انسان عاقل، هل يمكن أن تنهض رياصتنا ويصيبها التطوّر وتشملها قفزات نوعيّة إلى الأمام من خلال فتح المجال واسعًا لكُلّ شخص بأشغال أاكثر من منصب؟ ! سيكون جوابه الحتمي، منصب واحد يكفي !

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *