منتخب العراق الأولمبي .. إحصائيّات تثير الدهشة والشفقة!!

 

* جهود ضائعة تجبر اتحاد الكرة على الإصلاح العلمي 

* متى يتم الإعلان عن استراتيجيّة العراق في تطوير اللعبة؟
* تفتقد منتخباتنا إلى أسلوب تطوير الهجمات وتسجيل الأهداف

* لا يختلف دور إبراهيم بايش في المنتخب عن علاء عبدالزهرة!

* أين وعود (لا ليغا) بعد أن وضع البلد أمامها 3 ملايين دولار؟
* الحارس حسين حسن يمتلك رد فعل سريع وينقصه الطول!

بقلم – د. كاظم العبادي
عدسة – قحطان سليم 

خيّب المنتخب العراقي الأولمبي مُحبّيه، وظهر كمنتخب “بائس” ضعيف فنيًّا لا يمتلك العناصر التي تبشّر بخير، ولا يمكن أن يستفيد مستقبلاً من لاعبيه غير المنضمّين لمنتخب العراق.

فريق لا يمتلك فلسفة لعب تبهر المجتمع العراقي الذي وقف خلف المنتخب الأولمبي، ولجأ إلى أبنائه المغتربين لمساندة الفريق وهو في مهمّته الوطنية في أولمبياد فرنسا.

تحمّل آلاف العراقيين من أوروبا وأمريكا عناء السفر، حاملين راية الله أكبر. هذا الحُب الكبير للعراق قابلهُ اتحاد كرة القدم العراقي بجحود بسبب تهميش أبناؤهم المغتربون يوسف الامام، حسين علي، بلند عمر، يوسف الأمين الذي كان الأكثر محظوظاً مقارنة مع زملائه!!

من الصعب جدًّا أن أحمّل المدرب أو اللاعبين المسؤوليّة، بل إن الخلل الأساس هو في النهج العراقي الذي نرفض تغييره منذ بداية السبعينيّات من القرن الماضي ولغاية الآن، اهتمام كبير في البهرجة والبحث عن نتائج “فارغة” تغطّي العيوب وإهمال تطوير لاعبي الفئات العمريّة بشكل ليس له نظير!!

– أين مبادرات (لا ليغا) والوعود الكبيرة بعد أن وضع البلد أمامها 3 ملايين دولار من أجل رسم خارطة طريق لتطوير كرة القدم المرتبطة مع الفئات العمريّة في العراق والالتزام بتنفيذها؟

– أين استراتيجيّة تطوير الفئات العمريّة للاعبي كرة القدم الصغار؟

– أين هيكليّة أكاديميّات كرة القدم في العراق؟

– أين برامج تطوير الإداريين والمدرّبين وطلاب كليّات التربية من أجل تنمية القدرات البشريّة في المساعدة لتطوير الصغار؟

– أين دور الأندية في تطوير الصغار؟

محاور التطوير 

وَجَدْتُ منذ زمن طويل، أن الاعتقاد السائد أو أن الافكار المحليّة في سياساتها لتطوير مناهج كرة القدم للفئات العمريّة تقتصر على ثلاثة محاور، هي:

  1. وضع دوري للفئات العمريّة، وكأنه الحل السحري الوحيد في تطوير كرة القدم.
  2. اهتمام أكثر وكبير بمنتخبات الفئات العمريّة، اهتمام بعدد محدود من اللاعبين.
  3. مبادرات هشة، مراكز تدريب وطنيّة. أغلبها إما تنتظر اللاعبين بلوغ سن 12 سنة حتى تبدأ بتأهيلهم أو يتم تأهيلهم بعمل غير استراتيجي. والتجربة العراقيّة في مراكز المواهب وبعض الأكاديميّات الوطنيّة عبارة عن تجارب محدودة لا تلبّي احتياجات العراق ولا توازي ما يجري في العالم، وهي نموذج محلّي تكرّر كثيرًا ومرّ بدون تقييم، فالعراق بحاجة إلى عمل أفضل!!

يهمل صناع القرار أمر أساس – لا يسمح النقاش فيه، وهو: عدم ادراكهم أن قبل إطلاق دوري أو دوريّات للفئات العمريّة والمنتخبات الوطنيّة لهذه الفئات، أن العراق يحتاج إلى تحضير أبناءه اللاعبين سنوات طويلة قبل ذلك. إلى متى سنظلّ نبحث عن لاعبين صغار من خلال عمل عشوائي غير منظم؟ لو أراد العراق فعلاً تطوير كرة القدم، فالأولويّة تبدأ بالاهتمام باللاعبين منذ أعمار 6 سنوات وحتى 23 سنة.

نحن نهمّش مراحل زمنيّة طويلة يتم فيها تزويد الصغار بالمهارات وتمكينهم من لعب كرة قدم بشكل أفضل. فالاعتماد المستمرّ على ظهور المواهب في العراق أخّرَ البلد كثيرًا لأننا فشلنا في صناعة المواهب وفشلنا في تطوير هذه المواهب. لا يوجد أي إبداع في العمل مع الصغار.

* من يبحث عن ميداليّة أولمبيّة في كرة القدم، عليه أن يعلم جيّدًا إننا لا نملك القدرة على تحقيقها إلا في حالتين فقط، وهُما:

  1. التزوير في أعمار اللاعبين، وهذا ليس من أخلاقنا ومبادئنا.
  2. أن يمتلك العراق مبادرات كثيرة متطوّرة على الأرض من أكاديميّات وطاقات تدريبيّة وتوفير برامج مثاليّة لتطوير الصغار في مجال كرة القدم.

* خسرنا نافذة عظيمة لتطوير اللاعبين الصغار خلال مشاركة المنتخب الأولمبي – بعدم المجازفة بزجّ مجموعة لاعبين صغار جُدد، وتضرّر المنتخب الأوّل من مشاركة المنتخب الأولمبي.

سبق أن حذرت كثيرًا، من مشاركة لاعبي المنتخب الأوّل مع المنتخب الأولمبي.

خسرنا فترة زمنيّة مهمّة إما لإعداد المنتخب الوطني لتصفيات كأس العالم 2026، أو لإراحة اللاعبين وتحضيرهم لمباراتي شهر أيلول القادم. أتمنى أن نتجاوز ذلك، فالمنتخب الأوّل مطالب بتحقيق (6) نقاط من أوّل مباراتين، ولا عُذر لاتحاد كرة القدم العراقي بعدد أقل، إذا كان فعلاً جادًّا للتأهّل لكأس العالم 2026!!

إحصائيات العراق   

عودة لمباريات العراق في أولمبياد فرنسا 2024، سأعرض بعض الإحصائيّات التي تثير الدهشة والشفقة!! أظهرته كفريق لم يعد لهذا الحدث بشكل طيّب، برغم الوعود والأموال الكبيرة التي خصّصت لهذا الفريق، كان مُمكن الاستفادة منها بشكل أفضل.

تشير أرقام منتخب العراق لكرة القدم في الأولمبياد إلى ما يلي:

* الحيازة

مبدأ الحيازة، مؤشر يعكس عن فلسفة وجودة أداء الفريق، وقدرته على الاحتفاظ بالكرة دون رهبة أو خوف، واستطاعته في العمل والتمرير في مساحات ضيّقة صغيرة، للأسف فشلنا في هذا المؤشر فشلاً ذريعًا فكان المعدّل العام للعراق في الحيازة أقل من الثلث (31.9%) فكانت أرقام العراق في تراجع ملحوظ من مباراة لأخرى بلغت في مباراة أوكرانيا (37.6%) وانخفضت إلى (26.2%) في مباراة المغرب. هذه الأرقام كاملة:

– أوكرانيا 62.4% العراق 37.6%.

– الأرجنتين 68.1% العراق 31.9%.

– المغرب 73.8% العراق 26.2%.

* عدد مرّات لمس الكرة داخل منطقة جزاء الخصم

احصائيّات مقلقة، لم تلمس الكرة من قبل لاعب عراقي في منطقة جزاء الخصم إلا 6 مرّات في مباراة أوكرانيا و7 مرّات في مباراة الأرجنتين   و13 مرّة في مباراة المغرب، بمعدّل إجمالي ضعيف (26) لمسة في 3 مباريات، وهو مؤشر سلبي يعكس فشل الفريق العراقي في تطوير الهجمات من الدفاع إلى الهجوم واعتماده إما على كرات طويلة أو ثابتة أو محاولات فرديّة من أجل رفع أرقامه في هذا الجانب، فجاءت النتائج على النحو التالي:

– العراق 6 وأوكرانيا 30.

– العراق 7 مرّات والأرجنتين 34.

– العراق 13 والمغرب 52.

* التسديد على المرمى

سأترك الأرقام تتكلّم عن تسديد الفريق العراقي للكرات نحو الهدف. فمن ناحية العدد بلغ عددها 17 تسديدة في 3 مباريات مقابل منح الفرق الثلاثة المجال للتسديد على مرماه 47 مرّة!! الأرقام الكاملة كما هي:

– العراق 6 مرّات ( 3 نحو الهدف، واحدة رُدّت، 2 خارج المرمى غير موجّهة) وأوكرانيا 11 تسديدة (5 منها على المرمى، 5 خارج الهدف، وواحدة تم ردّها).

– العراق 6 مرّات (3 منها على الهدف، واحدة تم صدّها، 2 غير موجّهة) والأرجنتين 19 (7 منها نحو الهدف، 4 صدّها لاعبو العراق، 8 نحو الخارج).

– العراق 5 مرّات (3 إلى المرمى، واحدة خارج الهدف، وتسديدة تم ردّها) والمغرب 17 مرّة (6 منها نحو الهدف، 4 خارج الهدف، 7 تم صدّها).

– فقط تسديدة واحدة كانت ناجحة، هدف علي جاسم في مرمى أوكرانيا.

* الضربات الركنية (الكورنر)

*لم تقنع أرقام العراق في الحصول على عددٍ كافٍ أو في أسلوب تنفيذ الركلات الركنيّة أحّد. فلم يكن فعّالاً ومنتجًا فيها مثلما كان منتخب العراق الأوّل في كأس آسيا الأخيرة. أرقام تعكس فقدان سيطرته وعدم ضغطه على خصومه!!

– العراق على ركلتين 2، أوكرانيا 3.

– العراق على ركلتين 2، الأرجنتين 7.

– العراق 3، المغرب 6.

* ارتكاب الأخطاء (الفاول)

تباينت أرقام الأخطاء “الفاولات” التي ارتكبها لاعبو العراق. بعد أن انضبط الفريق العراقي أمام أوكرانيا، لكنه تراجع في هذأ المؤشّر أمام الأرجنتين والمغرب، وارتكب أخطاء كثيرة (29 خطأ) في المباراتين أجل إيقاف سيطرتهم المطلقة. فكانت أرقام هذا المؤشر كما يلي:

– العراق 11، أوكرانيا 18.

– العراق 12، الأرجنتين 7.

– العراق 17، المغرب 10.

* طريقة تسجيل الأهداف

كما هو الحال مع منتخب العراق الأول، تفتقد المنتخبات العراقيّة إلى أسلوب تطوير الهجمات وتسجيل الأهداف من خلال عمل جماعي منظم. لم يختلف حال المنتخب الأولمبي عن المنتخب الأوّل كثيرًا. 

– انحصر أسلوب تسجيل الأهداف من خلال كرة ثابتة أو جهود فرديّة أو كرة طويلة.

جاءت أهداف المنتخب الأولمبي على النحو التالي:

– كرة ثابتة، ركلة جزاء، أيمن حسين ضد أوكرانيا.

– جهود فرديّة، علي جاسم، ضد أوكرانيا.

– كرة طويلة، هدف أيمن حسين في مرمى الأرجنتين.

* أداء اللاعبين.. اخفاق جماعي!!

لم يكن الحارس “حسين حسن” سيّئاً برغم تلقيه (7) أهداف، حارس يمتلك رد فعل سريع، لكنه يعاني من نقص بضعة سنتيمترات في الطول، وبسبب ذلك تسبّب في هدف الأرجنتين الثاني الذي أدرك بعد تردّده أنه لن يصل للكرة، فتراجع. كذلك هدف المغرب الثالث. بسبب عامل الطول، قد يُستهدف “حسين حسن” في الكُرات العرضيّة.

أتوقع مستقبلاً، أن لا يختلف دور إبراهيم بايش مع المنتخب العراقي عن دور علاء عبدالزهرة في آخر أيّامه مع منتخب العراق، وقد يكون حاله حال دور بشار رسن حاليًا. مركز اللعب الوحيد الذي يصلح فيه بايش مع منتخب العراق هو مركز الجناح الأيسر.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

وداعًا “أنور جسّام” المدرب المحترف والإنسان المتواضع

  بقلم : بهاء تاج الدين أحمد فقدت الساحة الرياضيّة العراقيّة والعربيّة أحّد أعلام كرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *