مناجم أهملت ومصادر أتلفت!!

 

محمود السعدي

إن تركنا الإهتمام والتوكيد على أهميّة المناجم وابتعدنا عمّا يمكن أن يسهم في رفد وتعزيز وديمومة المحور والفعل الميداني الذي يكون للمنجم فيه الدور الفاعل والمؤثر في عمليتي “التعزيز والتطوير” فإن خطأ كبيراً تم فرضه على الواقع بفعل مقصود أو غير مقصود، ويمثل في معناه الدقيق إيقاف عمليّة الإفادة والإغناء من جهة، فيما يمثل في الجهة الأخرى توقفاً وقطعاً لخطوط التواصل.

والحال نفسه يتصل بإغلاق المصادر وتحطيم كياناتها وأبوابها وتحويلها إلى مجرّد “هوامش” تفتقر إلى أدنى عنصر من عناصر وجودها المفترض الذي أكّد أهمّيته وقدرته وإسهاماته في زمن مضى.

بلاشك في أن خلق قاعدة رياضيّة أمر أساس في بناء الرياضة ومسيرتها عبر ” تخطيط ” سليم قادر على الإرتقاء بفعل الإهتمام والدعم والتعزيز خصوصًا وهو يتأسّس على نقطة شروع قادرة على امتلاك شروط نجاحها وتطوّرها وتحقيقها الأهداف المطلوبة.

إلا أننا للأسف الشديد لم نعر ذلك اهتمامًا مطلوبًا لاسيما في المدّة الماضية بعد أن “تجاهلنا” محطّات تعد الأهم والأبرز والأهم التي تعمل على إيجاد وترسيخ وترصين وتوسيع – القاعدة الرياضية – للعديد من أنواع الرياضات.

ومنها على سبيل المثال الرياضة المدرسيّة التي غابت واندثرت معانيها ومعالمها وصارت “أثراً بعد عين” بعد أن كانت تمثل عنصرًا أساسًا من عناصر تكوين اللاعبين والفرق المختارة والامكانات الواعدة، ولنا في رموزها السابقين خير دليل حيث احتلّ عديد منهم مراكزهم في الفرق والمنتخبات الوطنيّة.

ماذا يعني تغييب الرياضة المدرسية؟ مراكز الشباب.. التي”غُيّبت” هي الأخرى ومُسحت من خارطة مؤسّسات الرياضة والشباب، وصار بعضها مجرّد أكداس وأكوام من الحجارة فيما تحوّل بعضها إلى لاشيء وإلى خبر كان بعد أن كانت مراكز إشعاع شبابي ورياضي يضمّ العديد من فقرات البناء والتطوير سواء على المستوى الرياضي أو الشبابي  وفتح آفاق واسعة للشباب في حياتهم في مجالات حرفيّة أخرى. للأسف الشديد لم يبق منها سوى الأسماء التي يتداولها من عاش تلك الفترة وكان له مع تلك المراكز عشقاً ومحبّة ووفاء..الفترة التي أنجبت خلالها تلك المراكز العديد من الرموز وفي مختلف النشاطات “رياضيّة وعلميّة وشبابيّة ونحوها..” إنه مصدر آخر أصبح مجرّد ذكريات.. فقد وجوده كمصدر من خارطة عمليّة بناء الرياضة والشباب.. ماذا يعني فقدان المصادر.. وماذا يعني هذا التجاهل؟ مسؤوليّة مَن ذلك التغييب وغيره من مصادر الإغناء والديمومة؟ فالعالم أجمع يبحث عن إضافة مصادر الإرواء والدعم والتعزيز والإسناد.. ونحن نلغي ونحطّم ونهمّش.

أخيراً.. كيف نصوغ قلادة التكوين والتطوّر واستمرار التجدّد والإنجاز؟

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *