ملحمة أسود الرافدين

 

عدنان المهداوي*  

واجه منتخبنا الوطني لكرة القدم منافسه العنيد (اليابان) في مباراة نستطيع القول عنها أنها غيّرت مجرى السجلّ الياباني وأعادت بعثرته من جديد بقدرات عراقيّة قدّم فيها الأسود عرضًا رائعًا فاق الاقناع وظهر فيه حبهم لوطنهم وقتالهم الفنيّ في الميدان طيلة دقائق المواجهة الصعبة.

ظهر الأسود رجلاً واحدًا في يوم تأريخي ملحمي بامتياز، يوم عربي -عراقي اجتمع فيه الجميع من مسؤولين وشعب تحت شعار (كُلّنا العراق). اهتزّت القلوب وتحرّكت المشاعر وصدحت الحناجر في قطر (تذكرين لو ناسية احنا أبطالك آسيا ) وخرج الجميع بكلّ فئاته في الوطن، وفي الدول الأخرى لمتابعة ومؤازرة أسود الرافدين في مباراة كانت حارقة للكثير من الأوراق، دعا فيها الكبير وبكى الصغير، تركت الخلافات والهموم جنبًا ولا شيء يسود بيننا غير حُبّ الوطن.

فرح غمر وجوه تعِسَة حزينة انهكها الدهر ومصائب الواقع، فالأسود زرعوا الأمل وكتبوا التأريخ وأحرجوا الكبار وأنهوا غطرسة منتخب اليابان وأثبتوا أنهم للنصر أحقّ لا للمشاركة فقط، ازعجوا منتخب اليابان قاهر الغرب وآسيا وروّضوه على أيديهم ، فعلًا أنتم أبطال وأصبحتم المعادلة الصعبة في البطولة، ولُغزًا محيّرًا ، اندهشوا أمامكم وبكوا وغادروا المباراة برؤوس مطأطأة!

هذا الإنجاز أتى بالعزيمة والطموح والقتاليّة والنديّة التي طالما ردّدها المدرب الإسباني (العراقي بالروح) كاساس الذي أظهر امكانيّته التدريبيّة وأسلوبه المُمتع وشجاعته، وقال كلمته في ظرف وجيز، كاساس الإنسان المتواضع والذي لا يخاف أحّدًا جعل من تشكيلته بين المحترف والمحلّي كأنها روح واحدة، كتب التأريخ بأقدام أيمن حسين الذي أدخل الفرحة في قلوب العراقيين والوطن العربي بعد أن نال ما نال من تنمّر وتآمر من قبل الكثيرين! ها هو يقول لهم (إننا قادمون وبقوّة) برغم الأصوات النشاز التي تُردّد (أبعدوا أيمن عن المنتخب ..).

نهاية السطور

لم تكن هذه الفرحة سوى بداية للبُشرى الكبيرة القادمة إن شاء الله.. سيروا وعين الله ترعاكم.

* إعلامي عراقي في المغرب

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *