مدرّبون بلا مهام!

 

انتصار السراج

قبل أيام كنت اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، فقرأتُ أحّد الأخبار الذي يفيد بأنّ ما يقارب 27 مدرّبًا لكرة القدم قد أنهوا دورة تدريبيّة ومنحوا شهادة ( البرو ) التدريبيّة، وهي إحدى الشهادات الكبيرة المؤهّلة للتدريب في الدوري المتقدّم.

العدد الكبير هذا يثير الاستغراب وسط صمت اتحاد اللعبة عن كيفيّة قبولهم؟ وما هي المؤهّلات التي ميّزتهم عن غيرهم؟ وهنا تأتي الكثير من التساؤلات بخصوص هذا الموضوع، فهل فكّر الاتحاد أين سيذهب بهؤلاء في ممارسة مهنتهم ومع أي الأندية؟ ومن سيضمن نجاحهم في الحدّ الأدنى من العمل؟ هل يتابع الاتحاد نتائجهم وتقييماتهم عند العمل؟ ما الاجراءات التي يتابعها مع الفاشلين في مهامّهم؟

مع تخرّج العدد الكبير من الحاصلين على هذه الشهادة إلا أن الإقالة والاستقالة بانتظارهم نتيجة سوء النتائج طول فترة تواجدهم مع الأندية التي يدرّبونها بسبب أن المهارات أو المعلومات التي اكتسبها الرياضيون أثناء تلك الدورات لا تتطابق مع المهارات أو التدريبات التي يجب أن تعطى للاعبين؟

يبقى نقص الخبرات الميدانيّة التي يحتاجها الرياضيون لشغل تلك المواقع التدريبيّة بعد حصولهم على الشهادة التدريبيّة ربّما غير كافٍ في ظلّ الافتقار إلى التدرّج في التدريب للحصول على خزين كروي يؤهّلهم لقيادة الأندية أو المنتخبات!

أجد أهم مشكلة هي عدم التوافق بين طموح المدربين ومهاراتهم التدريبية لأن الغالبيّة العظمى منهم يرغب مباشرة في تدريب أحّد الأندية الكبيرة أو المنتخبات الوطنيّة بأي فئة من فئاته المختلفة دون النظر إلى خزينه الكروي وهل سيسعفه بأن يقوده إلى برّ الأمان.

نشاهد الكثير منهم إما أن يكون جليس المنزل أو يظهر للمشاهدين في القنوات التلفزيونيّة والبرامج الرياضيّة وهو غالبًا ما يشكو من البطالة أو قد يمارس النقد السلبي بدوافع غير مهنيّة بحجّة أنه حاصل على معلومات قيّمة أكثر من زملائه الذين يعملون في المجال التدريبي.

وهنا لابدّ للاتحاد العراقي لكرة القدم أن يوجّه هؤلاء المدرّبين للعمل في أندية الدرجة الأولى والممتازة من أجل البحث عن فرص عمل تتلاءم مع مؤهّلاتهم التدريبيّة الحاليّة ومن ثم التدرّج مستقبلاً للحصول على فرص عمل أفضل يكون فيها المدرب هو المتميّز وصاحب الإنجاز.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *