متى نتعلّم لغة الحوار؟  

 

يعقوب ميخائيل

التطرّق إلى موضوع البرامج الرياضيّة التلفازيّة لربّما أصبح الشغل الشاغل لجمهورنا الرياضي أكثر من المعنيين بالرياضة، لسبب بسيط مفاده أن بعض هذه البرامج لم تعد معنيّة بالرياضة بقدر ما تعنى بالفوضى التي تسيء إلى إعلامنا الرياضي قبل الإساءة اليها وإلى قنواتها!    

إعلامنا الرياضي بقدر تمتعه بالفسحة الديمقراطيّة المعروفة والتي اختلفت كليًّا عن الكثير من أجهزة الإعلام المنتشرة في دول المنطقة كان لزامًا عليه الالتزام بالمعايير المهنيّة التي تصبُّ في خدمة الرياضة من خلال تشخيص الأخطاء ومعالجتها خلال البرامج الرياضيّة بدلاً من تحويلها إلى شجار، ومن ثم إلى فوضى بمجرد اختلاف يحصل في وجهات النظر سواء بين الضيوف انفسهم أم بين مقدّم البرنامج وأحّد ضيوفه بحيث يستمرّ السجال، ومن ثم التعنت بالرأي الذي يؤدّي في نهاية المطاف، إما باستعمال أو ترديد مفردات غير لائقة لا يمكن أن ( تُنطق ) في وسائل الإعلام، أو بترك البرنامج والمغادرة من قبل بعضهم بسبب استعمال تلك المفردات سواء من قبل مقدّم البرنامج أو الضيف نفسه؟!

ما يحز في النفس وخلال فترات طويلة ماضية أشعرتنا هذه البرامج أن هناك صراع ( خفي ) بين مقدّميها بحيث أصبح (نشر الغسيل) مكشوفاً بينها وكأن مشاكل الرياضة وفسادها المستشري بأغلب مفاصله لا يكفينا كي تصبح التناحرات بين مقدّمي البرامج هي السبّاقة وهي السائدة، بل أن فترات طويلة من زمن بث هذه البرامج أصبحت مكرّسة للتقليل من شأن ( الزملاء ) بعضهم بعضًا بطروحات لا تهمّ الشارع الرياضي لا من قريب ولا من بعيد لأنه أي الشارع الرياضي، ليس معنيًّا بمشاكل أو صراع ( ليّ الأذرع ) بين مقدّمي البرامج تحت يافطة التنافس (غير الشريف) بقدر ما تهمّه الطروحات والأحاديث التي تهمّ مصلحة الرياضة العراقيّة عامّة وكرة القدم على وجه الخصوص!   

بأعتقادنا المتواضع أن الانتشار والشهرة والبلوغ إلى (برج العاج) لا يتحقق من خلال (اللايكات) !! وهذه الحقيقة يجب أن يدركها مقدّمي البرامج الرياضيّة قاطبة، بل إن هذه الشهرة والأهم منها (الاحترام) الذي يحظى به مقدّم البرنامج لدى الجمهور إنما يتحقق من خلال الطروحات البنّاءة والمعالجات الحقيقيّة التي تخدم مسيرة الرياضة وكرتنا العراقية.

هذه الطروحات لا يمكن أن تتبناها أيضًا بعض الشخصيّات (الفوضويّة) التي لا أعرف كيف يجرؤ بعض مقدّمي البرامج على تضييفها في الوقت الذي هُم ليسوا أكثر من إساءة لبرامجهم التي باتت تخسر كُل يوم الكثير من متابعيها بعد أن أيقنوا أن بعض مقدّمي هذه البرامج إنما يبحثون عن مصالحهم الشخصيّة فقط، ولا يمكن أن تخدم (رسالتهم الإعلاميّة) الرياضة أو أن تقدّم الشيء الذي يسهم في تطويرها يومًاً

الإعلام.. رسالة ومبادئ مهنيّة وليس (تبعيّة) لهذا أو ذاك، أو صراع من أجل تحقيق مصالح ذاتيّة أو اظهاره بشكل فوضوي يُسيء إلى سُمعة البلد قبل أن يسيء إلى إعلامه! ولذلك نرى أن الضرورة تُحّتم أن تكون الخيارات صحيحة من قبل مقدّمي البرامج في انتقاء الشخصيّات التي فعلاً تستحق أن تظهر على شاشات التلفاز وتكون قادرة على النطق باحترام ولو بحدوده الدنيا قبل قدرتها على الحديث وتحليل الأحداث الرياضيّة.. والله من وراء القصد.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *