متى نتعلم؟

 

محمد حمدي

مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح لنا باستضافة الفعاليّات الرياضيّة على أرضنا وبين جماهيرنا، وتراوحت نسب النجاح من حدث لآخر بحسب الأهميّة والمكانة والفئة للمنتخبات تحديدًا، وكان من الطبيعي أن تتراكم الخبرة والدراية لدى من يقيم أو يتحمّل المسؤوليّة في إدارة هذه اللقاءات والأحداث وأن تتطوّر مهاراته في استقراء الوضع والتحضير جيّدًا، ولكن لا يبدو أن الخبرة قد فعلت فعلها كلّما كانت المناسبة تقع على قدر كبير من الأهميّة كما حصل من اخفاقات في بطولة خليجي 25 من عمليّات تخصّ دخول الجماهير وبيع بطاقات المباريات.

واليوم يتكرّر الخطأ نفسه وبصورة أفدح في مباراة ناديي الشرطة والنصر السعودي، وتابعنا كيف تحكّمت وسائل التواصل الاجتماعي بالحدث وما تبعها من ردود أفعال ضعيفة وكارثيّة أحيانًا من مؤسّساتنا الرياضيّة في امتصاص جذوة الأزمة باحترافيّة! مع دخول سيناريو حضور وغياب النجم العالمي رونالدو والطرق المُعيبة في إذلال الجماهير التي تسمّرت قبّالة أبواب المنافذ لأكثر من يومين أملاً في الحصول على البطاقات التي تنصّل منها الجميع ووضعت على كاهل نادي الشرطة الذي ضاع هو الآخر في زحمة الأحداث .

رسائل سلبيّة كثيرة نقلت على الهواء إلى العالم واستعرضتها وكالات عالميّة تظهر الجمهور الكثيف الذي يحاول اقتناء البطاقات بحالة مؤسفة، فيما تنقل وكالات أخرى صورة الاستقبال العسكري المبالغ فيه جدًّا لبعثة نادي النصر وعشرات السيارات المصفحة التي تبعتهم من المطار إلى مقر الإقامة في ظاهرة نجدها مُعيبة جدًّا وأن تكن ليست الأولى فقد كانت مصفحات المسؤولين السبب الرئيس في حدوث أكثر من أزمة منذ افتتاح المدينة الرياضيّة في البصرة قبل نحو إثني عشر عامًا وإلى الآن طالما أربكت ارتالهم سير النظام والدخول إلى الملاعب متسلّحين بالمكانة التي يتمتعون بها، وهذه من أكبر المشاكل التي لم تلق حلاً لها وإن كانت هناك مقبولة من محافظ البصرة بمنعهم من الدخول بعجلاتهم وأفراد حماياتهم، ولكنها خطّة طارئة نفذت بشقّ الأنفس ولا اعتقد أن السيطرة عليها ستتجاوز النصف بالمئة في أفضل تقدير !

الجانب الأخير من هذه الرسائل السلبيّة هو انسياق وسائل الإعلام الرصينة خلف منشورات وسائل التواصل وإن كانت أخبارها مفبركة وركيكة وتصبُّ بالاتجاه المُضاد في نقل صورة مشوّهة عن الاوضاع في مُدن العراق وهذه مثلبة كبيرة تحسب على بعض إعلامنا المهني الذي يجب أن يحترف عمل الأحداث المهمّة وتسويقها بطريقة مقبولة على أقل تقدير لا أن يكون وسطاً ناقلاً لإعلانات (شو) ترويجيّة، وكان من الممكن أن تكون وسائل الإعلام الرصينة التي تفرض نفسها واحترامها خير موجّه للجماهير التي ضاعت في عتمة العابثين والفاسدين قبيل مباراة الشرطة مع النصر وأن يكون الموقف حازمًا في التصدّي وإظهار الحقائق على الأرض وليس الترويج لأحداث جانبيّة مملّة تأكل من جُرف رياضتنا!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

تكريم شريك المُنجَز الرياضي

  سمير السعد في عالم الرياضة، حيث المنافسة الشرسة والتحدّيات الكُبرى، يلعب الصحفي دورًا لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *