متفرّقات أولمبيّة

 

محمد حمدي

مع وصول أولمبياد باريس 2024 إلى منتصف الطريق، واتضاح هويّات البلدان المتفوّقة، تظهر بجلاء أحجام الفروقات في التطوّر والإعداد بين الدول المشاركة، فمن اعتاد أن يلامس القمّة في المراكز العشرة الأولى لازال هو كما عليه قبل سنوات طوال، وما يظهر من مفاجآت بتحقيق طفرات نوعيّة للاعب أو لاعبين بالألعاب الفرديّة يبقى مفاجأة ويُحدث الفارق على الصعيد الفردي بلعبة معيّنة كما احدثته الجزائريّة عن طريق البطلة كيليا نمور بطلة الجمباز التي نالت الذهبيّة الأولى للعرب والجزائر، والمهم في المعادلة أين نحن من ذلك، وما الفائدة المرجوّة من هذا الأولمبياد؟ وهل هو نسخة مكرّرة من بطولات سابقة؟ أعتقد أنه السؤال الأكثر إيلاما لجماهيرنا الرياضيّة ومن الصعب اقناعهم بأن المقبل أفضل وإن كانت النيّات سليمة لصناعة أبطال أولمبيين لأن الجمهور يتعامل مع ما هو ملموس وليس افتراضي!

الصين ماركة مسجّلة 

أذهل أبطال الصين العالم أجمع بتفوّقهم في ألعاب معيّنة جُيّرت بأسماء أبطالهم للرجال والنساء معًا ومنها ألعاب كرة الطاولة التي حققت لهم التقدّم بوصول لاعبين متباريين منهم لنيل الذهبيّة والفضيّة معًا في الفردي والزوجي، وهي ظاهرة جديرة بالاحترام وعلى رأي أحّد كبار المدرّبين لديهم، فيما لو كانت الأعداد متاحة أكثر لتمثيل البلد لرأيت أن لا مكان للمنافسة سوى من بعض الشيء عن طريق كوريا وتايوان.

تشابه

بمطالعة بسيطة للصُحف المصريّة والمغربيّة والعربيّة الأخرى تدرك ببساطة عدم الرضا الجماهيري من نتائج المشاركة العربيّة التي كانت ولازالت دون مستوى الطموح وإن كانت ثلاث دول وصلت إلى منصّات التتويج فهذا لا يعني وجود تقدّم في مجال النتائج بالمُجمل والعكس هو الصحيح، بعد تخلّي دول بلدان المغرب العربي عن دورها ومكانتها في عروس الألعاب للمسافات المتوسّطة والطويلة وغياب مصر عن الألعاب القتاليّة وسوريا عن رفع الأثقال!!

النقل التلفزيوني

محدوديّة النقل التلفزيوني لفعاليّات الأولمبياد أفقدت الجمهور حلاوة ومُتعة المتابعة وكان بالإمكان تلافي هذه الفقرة للقنوات الناقلة ببثّ المُعاد قبل يوم أو يومين على قنواتها المفتوحة كما عبرت بذلك طلبات الإعلاميين حول العالم، ولكن دون جدوى، فالمال سيّد الموقف وكُل شيء يخضع إلى عالم الاستثمار!

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *