متخصّصان بشؤون المنتخبات يقيّمان لقاء الأولمبي والأرجنتين

 

عباس عطية: بايش لم يوفق ومحاور الوسط فقدوا الكرات بسهولة!  

رياض عبدالعباس: نعاني ضعف دفاعنا وتكتيك شنيشل قلّل حجم الخسارة

بغداد/ انتصار السراج
عدسة / قحطان سليم 

خسر منتخبنا الأولمبي لكرة القدم أمس ( السبت ) مباراته الثانية مع المنتخب الأرجنتيني بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد ضمن دور المجموعات لمسابقة كرة القدم في أولمبياد فرنسا 2024. 

لم يقدّم منتخبنا الأولمبي ما تمناه الجميع له ، وكان الأداء باهتاً خاصّة في شوط المباراة الثاني الذي لم يرتقِ فيه الأداء إلى المستوى المطلوب أو المؤمّل منه.

المتخصِّصان بشؤون المنتخبات الوطنية “عباس عطية ود.رياض عبدالعباس” تحدّثا لـ ( فوز ) عن مباراة الأرجنتين، وقيّما أداء الأولمبي، وحدّدا أسباب الخسارة، وما المطلوب في المواجهة الأخيرة أمام المغرب الثلاثاء القادم؟

تفوق الأرجنتين!

يقول عطيّة: كانت نتيجة مباراة أمس متوقعة كون الفريق الأرجنتيني متفوّق فرديًّا وفرقيًّا، ومن الفرق المرشحة بقوّة للقب، إضافة إلى أن منتخبنا ساعده على الفوز في ضوء التحضير الذهني المنخفض للاعبينا خاصّة لاعبي محاور الوسط الذين عانوا من فقدان الكرات بسهولة كبيرة!  

ويضيف: وجود علي جاسم خلف المهاجم في الوسط أدّى إلى تقليل فاعليّته بإيجاد الحل عندما يلعب على الطرف والحل كذلك في الخروج والاحتفاظ بالكرة، وكذلك عدم قدرة المدافعين على بناء اللعب من الخلف والتخلّص من الضغط المُرتفع للفريق الأرجنتيني الذي جعل الحلول غير متاحة في الحالة الهجوميّة المُنسّقة.

وعن أكثر لاعب خذل المنتخب أمس أو لم يوفق في تقديم ما مطلوب منه، أجاب: إبراهيم بايش بنسبة كبيرة لم يوفق في المباراة لأنه لاعب يجيد اللعب بشكل طولي وبمسافات طوليّة واسعة نوعًا ما، وهذا لم نشاهده منه أمس، بايش يجيد اللعب في أكثر من مركز والأكثر إجادة له كلاعب هو مركز الجناح، لذلك فإن الضغط عليه وعدم وجود مساحات أو مسافات أكثر اتساعًا جعل أداؤه غير مؤثر، وكذلك نوعيّة وجودة لاعبي الأرجنتين قلّلت من فاعليتة!

وأوضح بشأن الفوارق الفنيّة على المستوى الفردي أو الجماعي: بالطبع هناك فوارق في الامكانات الفرديّة والذهنيّة والبدنيّة حيث ظهر اِتكال الفريق فقط على لعب الكُرات الطولية والاعتماد الكُلي على أيمن حسين ممّا أدّى إلى تفوّق كبير للمنتخب الأرجنتيني بإظهار قدرته وفوارقه الفنيّة مقارنة مع منتخبنا الأولمبي.

وذكر عطية :أن أبرز العيوب الفنيّة المؤشرة على منتخبنا هي الخروج بالكرة والبناء من الخلف، بالإضافة إلى فقدان الكرة الثانية في جميع الالتحامات وتباعد المسافات بين اللاعبين وقلّة الحركة ممّا يسبّب ضعف الخيارات للاعب الحائز على الكرة، لذلك لا بدّ من التركيز على هذه النقاط من أجل تحسين أداء الفريق في المباراة المقبلة.

فقدنا فرصة التعادل 

أما د.عبد العباس فرأى أنه المتوقع أن يخرج منتخبنا أمس خاسرًا أمام المنتخب الأرجنتيني، لكن كنا نمني النفس بأن يخرج بالتعادل وبنقطة على أقلّ تقدير ليصبح لدينا أربع نقاط ونواجه المنتخب المغربي بأريحيّة أكبر.

وبيّن: كانت هناك فوارق كبيرة لدى المنتخب الأرجنتيني من ناحية الأدوات أفضل من منتخبنا، لأن امكانيّات لاعبينا محدودة وهذا ما ساعد المنتخب الأرجنتيني على حسم نتيجة اللقاء لصالحه.  

وذكر عبدالعباس: صراحة أن اللاعب إبراهيم بايش لم يقدّم ما هو مطلوب منه كونه لاعبًا كبيرًا بالسنّ مقارنة مع زملائه الشباب، وكان من المفترض أن يكون تواجده إضافة قويّة ومؤثرة للمنتخب، لكنه لم يقدّم ماهو مطلوب منه، وكذلك تواجد اللاعب سعد ناطق الذي لم يلعب مباراته الثانية تواليًا بسبب الإصابة، وبهذا نكون قد حرمنا من خدماته كونه اللاعب الثاني فوق السنّ القانوني المسموح به، والذي كان من المفترض أن يشكّل مع إبراهيم بايش قوّة كبيرة للمنتخب الأولمبي مثل قوة عناصر المنتخب المغربي الذي كان لاعبوه الكبار بمثابة قوّة مضافة لفئة تحت 23 عاماً وكذلك الأمر بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني.

ولفت د.عبدالعباس إلى أن الفوارق الفنيّة كانت كبيرة وواضحة، وهذه ستبرز أكثر مع المنتخب المغربي الذي سنلاقيه في المباراة المقبلة، فمثلما امكانيّات لاعبينا محدودة وتم جمعهم منذ فترة قصيرة، لكن يبقى الحل بيد المدرّبين الذين هُم من يقلّلوا تلك الفوارق!

واستدرك: التكتيك الذي وضعه الكابتن راضي شنيشل هو من قلّل حجم الخسارة لأن كرة القدم بعلمها الحديث بقيادة المدرب هي من أصبحت تقلّل النتائج الكبيرة التي قد تحدث بفترات متباعدة، وأصبح المدرب هو العامل الأوّل في حدوث ذلك من عدمه!

وأضاف: عيوب منتخبنا واضحة جدًّا وهي عدم بناء الهجمات من الخلف والاستخواذ على الكرة بسلاسة، إضافة إلى اللعب الطويل، والذي يكون بسبب ضعف الامكانيّات الفرديّة أو الجماعيّة فيما يخصّ خط الدفاع، وكذلك ضعف الخطّ ذاته وعدم تمركز أغلب اللاعبين بصورة صحيحة ووجود ثغرات في أغلب المراكز إضافة إلى تباعد الخطوط، ولا ننسى ضعف الإسناد الهجومي للاعب أيمن حسين خاصّة في حالة تحويل الكرة من الدفاع مباشرة إلى أيمن ممّا يؤدّي إلى فقدان الكرة بسهولة والاستحواذ عليها من قبل الخصم بسهولة وهذا سببهُ أوّلاً وأخيرًا هو ضعف امكانيّات لاعبينا.

 

واختتم د.عبدالعباس حديثه بالقول: المباراة الأخيرة مع المنتخب المغربي ستكون بمثابة مباراة نهائيّة كون جميع الفرق تحصّلت على ثلاث نقاط من مباراتين سابقتين، لذلك كنت أمني النفس بخروج المنتخب المغربي فائزاً في مباراته أمام منتخب أوكرانيا حتى يلعب مع منتخبنا الوطني بالخطّ الثاني أو يريح أغلبيّة عناصره المهمّة والقويّة، وبالتالي الاستفادة من هكذا خطوة لو تمّت، لكن هذا لم يحدث، ولهذا سيدخل المنتخب المغربي مباراته المقبلة مع منتخبنا بقوّة كبيرة وبعناصره الرئيسة، وأرجو أن يكون هناك عمل كبير من قبل الكابتن راضي شنيشل تجاه المنتخب المغربي الذي لديه الكثير من الحلول الفرديّة والجماعيّة والتكتيكية على مستوى عالٍ، وشخصيًّا أشعر به، وكأنه فريق أوروبي صراحة، وأعانَ الله منتخبنا في مباراته معه.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

وداعًا “أنور جسّام” المدرب المحترف والإنسان المتواضع

  بقلم : بهاء تاج الدين أحمد فقدت الساحة الرياضيّة العراقيّة والعربيّة أحّد أعلام كرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *