مباراة الشراسة والدهاء!!

 

رعد العراقي

تترقب الجماهير الأرجنتينيّة لقاء منتخبنا الأولمبي لكرة القدم غدًا (السبت) في الجولة الثانية من مباريات أولمبياد باريس 2024 وهي تعيش دوّامة الغضب والاحساس بالإهانة بعد أن تجرّعت طعم الخسارة أمام المنتخب المغربي الشقيق بهدفين لواحد، في أولى مباريات المجموعة الثانية لتكون المباراة ونتيجتها هي بمثابة ردّ اعتبار وتأكيد على أن أبطال العالم لا يمكن أن يخرجوا مبكّرًا وأنهم يمكن أن يعيدوا سيناريو نهائيّات كأس العالم قطر 2022 حينما خسروا لقاءهم الأوّل في البطولة أمام المنتخب السعودي الشقيق وبذات النتيجة قبل أن ينتفضوا ويحصدوا اللقب العالمي في نهاية الأمرّ!

تلك المُعطيات وما يتبعها من فورة وحماسة لاعبي “التانغو” وكادرهم التدريبي لا بدّ أن تكون حاضرة في أذهان المدرب راضي شنيشل وملاكه المساعد عند وضع لمساته التكتيكية وأسلوب الأداء الذي ينتهجهُ بتعاون اللاعبين في أرض الميدان لاستثارة المنتخب الأرجنتيني ووضعهم تحت الضغط النفسي والتقليل من تركيزهم داخل الملعب عبر استنزاف الوقت بدهاء وتحويله كسيف يقطع كُل محاولاتهم في إدراكه لاقتناص نقاط المباراة.

المباراة ستكون أشبه بصراع شرس بين فريق أصيب بجُرح الخسارة وهو يدرك أن أي تعثر يمكن أن يرميه خارج البطولة، وبين فريق منتشي بفوز ويحاول أن يستثمر ذلك في المضي نحو المراحل المتقدّمة وهو ما يضع المباراة بميزان التعامل العقلي أكثر ماهو فني بحت لتكون أدوات كالقوّة البدنيّة والحيازة الإيجابيّة للكرة والتمركز الصحيح والمراقبة الفرديّة ورجاحة العقل بالتصرّف والانضباط النفسي هي العوامل الأكثر تأثيرًا في تحديد نتيجة المباراة.

من المفيد أن نشير إلى أن أسلوب أداء المنتخب الأرجنتيني يستند إلى الحيازة والاندفاع البدني العالي الأقرب الى العنف وخاصة في حالات الشعور بالخطر مما يدفعه إلى إرباك المنافس وتشتيت تركيزه من أجل خلخلة خطوطه وتهديد مرماه.

الأمر الذي يمكن استغلاله من قبل لاعبينا عبر تطبيق أسلوب الثبات وجرّ لاعبي “التانغو” لارتكاب الأخطاء المؤثرة وعدم السماح لهم بالاستحواذ على الكرة وخاصّة في الالتحامات الثنائيّة والقيام بطلعات هجوميّة سريعة يمكن أن تشكّل ورقة ضغط وقلق تقلّل من مساحة اندفاعهم والأهم من كُل ذلك هو أن ندخل المباراة بإصرارٍ وتحدٍّ يقرأه المنافسون في عيون لاعبينا ويوقنون من ذلك بإدائهم داخل الميدان.

نقول.. كرة القدم لا يمكن أن تركن إلى التأريخ بقدر ما تعترف بالعطاء على أرض الميدان ولعلّ درس المنتخب المغربي الذي تمكّن من خلع مخالب المنتخب الأرجنتيني عبر اللعب الندّ بالندّ دون خوف أو تردّد يمكن أن نوظّفه بإعادة ذات السيناريو مع استغلال حالة الضغط النفسي الذي سيكون مسيطر على المنافس، حتى وإن حاول عدم إظهاره في اقتناص فوز تأريخي مُذهل يسجّل بحروف من ذهب سيصل صداه إلى كُل العالم ويطيح بكلّ التوقعات ومجدًا ما بعده مجد للملاك التدريبي واللاعبين ولا نظنُّ أن هذا  بعسير عليهم إن وضعوا ذلك المشهد أمامهم.

أنشر عبر

شاهد أيضاً

آسف.. لن تداوي جروح الملايين!     

  يعقوب ميخائيل مازالت تداعيات خسارة منتخبنا أمام المنتخب الكوري الجنوبي في التصفيات الموندياليّة تلقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *