ماذا يحدث في الكويت؟

 

محمد الجوكر

سؤال نوجّههُ لكُلّ من يعنيهِ الأمر ونخصّ الحبيبة الكويت، بعد السلبيّات وسوء التنظيم الذي حدث أثناء مباراة كرة القدم بين منتخبي الكويت والعراق الشقيقين، التي أقيمت ضمن التصفيات الآسيويّة المؤهّلة لكأس العالم للعبة (2024).  

فقد أثارت جدلاً عنيفاً في الأوساط الرياضيّة بالمنطقة، وشدّدت السُلطات الكويتيّة على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونيّة.

وفي السياق ذاته، أعلنت الهيئة العامّة للرياضة أنه تقرّر عرض مرئي للخطّة التنظيميّة يتضمّن الدليل الإجرائي لتنظيم البطولة الخليجيّة وفقًا للمعايير العالميّة سيقدّمها رئيس اللجنة المنظّمة العُليا لكأس الخليج عبدالرحمن المطيري الوزير المعني المقرّر في 7 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وسيخصّص لتوضيح الإجراءات التي سوف تتخذها اللجنة لتنظيم البطولة بنجاح، بعد أن تعهّدت الدولة للاتحاد الخليجي المشرف على الحدث، فقد أعلن اتحاد الكرة الكويتي ليلة البارحة أنه سيتم تشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث في لقاء العراق، وتقرّر إيقاف الأمين العام للاتحاد وإيقاف مدير العلاقات العامّة والإعلام وإحالتهما للتحقيق!

وشهدت مباراة القمّة فوضى وزحامًا، ما تسبّب في تكدّس عدد من الجماهير داخل ممرّات ملعب جابر الأحمد الدولي، برغم خروج مباراة المنتخبين الشقيقين الكويتي والعراق بالتعادل السلبي، وخرجا “حبايب”، إلا أن أحداث شهادة هذه الموقعة الكرويّة قد بدأت شرّها قبل المباراة حول عدد المتفرّجين والجماهير، حيث اختلفت الآراء بشأن هذه المسألة، إلا أن تدخل العقلاء أنهى الأزمة على خير، وطوى صفحة دخول الجماهير العراقيّة للملاعب الكويتيّة، إلا أن حالة فوضى تنظيميّة سيّئة شهدتها قبل المواجهة الكرويّة بسبب سوء النظام، وهذه الإجراءات التي جاءت غير متوقعة من بلد عرفناه منذ الستينيّات منظّمًا لكثير من الأحداث الرياضيّة العربيّة منذ ذلك الوقت، فأصبحت الكويت مثالاً وستظلّ نموذجًا نفتخر به، ولكن ما حدث في موقعة (الثلاثاء) أمور لم تكن على الحسبان، عندما اختلطت الأمور رأسًا على عقب، واختلطت الأحداث بشكل مفاجئ وسريع، والآن نحن في هذا الشهر في أسبوعه الثاني لم يتبق على تنظيم الكويت لكأس الخليج العربي رقم 26 المقبلة سوى أقلّ من 4 أشهر، فالخوف يقلق المحيطين بالحدث والقريبين منه. ولذا، ندعو الأشقاء لإنجاح ما يتخذونه من أجل استضافة وتنظيم العرس الخليجي، حيث عشقنا كرة القدم وأحببناها بسبب نجوم “الأزرق” في مرحلة السبعينيّات مع انطلاقة أوّل بطولة العام 1970 بالمنامة.

واليوم تتجدّد الذكريات التأريخيّة وتتجدّد الآمال والطموحات والأمنيات بأن تعود الحياة بشكلها الطبيعي في مجال الرياضة لكرة القدم، التي أصبحت لغة وثقافة الشعوب، وأعتقد أن الزيارة التي يقوم بها حاليًا وزير الرياضة القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والذي سبق أن تولّى رئاسة اتحاد الكرة في بلاده، والآن يتولّى إضافة إلى منصبه الوزاري رئاسة اتحاد الخليج العربي لكرة القدم، ومن هنا فإن هذا اللقاء الذي سيجمع بنظيره الكويتي سيكون أيضًا أحّد محاوره الأساسيّة “كأس الخليج” خلال المرحلة المقبلة، فيما يتعلّق بمصيرها فإنني عبر هذا المنبر أدعو الأشقاء في الكويت للاستفادة والاستعانة من التجربة القطريّة الناجحة، فليس عيبًا أن نستفيد من تجارب بعضنا المميّزة، وقطر مشهود بها عالميًا، وكُل ما أتمناه بأن تخرج الكرة الكويتيّة والرياضة عمومًا من الصراع، ويلتفت الجميع من أجل تحقيق رؤية واضحة، فالكويت ستظلّ مثالاً نفتخر ونعتز بها وبأبنائها الأفاضل أرجوكم اتحدوا و”حبّوا بعضكم، فديرتكم بحاجة إلى وقفتكم ومساندتكم” لنرى بطولتنا “الأم” وهذه أمنيتنا جميعًا.. والله من وراء القصد.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

استقالوا لشعورهم بالتقصير !

  محسن التميمي في نزالات رياضة الملاكمة يكون المدرب ذكيًّا عندما يرمي المنديل الأبيض فوق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *