كاساس يرفع طموحاته

 

سعد المشعل

ملحمة كروية جديدة يستقبلها ملعب “جيلورا بونج تومو” التي سيواجه منتخبنا الوطني نظيره صاحب الأرض والجمهور المنتخب الإندونيسي ضمن المجموعة الرابعة من التصفيات المزدوجة المؤهّلة لنهائيات لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027.

ووصل منتخبنا الوطني بطائرته الخاصّة إلى العاصمة الإندونيسيّة جاكرتا ويتألف من 25 لاعبًا وقع الاختيار عليهم من قبل الإسباني خيسوس كاساس من الدوري العراقي والمحترفين برغم وجود الانتقادات ضد بعض الاختيارات المُستدعاة للمباراتين القادمتين وطالبوا بالتغيير وزجّ بعض اللاعبين الذين تألّقوا في الدوري العراقي وبصماتهم كانت واضحة للعيان.

بدورنا نقول أن من حقّ الإعلام والمحلّلين والجماهير أن يقلقوا على منتخبهم لحبّهم الشديد لممثل الوطن خصوصًا في هذه التصفيات المؤهّلة لنهائيّات كأس العالم هو الحُلم الأكبر لديهم ويعتبرون هذه التصفيات وما يليها من الأدوار الحاسمة هي فرصة كبيرة لمنتخبنا بتحقيق حُلم الجماهير بالتأهّل بعد ازدياد عدد المقاعد إلى الثمانية.

بالمقابل نقول إن المدرب كاساس له حريّة الاختيار ولا يحقّ لأي شخص الاعتراض على اختياره للاعبين الشباب إضافة إلى لاعبي الخبرة حيث تلعب دورًا كبيرًا في قيادة المنتخب إلى الأدوار المتقدّمة هذا ما صرّح به مرارًا وتكرارًا، لأنه وحده من يتحمّل المسؤوليّة الكاملة لأية نتيجة عكسيّة لا سمح الله، ويرى نفسه هو الأصحّ باختيار اللاعبين ولا يدع هنالك أية حجّة أو انتقاد عليه كونه متصدّرًا للمجموعة بعد أن فاز بجميع مبارياته.

لو تابعنا بدقة كل تشكيلات كاساس التي اختارها بمواجهة فرق الخصوم منذ تسلّمه قيادة تدريب المنتخب الوطني في تغيير مستمر، قناعته هي الأهم بإمكانيّة اللاعبين، يبعد من أعطاه الفرصة ويُبقي من كرّر الفرصة له كونه محترف ويمتلك عقلية أوروبيّة يستطيع فكّ شفرة فرق الخصوم ولديه مستشارين مستمرّين بالتواجد في كل مباريات دوري المحترفين “لا ليغا” التي تقام على ملاعب العراق، يتابعون كُل صغيرة وكبيرة ويدوّنها له يوميًّا.

إضافة إلى ذلك هو ورفاقه يتابعون كُل اللاعبين المحترفين والمغتربين في دوريات العالم بدقة وما زال يبحث عن جودة اللاعب وإمكانيّاته ومهاراته وقوّته، وطرأت بعض تغييرات مفاجئة على تشكيلة المنتخب في إيجاد بدائل وحلول ناجحة قبل اللقائين المهمّين كون منتخبنا يحتاج إلى كسب النقاط السّت ليعزّز من رصيده في الصدارة.

 كاساس يرى نفسه مُركّزًا تمامًا ويسعى مجدّدًا لبداية موفقة بمواجهته المرتقبة غدًا (الخميس) التي يأمل من خلالها كسب النقاط الثلاث ليرفع من طموحاته ويحقق من خلالها نجاحه المستمرّ واللامحدود قبل مواجه فيتنام على أرض ملعب البصرة الفيحاء 11 حزيران الجاري.

منتخبنا الوطني شرع بمعسكره التدريبي على ملعب بسيط جدًّا من الجودة والخدمات ليكمل مرانه الصباحي والمسائي تأهّبًا لخوض المواجهة المهمّة، وبات منتخبنا قاب قوسين أو أدنى من تأهّله حيث أصبح الحُلم العراقي بمثابة مسألة وقت وصبر، والصراع على بطاقات التأهّل من قبل المنتخبات المشاركة سينحصر على نتائجها وتصدّرها المجموعات ومقابلة الفرق الأقل خطورة وهي فرصة كبيرة لتأهّل أسود الرافدين.

بالطبع المدير الفني للمنتخب يعرف جيّدًا أن النتائج الذي تحققت في هذه التصفيات جعلت منه قريبًا من الجمهور العراقي ويستوجب المحافظة عليها من خلال مواصلة المسيرة بالهمّة والثقة ذاتها التي ظهر عليها خصوصًا في مباراته الأخيرة التي انتهت لصالحنا بخمسة أهداف وصولاً إلى تحقيق الهدف الأهم وهو بلوغ المونديال للمرّة الثانية.

نتمنى من كاساس إجراء تعديلات ولو طفيفة على تكتيك المنتخب بأفكاره ونوعيّة الهجوم المرتدّ أو الضغط المباشر على مرمى الخصم لدعم القدرات الهجوميّة للمنتخب بشكل أفضل لأنه سيكون مطالب بالفوز وإنجاز المهمّة بجدارة وإستحقاق يبعثان على التفاؤل.  

كذلك الدعم والحضور الكبير لرئيس الاتحاد عدنان درجال ومساعديه، لهم دور كبير في منح اللاعبين والمدرّب جرعة ثقة أكثر في تحقيق النجاح.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *