فلسفة “بو زيد” لا تبشِّر بجديد!

 

رعد العراقي

تمرُّ الرياضة العراقيّة بمخاضٍ عسيرٍ ومتقلّب بعد أن شهدت بعض المناصب تغييرات على مستوى الشخوص، وكذلك فلسفة القيادة وما تبعها من الاعتماد على كوادر إداريّة واستشاريّة جديدة تولّت رسم مسار العمل وتصدّت لمهمّة ما يُمكن أن نطلق عليه (القيادة العميقة)!  

قد نكون من الداعين منذ سنوات إلى تغيير ثوب القيادة الرياضيّة عطفاً على التراجع الكبير الذي أصاب معظم الألعاب الرياضيّة، وتواصل الاخفاق في تحقيق الإنجازات الخارجيّة برغم سيل الأموال التي خصّصت إلى الاتحادات كافة، إضافة إلى حجم الملفات التي أثيرت حولها شُبهات الفساد ولازالت لحدّ الآن حبيسة الأدراج دون أن تتخذ بشأنها أي إجراءات قانونيّة ساهمت في بقاء سطوة السيطرة على المناصب، وتمادي الجهات المتهمة في الاستمرار على ذات النهج في تبديد الأموال في غير مقاصدها دون أن يهتزّ لها جفن أو تشعر بخطورة وضعها القانوني.

لا يمكن أن يحقق التغيير أي نتيجة على أرض الميدان دون أن ترافقها إجراءات جذريّة تستهدف إحداث انقلاب فعلي في كُلّ المؤسّسات والاتحادات التي اخفقت في تحقيق نتائج ملموسة أو انتجت مواهب حقيقيّة وأبطال على مستوى الألعاب كافة من خلال فتح الملفات بحياديّة ووضع اليد على مكامن ومنافذ إهدار الأموال، وتقديم من يثبت إساءته أو تكسّبه غير الشرعي إلى القضاء ليكون عبرة لمن يليه ويقيّد أي طموح بتحويل المناصب إلى وسيلة للثراء على حساب الرياضة!

الخطورة الحقيقيّة تكمن في المرحلة الحاليّة التي تمرّ بها اللجنة الأولمبيّة وهي الراعي والمُحرّك والمُراقب لكُل الاتحادات الرياضيّة التي يبدو أنها ذهبت نحو معالجة جانبًا من معاضِل القيادة وتناست جوانب أهم وأكثر تأثيرًا على تطوّر الرياضة العراقيّة حين وجّهت جهودها نحو ما يسمّى (الدعم) للرياضيين عبرالتكريم بالأموال واستضافتهم عن أي نتيجة تتحقق، ومن ثمّ تسويقها إعلاميًّا لتظهر أمام الجماهير الفارق بينها وبين من سبقها! فلسفة لا تبشّر بجديد، وتثبت أن من وراءها شخوص لازالوا يجهلون المهام الجسيمة والحسّاسة لحقيقة دور الأولمبية!

إن اللجنة الأولمبيّة وضعت نفسها في إطار مُحرج حين حوَّلت خطوة التكريم دون ضوابط محدّدة إلى نقطة ضعف سلبيّة بعد أن بات جميع الرياضيين يطالبون بالتكريم العالي أسوة بالباقين حتى وإن كان إنجازهم الخارجي لا يرتقي إلى مستوى القبول!

أصبح الكثير يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كورقة ضغط على اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة لشمولهم بالتكريم! وهو ما سيدفع رئيس اللجنة إما توجيه أغلب أموال الأولمبيّة نحو فقرة التكريم أو الاعتماد على أمواله الشخصيّة لتقديم الأموال وكلا الأمران لا ينمَّان عن احترافيّة العمل أو ضمن سياقات مُنضبطة ودائميّة!

نقول.. نحن نحرص على نجاح اللجنة الأولمبيّة بقيادتها الحاليّة ولا نريد أن تبني مسارها الجديد وفق أهواء البعض ونصائحهم الآنية وقد يكون النجاح يبدأ باستقطاب الخبرات من الإداريين والمستشارين للاعتماد عليهم بالنصيحة والرأي،  وتحديد صلاحيّات بعض العناوين الدُنيا في اللجنة التي أخذت ترتدي معطفاً أكبر من حجمها المعروف لها قبل غيرها بظهورها المتكرّر والتصريح بالإنابة عن المسؤول وإرسال إشارات غير لائقة بأنها هي من تسيّر وتؤثر على قرار الأولمبيّة!!

غير ذلك فإننا مع الأسف سنردّد قول الأجداد ( كأنك يابو زيد ما غزيت)!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *