غيث مهنا .. كفاءة نفتخر بها 

 

أحمد عباس*

عرفته عن قرب خلال زياراتي لاستراليا الأولى مع المنتخب الأولمبي والثانية لحضور اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي برفقة حسين سعيد والمرحوم باسم الربيعي، هذا الشاب من عائلة عراقية محترمة، والده رجل أعمال ناجح سواء في سيدني أم عمّان وهو انسان رائع كأيّ عراقيّ أصيل مُخلص لهذا الوطن، ووالدته سيّدة فاضلة بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وإخوته تربّوا تحت جناحي هذين الزوجين الملتزمين بالقيم والخُلق القويم.

هذه خلاصة سريعة للمحيط الذي تربّى فيه الشاب العراقي غيث مهنا، ولهذا فقد نشأ وهو  معبّأ بخزين من الخُلق الراقي والسلوك القويم والتربية الصالحة التي جعلته نجمًا مميّزًا في اختصاصه وهو في ريعان الشباب، ولهذا فأنه كان ناجحًا وبأمتياز في مهمّته التي أُوكلت له من قبل اتحاد حسين سعيد، وما بعده حينما تمّت تسميته منسّقًا لاتحاد الكرة في استراليا وما جاورها.  

كان قرار الاتحاد الحالي بتسميته مديرًا إداريًا للمنتخب الوطني من أهمّ القرارات الإداريّة المتعلّقة بالمنتخب الوطني لما يتمتّع به غيث من مواصفات ومعلومات من الصعب أن تجدها عند غيره في هذا الزمن، فأنه يجيد اللغة الانكليزية نطقًا وكتابةً كونه مقيم في استراليا إضافة الى ما يملكه من مزايا متعدّدة لا مجال للخوض فيها الآن ولكن يمكن لمن عمل معه من الكوادر الفنية أو الإدارية وحتى اللاعبين أن يشهد ويؤكّد ما ذهبت اليه.

استطاع خلال مهمّته مع المنتخب أن يُتقن ويلمّ بكافة القضايا والجزئيّات التي يحتاجها لإنجاز واجباته، ولهذا فأنه وخلال المدة  التي عمل فيها مع المنتخب الوطني لم يقع في أي خطأ إداري تسبّب في حرمان لاعب من المشاركة في أي بطولة وأقصد هنا موضوعة الجوازات وسمات الدخول والحجوزات وغيرها من الأمور الإدارية التي قد يسبّب أي تهاون أو إهمال فيها الى نتائج سلبية وهذا ما يحصل عندما تكون المسؤولية مع من لا يستطيع النهوض بها.  

غيث مهنا الشاب المهذّب الكُفء قدّم استقالتهِ من منصب المدير الإداري للمنتخب الوطني، وكان قراره هذا مفاجئًا، بل صادمًا ومؤلمًا، أنا أعرف (غيث) وأعلم بيقين أنه من النوع الذي لا يتسرّع في اتخاذ القرارات ولهذا حين علمتُ بقرارهِ اتصلتُ به مستفسرًا عن خلفيّة هذا القرار وبعد أن حاول ألا يخوض في تفاصيله أخبرني بالسبب الذي أدّى به الى اتخاذ هذا القرار الذي تركَ أثرًا موجعًا لم ولن يستطيع أي بديل يُكلّف بمهمّته أن يعالجه.

خروج غيث مهنا من منصب المدير الإداري للمنتخب الوطني في ذلك الوقت خسارة كبيرة يصعب تعويضها.  

المنتخب الوطني مُقبل على مرحلة حاسمة وهي التصفيات المؤهلة الى كأس العالم والتي تحتاج الى تضافر الجهود واستثمار كل الطاقات الفنية والإدارية التي تصبُّ في خدمة المنتخب الوطني وأني هنا لا أرغب الخوض في الجانب الفني الذي هو بعيد عن اختصاصي وأترك ذلك للمعنيين والاختصاصيين والأكاديميين الذين ينبغي على الاتحاد أن يستثمرهم لدراسة مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيّات آسيا قطر 2023 من خلال عقد مؤتمر فني يستفيد من مخرجاته ونتائجه لمرحلة التصفيات القادمة ولكني آمل من اتحادنا أن يسعى لاقناع الشاب الكُفء الخبير (غيث مهنا) لتسميتهِ مديرًا إداريًّا للمنتخب الوطني بعد أن تناهى الى مسامعنا أن هناك تغييرًا إداريًا قد يطول المدير الإداري الحالي للمنتخب الوطني ومن المؤكّد أن لهذا القرار أسبابه التي يعرفها الاتحاد والراسخون في العلم.  

* أمين السرّ الأسبق للاتحاد العراقي لكرة القدم

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *