فوز جريدة رياضية الكترونية مستقلة
أحمد عباس*
عجباً لهذا الزمن الغريب الذي أصبحنا نرى فيه أمورًا كانت بعيدة عن مجتمعنا الرياضي.
قبل فترة كان المدرب العراقي مرغوبًا في الدول العربيّة، بل أن بعضهم عمل في دول أوروبا، واليوم نجد أن المدرب العراقي الذي يشهد التأريخ بأن معظم إنجازات الكرة العراقية كانت نتاج جهده وعرقه، أقول نجده وقد تم إبعاده عن المشهد بقصدٍ أو بدون قصد!
وبالأمس القريب كانت بعض قياداتنا الرياضية قد تم استقطابها للعمل في بعض الدول الشقيقة والصديقة، وبالفعل كان لها أثر واضح في تطوير ودفع عجلة الرياضة في تلك الدول إلى أمام، واليوم أضحت بعض حلقات رياضتنا تعتمد على عناصر من بعض الدول الشقيقة لتطوير كوادرنا والتي كانت بالأمس بعيدة عن امكانيّات وخبرات أبناء العراق العظيم.
ولكي لا أطنب في تفاصيل أخرى قد تزعج البعض، فإني أعود إلى الأمر الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع حيث أطلعت قبل قليل على خبر أشعرني بالفخر والاعتزاز بشاب عراقي حريص ومثابر ونقي ومخلص في عمله وهو العراقي المغترب “غيث مهنا”.
والخبر موضع البحث هو أن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم قام بتكليف الشاب العراقي المغترب في أستراليا بواجب مهمّ يتعلّق بتصفيات كأس العالم لكرة القدم 2026!
أستراليا تعتمد على عراقي في واجب مهمّ يتعلّق بتصفيات منتخبها! لماذا يقوم الاتحاد الأسترالي بهذه الخطوة؟ الجواب بكُل بساطة إن الشاب غيث ترك انطباعات إيجابيّة دلّت على كفاءة وخبرة وإخلاص خلال عمله منسّقاً لاتحاد كرة القدم في الاتحاد الذي كان برئاسة حسين سعيد وأستمرّ خلال رئاسة الأخوة ناجح حمود والملا عبد الخالق، ثم توجّ ذلك وبكل كفاءه ونزاهة عندما تم تسميته مديرًا إداريًّا للمنتخب الوطني قبل أن يقدّم استقالته من المنصب مُبتعدًا باختياره لأسباب ستُعرف عاجلاً أم آجلاً وعند ذاك خسر الاتحاد شخصًا يصعب تعويضه لما يحمله من صفاتٍ وخبراتٍ دفعت الاتحاد الأسترالي للاستفادة منها.
وفي الوقت الذي أبارك للعزيز غيث الثقة الأسترالية وأدعو الله له بالمزيد من التوفيق، فإني اتحسّر على تفريط اتحادنا بهذه الكفاءة النزيهة دون أن يبحث عن الأسباب الحقيقيّة التي دفعت “غيث مهنا” للاستقالة والابتعاد عن المهمّة مع المنتخب الوطني والتي نجح فيها بامتياز!
* أمين السر الأسبق للاتحاد العراقي لكرة القدم
