عُزلة غير مبرِّرة !

 

محسن التميمي

الكتابة في العمل الصحفي تعدُّ مسؤوليّة ، فضلاً عن كونها، أمانة وشجاعة، وهي أيضًا، إن صحّ القول، محاولة جادّة لقول كلمة الحق، حتى وإن رفضها البعض ووضعك في خانة لا تستحقها! لأنك، من وجهة نظره، تجاوزت عليه وعلى العمل الذي يقوم به، وإن كان الأخير معرض للنقد فيما لو كان غير صحيح وتشوبه الشوائب والنوائب والمصائب معًا!

المنطق يقول، إن من يشغل منصبًا في خدمة وطنيّة عامّة تعود بالنفع على شريحة واسعة من المواطنين، كما في المنصب الرياضي، فهو مُعرّض للنقد الموضوعي المُخلص الجاد الحريص والمسؤول، وليس الانتقاد الجارح المُسيء المؤذي والمقصود والخالي من أيّة مسؤوليّة! الأوّل مسموح به للصحفي وللجميع أيضًا وهو يصبُّ في الصالح العام وليضرب المسؤول الرياضي رأسه في الحائط إن تطيّر وزعل واستشاط غضبًا لأن صحفيًّا انتقد عمله غير الصحيح.

نعتقد جازمين، إنّ عمليّة النقد التي يقوم بها الصحفي تعدُّ من أهم واجباته الصحفيّة المهنيّة وهو يفترض أن يدافع عنها بكُل ما أوتي من قوّة وإيمان انطلاقًا من حرصه على رياضة بلده، حاله حال أي إداري ومدرب ولاعب ومشجّع ومسؤول ولا يستطيع كائن من كان أن يسلبه حقّ من حقوقه!

نعتقد مرّة أخرى، إن النقد ، من وجهة نظر شخصيّة، عبارة عن عمليّة استفزاز مقصودة للشخص الذي يظهر تقصيره بعمله وعلى الأخير أن يبرهن، لذاته وللآخرين معًا، عكس ذلك أو أن يقوم بتصحيح مسار عمله وإن كان من الضروري جدًّا أن يتصل بالصحفي الذي قام بتوجيه النقد لعمله ليشكره على حالة التنبيه التي دقّ جرسها الصحفي وهي حالة صحيحة وصحيّة جدًّا لأن التناغم هنا أصبح ضروريًّا بين الاثنين.  

اتركوا الذي يشغل منصب الرئيس يعمل بقول الله تعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ) و (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) وأيضًا بما يقوله بعض الناس: “ما خاب مَن استشار” حتى يستطيع مع فريق عمله أن يحقق النجاح، ولا تحاولون تحديد خطوط حُمر وخُضر وبنفسجيّة وتضعونها حوله بحجّة أن الرئيس مشغول، أو أن لديه اجتماع أو يتعبّد أو يتصل ومشغول بمكالمة أو يتأمّل وأنتم تسخرون منه بهذه الحالة سواء كنتم تدرون أم لا!

التصدّي لأيّة مسؤوليّة رياضيّة واجب أخلاقي ووطني وإنساني، لذلك يتوجّب من الشخص الذي يتصدّى لها أن يسمع ويستمع من الآخرين ويصغي لهم سواء كان هؤلاء من أعضاء إدارته أو من الآخرين، فإن كانت النيّة صادقة والمُقترح أو المشروع المقدّم مفيدًا ويخْدِم مِفصَله الرياضي الموجود به فأهلاً وسهلاً به، ويجب أن يعمل على تطبيقه، وأما كان العكس فهي محاولة من مواطن  مخلص ولا بأس من كُل مواطن مخلص أن يفكر بطريقة إيجابيّة ويحاول أن يسهم، ولو بشكل بسيط بتقدّم ورقي واِرتقاء رياضة بلده إلى الأمام !

الكثير منهم، الذين يتصدّون للمسؤوليّة في المفاصل الرياضيّة، نَراهم يعيشون في عُزلة غير مبرِّرة، سواء بدافع وتشجيع وتملّق من الآخرين أم بدافع ذاتي! وهو تصرّف ينمُّ عن قلّة معرفة وجمود في التفكير وانعدام الثقة بالنفس وهو كذلك، حالة من الاستسلام لواقع يصنعوه بحجّة أن الحال من بعضهِ أو عدم مقدرة الآخرين على التفاعل والعمل أو ترديد قول الشاعر “ولو أسمعت لو ناديتَ حيًّا .. ولكن لا حياة لمن تنادي”!

بكل الأحوال والظروف يجب على المسؤول أن يكون مؤمنًا بعمله وأن يعاهد ذاته وضميره وانسانيّته على العمل الذي يؤدّي إلى انتاج وبعكسه يكون واجبًا عليه أن يترك مكانه لشخص آخر يفيد رياضتنا وليذهب هو ليمارس أي عمل يراه مناسبا له !

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

تكريم شريك المُنجَز الرياضي

  سمير السعد في عالم الرياضة، حيث المنافسة الشرسة والتحدّيات الكُبرى، يلعب الصحفي دورًا لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *