عولمة الدوري العراقي!

 

سعد المشعل

قريبًا سينطلق دوري المحترفين 2025-2024 وهو أعلى مسابقة دوري للأندية العراقية في كرة القدم التي توجّهت إداراتها بقوّة لاستقطاب عدد كبير من المدرّبين واللاعبين العرب والأجانب وهي بالتأكيد خطوة إيجابيّة تستفيد منها رياضتنا بوجود شخصيّات رياضيّة متطوّرة في أختصاصها كالعالمي البرتغالي لويس فيغو وغيره من نجوم الكرة العالميّة، توجّهت الإدارات الرياضيّة للتفاهم والتعاقد مع مَن يفيدهم ويخدم ناديهم في البطولة المُقبلة لتكون الأعمدة الأساسيّة لنجاحات فرقهم.

بالتأكيد إنه عمل معقد واستراتيجي يتضمّن خبرة في إدارة الجوانب المختلفة من اختيار المدربين واللاعبين إلى تنفيذ فلسفة اللعبة المتماسكة والفعّالة، وهنا يحتاجون إلى الخبراء الرياضيين والمختصّين في مجال القانون الرياضي تحسّبًا من الوقوع بالخطأ.

مهمّة رئيس وأعضاء كُل الأندية الرئيسة الشروع بقرارات تتضمّن إدارة مجالات مختلفة من التخطيط والتحليل وتوفير مبالغ العقود وانتقاء الكوادر التدريبية وتعزيز صفوف الفريق بخطوطه الثلاثة باللاعبين المهمّين، لأنهم يدركون جيّدًا هنالك مشاكل وأزمات الإخلال بعقود المدربين واللاعبين خصوصًا منها التي حدثت في السنوات الأخيرة في كُل الدوريات العالم نتيجة عدم وعي بعض وكلاء الأعمال وإدارات الأندية للوائحَ التعاقدات التي حدّدها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

هناك صناعة تنافسيّة وعولمة للغاية حيث يروا أن أنديتهم تحتاج إلى التطوير والتحديث من حيث اتجاهات السوق والتقنيّات الجديدة التي تستخدم بأوراق العقود وبنودها قبل إبرامها من أجل الظفر باللاعبين المميّزين، والصراع على البقاء والمنافسة، وتحقيق الألقاب ليكونوا في المقدّمة أو تحقيق الطموح في صدارة الدوري، وكسب اللقب ليؤهّلهم للمشاركة في البطولات الخارجيّة ولأنها المسؤولة عن التخطيط وصنع القرار في تحقيق آمال الجماهير العاشقة لأنديتهم يجب أن يتوخوا الحذر قبل توقيع أي عقد ودراسته من كُل الجوانب.

لا بدّ من الإلمام والاهتمام بكُلّ بنود عقود المدربين واللاعبين العرب والأجانب المحترفين في دوري نجوم العرق لكرة القدم، لئلا تقع الأندية أو اللاعبين والمدربين تحت طائلة العقوبات والغرامات الماليّة والبنود الجزائيّة أثناء الإنهاء الفوري للعقود المُبرمة بينهما، كون اختلاف الدوريّات وأنظمتها قد تسبّب أزمة في إبرام العقود وخاصّة بين دوريّات من قارّات مختلفة لأنها لا تخضع لعقود نموذجيّة محدّدة سلفاً، ويجب عليهم أن ينتبهوا ويتأنوا بالاختيارات الصائبة والابتعاد عن التسرّع في سباق كسب المحترفين وتنافس الأندية مع غيرها بالإضافة إلى رواتب اللاعبين في حالة الإصابات والأزمات وحفظ الحقوق المتبادلة بين الطرفين.

أحّد أهم جوانب الإدارة الرياضيّة هو اختيار اللاعبين والحصول على الموهوبين منهم من المحلّيين وتعزيز الصفوف بالمحترفين، فيجب على الأندية الأحسان باختيار اللاعبين الذين يتكيّفون بشكل أفضل مع احتياجات الفريق وأسلوب وطريقة اللعب الذي سيقدّمه داخل أرض الملعب وأمام خصومهم.

سؤالنا الى جميع إدارات الأندية هل قدّمت دراسة منهجيّة وتعريف الأهداف على المدى الطويل وتوضيح تقويم المنافسة والتدريب والتخطيط والتأكّد من الأمور الماليّة للفريق الذي يحتاج إلى ميزانيّة كافية وفعّالة الممنوحة من وزارة الرياضة أو الاتحاد العراقي لكرة القدم والوزارات والمؤسّسات التي تنتمي إليها الأندية لتكون قادرة على المنافسة في سوق الانتقالات، وتجهيز مساكن المدرّبين واللاعبين والتي تختلف تمامًا عن وضع اللاعبين السابقين، كذلك نوعيّة الطعام وتوفير وسائل النقل وما يتطلّبه المدربون من وسائل إيضاح أثناء الوحدات التدريبيّة وغيرها من الأمور الأخرى.

نرى أن الأندية هذا الموسم تختلف أختلافًا جذريًّا عن المواسم السابقة لأنها فتحت خزائنها أمام الأحتراف الخارجي والحصول على خدمات مدرّبين عالميين وعرب متميّزين ولاعبين من دول أمريكا اللاتينية والأوروبيّة والأفريقيّة والآسيويّة وهذه الخطوات الجبّارة تحتاج إلى الخبرة في إنجاز صفقاتها، ونتمنى أن نرى موسمًا مغايرًا عن المواسم الأخرى من حيث الأداء والتنافس الشريف الذي يجعل من كرتنا تتطوّر وتعود بالفائدة لاختيار موهوبين جُدد من اللاعبين المحلّيين بعد أنسجامهم مع المحترفين وتطبيق أفكار المدرّبين العالميين لرفدهم منتخباتنا الوطنية وهُم يشاركون أنديتهم مع مدربين ولاعبين كبار على مستوى العالم. 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *