عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

 

أسامة فلفل*

وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب الطويل والمسيرة مؤلم، لكن عشق فلسطين وطن ودرب الشهادة والشهداء يدفعنا للشوق والحنين، بهذه الكلمات المُفعمة بالأمل والنصر قال سُفراء بعثة فلسطين في أولمبياد باريس 2024، تأريخ نضالنا الرياضي والوطني يدرك أن إنجازات الرياضة الفلسطينيّة محفور على الجبين وفي سِفر وكتب ومجلّدات التأريخ.

أمس ( الجمعة) بقلوب موجوعة وقف أبطال فلسطين وسُفراء الرياضة الفلسطينيّة بكبرياء وسط قارب نهر السين لافتتاح دورة الألعاب الأولمبيّة 2024، وهُم يتحدّون الظروف القهريّة ويلوّحون بالعلم الفلسطيني وبكوفيّة الثورة، يردّدون “أن ملح الأرض يعرف وتراب زهرة المدائن يحكي قصّة ورحلة نضال وعطاء وكفاح لا تنتهي”.

فـ “رمال ترابك” يا وطن الشهداء تشكّل لنا عنصر البقاء على هذه الأرض أم الأرض سيّدة الأرض وتدفعنا بالعودة لعرينك بالإنجازات.

ويضيفون .. نحن بشوق كبير للمنازلات من أجل صناعة وإضافة الإنجازات من أجل عيونك ونعرف ونقدّر حجم شجونك.

أمل العودة بالإنجازات يا وطن الشهداء يتوهّج، ومتفائلون، وحتمًا عائدون بإنجازات جديدة لأرض النخيل والزعتر والزيتون.

فالعهد والقسم أن نصون وصيّة الشهداء ونكون صوت وسُفراء فلسطين والرياضة الفلسطينيّة.

اليوم في الغربة والمنافي ومراكز الإيواء جماهير شعبنا وأبطال وسُفراء الرياضة الفلسطينيّة يسطّرون ويكتبون بدمع العيون حكايات رحلة الغربة والنزوح القسري وألم الفراق، وظروف المشاركة برغم كُل الظروف القاسية والتحدّيات العاصفة فما زالت أبراج شاهقة من الأماني والأحلام ترواد كُل جماهير شعبنا المشرّدين والنازحين والرياضيين بتحقيق المستحيل.

فكم من ساعات وليالٍ موحشة حزينة مؤلِمة مرّت بسبب العدوان وحرب الإبادة الجماعيّة؟

لكن استعلاء التوكّل وكبرياء الانتماء لكَ ياوطن الشهداء يدفعنا دومًا للتضحية واجتراح البطولات وإضافة الإنجازات والحنين لترابك، وسهولك، وجبالك وبساتينك، ولبياراتك وسماء فضاءك وبرتقال وليمون الساحل وزيتون الجبل .. ولدِماء الشهداء الطاهرة الزكيّة.

* كاتب وباحث ومؤرخ رياضي فلسطيني

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *