علاقة الجماهير بالمنتخب!

 

سامر الياس سعيد

في التصفيات الموندياليّة السابقة التي كان منتخبنا الوطني لكرة القدم مشاركًا فيها، حظي بفرصة مهمّة بوقوعه في مجموعة سهلة نسبيًّا كانت تمكّنه من الوصول إلى مونديال قطر 2022 بكُلّ يسر وسهولة، إلا أن العديد من المشاكل التي طرأت على واقع المنتخب جعلته بعيدًا عن تحقيق المأمول منه في كسب البطاقة المؤهّلة الثانية بتأريخه بعد المشاركة الأولى اليتيمة في مونديال المكسيك عام 1986.

كُلّنا يستذكر العلاقة التي كانت تربط الجمهور العراقي بالمنتخب، لا بل كانت مواقع التواصل تستنزف طاقاتها للتنمّر والسخرية من بعض اللاعبين، بينما كانت المقارنات تعقد لإبراز قدرة المدرّب وأهليته بالوصول بسفينة المنتخب إلى برّ الأمان عبر التأهّل الذي حُرم منه لتفاصيل بسيطة وجزئيّات أفقدتنا تلك البطاقة التي كانت نظريًّا في متناول اليد!  

واستذكر أيضاً تلك المقارنات التي كانت تعقد بين اللاعب المحلّي والمحترف وقدرتهما في الوصول بسفينة المنتخب إلى تحقيق النتائج المهمّة وكانت بعض المواقع ترتكز على تلك التفاصيل لتثير نيران تشتعل مع كُل مباراة في إبراز طاقة كُل لاعب من هؤلاء اللاعبين من دون إبراز حقيقة أن كلا اللاعبين هُم في خدمة المنتخب بعيدًا عن ضيق تلك المسمّيات، فاتذكر كيف كان يؤدّي اللاعب جستن ميرام أو غيره من اللاعبين، لكن سِهام النقد كانت تدعو للتخلّي عن تلك العيّنة من اللاعبين والإبقاء على بعض الاسماء حتى فقدنا جيلاً كرويًّا كنا نمني النفس بذهابهِ بعيدًا.  

أما اليوم فقد غابت تلك الغيمة السوداء التي كانت تلبّد أجواء المنتخب، وزادت حلكة بعد نهاية إحدى تلك المباريات بمشاهد حفلت باعتداءات غير مبرّرة من بعض الجماهير على لاعبي منتخبنا لتحقيقه نتيجة غير مرجوّة بعد نهاية تلك المباراة، أما اليوم فالعلاقة التي تربط الجماهير مع المنتخب هي على ما يرام حيث غابت تلك السحابة لتحلّ معها شمس الانتصارات التي لطالما حققها المنتخب، والثقة التي تملأ الجماهير بالمستويات التي يقدّمها لاعبونا حتى أن هنالك بعض العبارات التي استوقفتني في تعليق بعض تلك المواقع على نخبة من النجوم الجُدد للمنتخب ممّن زجّ بهم المدرب كاساس في إطار المباراتين الأخيرتين التي واجه خلالهما منتخبنا المنتخبين الإندونيسي والفيتنامي، فقد احتفلت بعض المواقع بما قدّمه الاكتشاف العراقي الجديد ممثلاً باللاعب آكام هاشم الذي انطلق من ملاعب أربيل ليكون على أهبة الاستعداد بتقديم المستوى المأمول منه في إطار مباراتنا الأخيرة أمام فيتنام إلى جانب ما حققه اللاعب حسين علي وهو يؤدّي مباراته الثانية أمام المنتخب ذاته محققاً هدفاً مميّزاً شبّههُ بعض المحلّلين بهدف اللاعب السابق عدنان درجال قبل نحو أكثر من أربعة عقود في مرمى “الشمشون” الكوري.  

هذه العلاقة المميّزة بين جمهورنا ولاعبينا لا بدّ أن تكون لها مُعطيات مهمّة لدعم مسيرة المنتخب في مشواره الحاسم الذي سينطلق في أيلول القادم  والتوظيف ينبغي بإبراز نخب اجتماعيّة وثقافيّة تقف مع المنتخب مؤازرة ومساندة له دون العودة إلى بعض الخلافات التي بدت تطفو على السطح  بين عدد من المشجّعين الرئيسيين الذين باتوا يُمرِّرون بخلافاتهم صورًا مشوّهة عن إطار التشجيع الذي ينبغي عليه أن يسمو لإعلاء اسم العراق عاليًا دون الخوض بتفاصيل الاسقاط وتوزيع الانتقادات والتنمّر من هذا وذاك على حساب المعنى الرئيسي والهدف الأسمى بمؤازرة المنتخب الوطني في مشواره المُرتقب.  

 

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *