عقد كاساس   

 

سامر الياس سعيد

لا شكّ في أن الغموض والإثارة دائمًا ما تتجدّد كُل ما تعلّق الأمر بعقد المدرب الإسباني كاساس لتعيدنا حلقات هذا المسلسل المتصلة بطريقة التعاقدات التي أبرمت مع مدربين سابقين أحسنوا معها إجادة الدور في استنزاف الثغرات القانونيّة الموجودة في العقد للخروج من أزمة تدريب منتخباتنا بأقل الأضرار بالنسبة لهم.

قبل نحو شهر بالتحديد من انطلاقة المباراة الحاسمة التي ستجري في إطار تصفيات الحسم بالنسبة لمنتخبنا الوطني حيث سيواجه من خلالها المنتخب العُماني، بدأت مواقع التواصل تحكي عن عقد كاساس  وامكانيّة فسخه من جانب المدرب بناءً على بعض البنود التي تتيح له ذلك لتعيدنا مثل تلك الأزمة إلى أزمات مماثلة مرّ بها المنتخب لعلّ أبرزها حينما ترك المدرب ديك أدفوكات تدريب المنتخب على حين غرّة دون إبراز الأسباب التي دعته لذلك، مع أنه قاد المنتخب بدءاً من نهاية تموز عام 2021 لتنتهي رحلته مع المنتخب بعد ثلاثة أشهر فقط وبالتحديد في 23 تشرين الثاني من العام ذاته!  

وبقدر استبشار الوسط الرياضي بالتعاقد مع مدرب من نوعيّة أدفوكات، لكن رحيله المفاجئ بدا غامضاً  حتى مع الإبقاء على مساعده ليحلّ على رأس الجهاز الفني الذي ترسّخت في الذاكرة طريقة اقتحامه لملعب المباراة التي جمعتنا بالمنتخب العُماني في أولى مباريات المنتخب في إطار بطولة العرب ورجائه لللاعب أيمن حسين بعدم تنفيذ ركلة الترجيح التي منحتنا التعادل، لكن بقدم حسن عبد الكريم الملقب بـ (قوقية).  

كما نستذكر أيضاً في سلسلة الاستذكارات ما أسهم به المدرب البرازيلي زيكو لدى قيادته المنتخب، وذلك بدأ من آب عام 2011 وانتهاءً بتركه للمنتخب على خلفيّة الهواجس الأمنيّة التي كان يشكو منها عند شهر تشرين الثاني من عام 2012 لكن عمومًا مثلت قيادة المدرب زيكو كفترة غنيّة بالمعطيات الإيجابيّة التي انعكست عمومًا على واقع المنتخب دون أن تستمرّ مثل تلك الفترة المهمّة من عُمر المنتخب حيث كان بقاء المدرب زيكو مع منتخبنا الوطني حافلاً بمعطيات أهمّها منح اللاعبين ذات المستويات المهمّة الفرصة بالاستمرار بتمثيل المنتخب وإبعاد الاسماء التي لا تناسب رتم المنتخب، وليست على مستوى عال من  إحراز أي تقدّم مع تمثيلها للمنتخب.

كان المدرب زيكو يمتلك نظرة ثاقبة تمامًا كمثل التي يمتلكها اليوم المدرب كاساس في إعادة المسار الصحيح وتهيئته لواقع المنتخب وتلبية احتياجاته البدنيّة وتغييب روح الفرديّة وإحلال بدلاً عنها اللعب الجماعي الذي يسهم بلاشك بالانسجام والترابط بعد أن كان منتخبنا ينوء تحت فرضيّات الأولويّة للاعب المحلّي ومحاربة المحترفين وغيرها من الأمراض التي عانى منها منتخبنا في محطّاته المتتالية.  

أما عن عقد كاساس فربّما يمثل السرّ الأكبر في إثارة الغموض ويجعل وسطنا الرياضي يعيش هواجس أو كوابيس ترك المدرب المذكور للمنتخب في أي فرصة متاحة، فمواجهتنا أمام المنتخب العُماني والمُرتقبة في مطلع أيلول القادم لم تجلِ موقف منتخبنا ومشواره الإعدادي بقدر الإعلان عن بعض الاسماء التي استبعدها كاساس نتيجة رؤيته بعد أن قدّم المنتخب الأولمبي كُل ما لديه إثر مشاركته بمسابقة كرة القدم حيث خرج خالي الوفاض بفوز وحيد وخسارتين لتتجلّى رؤية المدرب كاساس نحو الأنسب لتمثيل المنتخب وقدرته على تحقيق الأفضل في المواجهة التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أسابيع قليلة.  

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *