ضجّة (البلوكر والليوث)!

 

انتصار السراج

قبل ثلاثة أيام، انتشر خبر زيارة (بلوكر) عراقية مقيمة في فرنسا لمقر بعثة المنتخب الأولمبي لكرة القدم عموم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفتعل ومبالغ! من خلال التقاط صور عدّة لـ (البلوكر) مع اللاعبين وأثيرت موجة كبيرة من التساؤلات واللغط حول سبب تواجد (الفتاة) داخل أروقة الفندق الذي يقيم فيه المنتخب الأولمبي لتوثيق صور ومقاطع فيديو مع (الليوث) برغم كُل التشدّدات التي يضعها الكادر التدريبي والإداري عليهم في هكذا بطولات مهمّة؟!

وبحسب ما قرأت وما سمعت من أحّد أعضاء الكادر الإداري للمنتخب بأن تلك الفتاة جاءت برفقة عائلتها إلى مقر إقامة المنتخب الأولمبي وطلبت من إدارة المنتخب التقاط الصور التذكاريّة مع اللاعبين وإن إدارة المنتخب وافقت على هذه الخطوة! وهي خطوة طبيعيّة ولا أجد فيها أيّة إساءة لا للاعبين ولا للكادر التدريبي للمنتخب والكل يعرف ( والحديث مازال للإداري ) أن التقاط صور تذكاريّة متداول في أغلب دول العالم ولن يأخذ كُل تلك الضجّة التي حدثت مع هذه الفتاة!

هنا أودُّ أن أذكر بعض النقاط التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار، النقطة الأولى إذا ما أراد الكادر التدريبي أو الإداري إحاطة المنتخب بنوع من التحفظ وعدم الاختلاط مع الناس عامّة أو المُشجّعين خاصّة فهذه نقطة تسجّل ضدّهم، فليس من المعقول أن تقوم فتاة بأخذ هذه المجموعة من الصور مع جميع اللاعبين تقريبًا دون أن يكون هنالك دارية أو علم لدى الكادر الإداري للمنتخب الأولمبي المسؤول الأوّل عن تنظيم جميع هذا الأمور التي مُمكن ان تحدث داخل صفوف أي منتخب خاصّة وأنه يقيم في فندق عام وليس بمقرّ إقامة خاصة بالمنتخب، وأن إمكانيّة التصدّي لهكذا أمور قد يكون أمرًا صعبًا للغاية.

والتساؤل الآخر لماذا لم يتم منع الفتاة من التوقف لالتقاط الصور مع الصورة الأولى أو الثانية؟ إذا كان هذا الموضوع يُعد مخالفة تستحقّ كُل تلك الضجّة؟   

هناك ملاحظة سمعتها من إداري الفريق بأن الفتاة قد دخلت لمقرّ الإقامة من أجل (تبديل القميص الخاص بها بآخر) وهذا يعني أن إدارة المنتخب كانت على دراية بدخول الفتاة لالتقاط الصور التذكاريّة مع اللاعبين وهو أمر طبيعي وموجود في أغلب الدول ولا نجد مبرّر أو سبب يمنع حصول شيء مثل هذا كون المنتخب ولاعبيه هو ملك للجميع وحُلم الكثير من الجماهير هو التقاط الصور معهم إذا ما سمحت لهم الظروف بذلك!

لكن ما جلب انتباهي هو ردّة الفعل (المُبالغ فيها) من قبل الكادر التدريبي للمنتخب بإبعاد أحّد لاعبي المنتخب على الرغم من سماح إدارة المنتخب للفتاة بالتقاط الصور مع اللاعبين وأنا على يقين لو أن اللاعبين رفضوا التصوير مع هذه الفتاة أو غيرها لتعرّضوا لموجة من الانتقادات الكبيرة بتهمة (التكبّر) والمزيد من المفردات التي سيُلصقها الشارع الرياضي بهم.

ترى لو أنّ شابًّا هو من التقط صور مع وفد المنتخب هل ستثار مثل هكذا ضجّة؟ أم أنه سيكون موضوعًا طبيعيًّاً ويُنسى بعد ساعات؟

كرة القدم تطوّرت كثيرًا وأصبحت الرياضة تحظى باهتمام واسع وكبير من الجميع سواءً رجالاً أم نساءً، والتقاط الصور التذكاريّة بات من الأمور الاعتياديّة والتعارف عليها من قبل الجميع وهو ليس عيبًا أو شيئاً خادِشًا للحياء، بل هو نابع من حُب الوطن والمنتخب ويجب على الجميع في هذه الفترة الحسّاسة من البطولة أن يتحلّى بالحلم وأن يبتعد عن كُل ما من شأنه أن يعكّر صفو اللاعبين وكادرهم التدريبي، وأن لا نسمح (للمتصيّدين بالماء العكر) تعكير صفو الأجواء داخل المنتخب، وإن التجاوز عن الأخطاء وإن حصلت يجب أن يكون حاضر، وأن نؤازر المنتخب في هذه المرحلة الحاسمة وأن لا نكون ممّن ينتظر الفرصة للتسقيط باللاعبين والكادر التدريبي بسبب أتفه الأسباب!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *