شهده “عمّان الدولي” .. لا مستحيل أمام ” أسود الرافدين “

 

4 أهداف في رُبع ساعة تسطّر ملحمة كرويّة نادرة في عالم اللعبة

القائم الأردني يردُّ 3 ركلات ترجيح ويحرم منتخبنا من الذهب!

بطاقة ظالمة تضع المدرب ناجح حمود على المدرّجات! 

كتب: صلاح الفتلاوي

ما حدث في ملعب عمّان الدولي، مساء يوم الثلاثاء الحادي والثلاثين  من آب عام 1999، لا يمكن أن يبرح الذاكرة بسهولة، بل أجزم أنه لن يتكرّر في ملاعب العالم، إلا في حالات قد تكون نادرة. (فوز) تدعو قرّائها الكرام لاستذكار تلك الملحمة الكرويّة بتفاصيلها المثيرة عبر هذه السطور :

الصراع  على الذهب

في تلك الأمسية التأريخيّة شهد ملعب عمّان الدولي المباراة النهائيّة لمسابقة كرة القدم في الدورة الرياضيّة العربيّة والتي جرت بين منتخبنا الوطني وشقيقه الأردني بحضور رسمي وجماهيري غفير من انصار المنتخبين، وقادها الحكم الدولي المصري جمال الغندور، وانتهى وقتها الأصلي بتعادل الطرفين بأربعة أهداف لكلّ منهما، ثم استمرّ التعادل بهذه النتيجة خلال الوقت المضاف قبل أن تخذل ركلات الترجيح منتخبنا وتبتسم للأشقاء ليظفروا بالوسام الذهبي،  بينما حصل منتخبنا على الوسام الفضّي أما الوسام النحاسي فذهب للمنتخب الفلسطيني بعد انسحاب منافسه المنتخب الليبي.

هذه السطور تلخص واقع المباراة بشكله الظاهري، لكنها بالحقيقة تضمّنت أحداثاً مثيرة ومتقلّبات سريعة جعلتها من المباريات التي لا تنسى.

تقدّم أردني صادِم 

لم يدر بخلد أحّد من المتابعين والمُراقبين وحتى الجمهور أن يتقدّم المنتخب الأردني بأربعة أهداف دون مقابل حتى الدقيقة 73 من عمر المباراة، لكن ذلك ما حدث بالفعل وسط اندفاع المنتخب الشقيق المتسلّح بالأرض والجمهور والمعنويّات والظروف الساندة الأخرى! ولم تمض إلا نصف ساعة حتى حصل “النشامى” على ركلة جزاء  ترجمها عبدالله أبو زمع إلى هدف السبق الذي انتهى به الشوط الأوّل، وبعد ست دقائق من انطلاق الحصّة الثانية ضاعف بدران الشقران النتيجة مستغلاً ثغرة في عُمق دفاع منتخبنا، وفي الدقيقة 65 زاد راضي شنيشل الطين بلّة عندما أخطأ في إبعاد الكرة لتستقرّ في شباك حارسنا هاشم خميس قبل أن يعود الشقران ليبصم على الرباعيّة بضربة رأس جميلة عند الدقيقة 70.

المستحيل ليس عراقيًّا

ظنّ الكثيرون أن المباراة قد انتهت ولم يدر بخلدهم أن كتيبة الأسود ستقهر المستحيل في أقلّ من رُبع ساعة ليظهر حسام فوزي عند الدقيقة 73 مسجّلاً الهدف الأوّل تبعه بعد دقيقتين فقط بهدفٍ ثانٍ من ركلة جزاء، ثم جاء الدور  على البديل الناجح حيدر محمود الذي تكفل بتسجيل الهدف الثالث وسط انهيار صفوف المنتخب الشقيق الذي صُعق بما حصل وهو ما سهّل المهمّة أمام رزاق فرحان ليعادل النتيجة قبل انتهاء الوقت الأصلي في مفاجأة مدوّية اهتزت لها أركان الملعب ودفع ثمنها منتخبنا من خلال البطاقة الحمراء الظالمة التي طالت المدرب ناجح حمود من دون أي سبب! وبعد  انقضاء الوقت المضاف باستمرار التعادل احتكم المنتخبان لركلات الترجيح من علامة الجزاء!

 

القائم يخذل الأسود!

كانت بداية الركلات عراقيّة ونجح راضي شنيشل بالتسجيل قبل أن يعادله عبدالله أبو زمع، ثم يردّ القائم الأردني الأيمن كرة حسام فوزي برغم أن كرته ذهبت عكس اتجاه الحارس محمد أبو داود، وبالمقابل كان حارسنا هاشم خميس حاضرًا لاحباط مهمّة حسونه الشيخ، لكن القائم الأيسر كان بالمرصاد لكرة البديل رياض مزهر قبل أن يتقدّم الأشقاء عن طريق المتألّق بدران الشقران، فيما عاد القائم الأيمن ليعاند المرحوم عباس رحيم ويتكفل بمنح الفرصة للأشقاء قبل أن يؤكّدها البديل سفيان عبدالله منهيًا فصول تلك المباراة المجنونة!

أسماء محفورة بالذاكرة

قاد منتخبنا الوطني في تلك المباراة المدرب ناجح حمود، ومثله اللاعبون: هاشم خميس وخالد محمد صبار وراضي شنيشل وأحمد كاظم وياسر عبداللطيف (عباس رحيم) وحبيب جعفر (رياض مزهر) وعصام حمد (حيدر محمود) وعبدالوهاب أبوالهيل وهشام محمد ورزاق فرحان وحسام فوزي.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

وداعًا “أنور جسّام” المدرب المحترف والإنسان المتواضع

  بقلم : بهاء تاج الدين أحمد فقدت الساحة الرياضيّة العراقيّة والعربيّة أحّد أعلام كرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *