شهادات ميلاد النجوم  

 

سامر الياس سعيد

تستحقُّ بطولة أمم أوروبا 17 لعام 2024 التي تختتم غدًا (الأحد) في الملعب الأولمبي ببرلين الألمانيّة بلقاء إسبانيا وإنكلترا بالساعة 10 مساء بتوقيت بغداد، أن توصَف بكونها بطولة النجوم خصوصًا بكونها كانت بطولة توديع نجوم كبار واستقبال آخرين مؤهّلين بأن يكونوا نجوم العالم في المستقبل على غرار ما شهدته الملاعب من صراعات رونالدو والبطولات التي حققها مع فريقه حينما كان يرتدي فانيلة ريال مدريد أو ميسي  وما حققه من بطولة كأس عالم وبطولات أسهم في تحقيقها مع أقرانه من لاعبي فريقه السابق برشلونة  ليشهد العام الحالي فرصة وداع النجمين واستقبال نجوم آخرين ستكون شهادة ميلادهم الكروي ممهورة من الملاعب الألمانية حيث بطولة الأمم الأوروبية .

ولا شك في أن العالم سيختزل المباراة النهائيّة بنجمي المنتخب وهُم يامين لامال وجود بيلنغهام حيث سيكون الأول وسط أضواء الإعلام بعد هدفه الخرافي الذي سجّله في مرمى المنتخب الفرنسي ليشهد بذلك عودة فريقه، ومن ثم إدراك الهدف الثاني الذي أشّر انهيار الديك الفرنسي وامكانيّة المضي بمنتخب الماتادور إلى المباراة النهائيّة حيث انشغل العالم بعدها بمقاطع مصوّرة تظهر طفولة لامال المغربي الأصل والمقطع الدعائي الذي يظهر فيه ميسي وهو يحمّم نجم المستقبل  بحضور والديه إلى جانب مقطع آخر وهو صغير يرافق لاعبي فريق ريال مدريد في إحدى مبارياتهم  وما إلى ذلك من مقاطع تظهر اختزال النجم لامال كُل تلك المحطّات ليؤشّر بالتالي نجوميّته التي اطلق اشعاعات منها في خضم مشاركته مع ناديه برشلونة ليمهر من خلالها ختم جواز مروره للمشاركة مع المنتخب الإسباني كأصغر اللاعبين المشاركين ببطولة الأمم الأوروبية.

ربّما ستظهر الكرة روعتها حينما يستأسد هذا النجم الصغير ليكون نجم المباراة النهائيّة وتحمل البطولة  اسمه مثلما حمل مونديال المكسيك عام 1986 اسم النجم الأرجنتيني الراحل مارادونا برغم أنه كان يلعب وسط جمهرة من المدافعين ضيّقوا عليه الخناق إلا أن مهاراته كانت لها قصب السبق في إحراز الأرجنتين للقبها العالمي بفضل يديه وقدميه!

أما على الطرف الآخر، فالعالم يرتقب ما سيقدّمه جود يبنغهام  اللاعب الانكليزي الذي أثبت جدارته مع ناديه ريال مدريد في موسمه الأوّل وربّما يطلق على هذا الموسم الخرافي الذي حققه الريال باستئثاره ببطولتي الدوري الإسباني إلى جانب بطولته الأثيرة أبطال أوروبا بكونهما بطولتي بيلغنهام برغم أن الريال حقق هاتين البطولتين بفضل التشكيلة المميّزة التي أحسن قيادتها وأسهم بصقل خبرات لاعبيها المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي، وستكون المباراة النهائيّة التي سيخوضها بيلنغهام بمثابة المحكّ لابراز قدراته الكرويّة التي أفصح في جانب منها في سياق المباريات التي خاضها منتخبه برغم أن الانتقادات طالت مدرب المنتخب الإنكليزي ساوثغيت في مستهلّ البطولة كونه لم ينجح بالاسهام والكشف عمّا يحتويه منتخبه من جواهر كرويّة متلألئة خصوصًا وأن جيل الكرة الإنكليزية الحالي يمثل أمل تأريخ الكرة برغم انطلاقها من إنكلترا إلا أن البطولات العالميّة غابت عن تلك الكرة باستثناء ما حققه المنتخب الإنكليزي في مونديال عام 1966 برغم ما تحيط به من شكوك خاصّة بالمباراة النهائيّة للبطولة المذكورة .

عمومًا إن بطولة الأمم الأوروبيّة ستكون بطولة نجوم فحسب، فالمنتخب الإسباني يجدُ في امكانيّة تحقيقه للبطولة الأوروبيّة الفرصة لتأكيد امكانيّة دوريه الأكثر متابعة في العالم، بينما يسعى الإنكليز لإعادة الكرة إلى موطنها الأصلي بالقبض على الكأس الأوروبية وإبراز حقيقة أن دوريهم هو المنافس الأكثر شعبيّة لدوري (اللاليغا) .

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *