شباب اليمن ينطلقون من “بلاد الرافدين”

 

محمد بن عبدات*

عقب خروجه المشرّف من بطولة غرب آسيا لكرة القدم التي أقيمت مؤخرًا بمدينة الطائف السعودية، يعود المنتخب اليمني للشباب هذه المرّة من بوّابة التصفيات المؤهّلة لنهائيّات كأس آسيا حيث أوقعته القرعة في مجموعة تضم إندونيسيا البلد المضيّف والمالديف وتيمور الشرقية وهي مجموعة ليست بالقوية ولن يجد صعوبة كثيرًا فيها سوى في مواجهة صاحب “الأرض والجمهور” الذي تطوّر مستوى منتخباته في السنوات الأخيرة.  

ولهذا بدأ المنتخب اليمني استعداده للتصفيات مبكّرًا من خلال إقامته معسكرًا داخليًّا في مدينة صنعاء، لعب خلاله بعض المباريات الوديّة مع فرق أندية من الدرجة الأولى  ليواصل بعدها استعداده من خلال معسكر خارجي قصير في مدينة البصرة العراقيّة من المتوقع أن يخوض فيه مباراتين ودّيتين أمام نظيرة العراقي في بادرة طيّبة من الأشقاء في العراق الحبيب الذي استعاد عافيته بقوّة في مجالات شتى ومنها الرياضة ليعود هذا الوطن الغالي كما عرفناه حاضناً لشباب ورياضيي وطننا العربي الكبير.

وما هذه الاستضافه إلاّ دليلاً على عودة الأمن والأمان والاستقرار لبلاد الرافدين.. فشيء جميل يُسعد كُل عربي، وذلك ما نأمله، هو مواصلة فتح المجال لهذه الدولة العظيمة في استضافة الأحداث الرياضيّة سوى العربيّة أو القاريّة أو الدوليّة في ظلّ نهضة شاملة تشهدها ومعها تطوّر وازدهار كبير.

 وبعيدًا عن ذلك وما سوف تسفر عنه المباراتين الاستعداديتين للمنتخبين اليمني والعراقي من نتيجتين، فإنهما ستخرجان بفائدة كبيرة لهما بكل تأكيد نظرًا لقوّة وحضور المنتخبات اليمنيّة والعراقيّة في الفئات السنيّة ومن الطبيعي سيكون تقييم الجهاز الفني للمنتخبين مهمًّا من خلاصة هذه التجربة الوديّة .

فالمنتخب اليمني الذي وصل فجر اليوم (الأربعاء) للبصرة للانطلاق بعدها نحو آسيا.. يضمُّ في شاكلته لاعبين مميّزين ومتفرّدين كرويًّا على الصعيد المحلّي أمثال “عمرالكثيري” لاعب شعب حضرموت و”حسن الكوماني” لاعب وحدة صنعاء ومعهم الهداف “عبدالعزيز مصنوم” لاعب تضامن حضرموت وغيرهم.

غادر منتخب الشباب إلى البصرة بعد أن استبعد عنصرين مهمّين من تشكيلته هُما الحارس الرائع “مبروك كامل مبروك” وزميله اللاعب “محمد فاضل” ..ولهذا وجّه بعض المتابعين والمهتمّين نقدًا لاذعًا للجهاز الفني في استبعاد هذا الثنائي خاصّة الحارس مبروك في ظلّ مستوى غير مُطمئن في حراسة مرمى المنتخب! وهذا ما أظهرته مباريات بطولة غرب آسيا التي غاب عنها مبروك أيضًا إلا أنه تم استدعاؤه للمعسكر الداخلي وتفاجأ الكثير باستبعاده من رحلة المنتخب إلى البصرة.

ولا تخلو تشكيلة المنتخب العراقي من لاعبين أكثر تميّزاً وإبداعًا وما انتصارهم على شقيقهم البحريني قبل أيّام بثلاثيّة نظيفة إلا دليلاً على قوّة “أسود الرافدين.”

أخيرًا نقول للعراق شكرًا لهذه الاستضافة للمنتخبات العربية وماهي غريبة على بلد عُرف أهلهُ بالنخوة والكرم والضيافة.

* كاتب وناقد رياضي ومستشار وزارة الشباب والرياضة اليمنية

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *