سردار محمد يحذّر من هدر أموال المنتخب بلا قيمة فنيّة موازية!

 

* الملاك الإسباني غاب عن أهم 3 أشهر وتقاضى 312 ألف دولار!

* سماسرة العقود وراء التشبّث بصلاح عمل الأجنبي مع كرتنا

* مدرّبو منتخبات دور الـ16 لمونديال قطر يحملون الهويّة الوطنيّة

* كاتانيتش حصل على 4 ملايين دولار مقابل 107 أيام فقط!

* أدفوكات تعاقد بـ 1.6 مليون دولار ولم يحقق الفوز في 6 مباريات

* المدرب الأجنبي لا يُنجز 50% من عمل مدرّبنا الوطني

* يتهكّمون بالتحفيز عبر الأغاني ويصمتون لما يجري في الغرب!

* سوكوب أحبط “التطبيعيّة” ولم يقدّم لاعبين جُدد للوطني

* اللاعب العراقي يحتاج 72 ساعة بعد كُل مباراة في الدوري

* حكيم شاكر تسبّب بإقالة “ريكارد” في خليجي21

* ودّعنا “آسيا قطر” بأخطاء كاساس لا بقرار الحكم!

* 4 لاعبين فقط ينقذون المنتخب الوطني في كُل مأزق!

* شركة جهاز GPS تهاتفني لتجاهل الاتحاد استخدامه!

* الاتحاد مطالب باستثمار عقد (لا ليغا) في معايشات أوروبيّة

* “حمد وشاكر وقاسم” شرّفوا بلدنا بمنجزات عالميّة وقاريّة

بغداد/ إياد الصالحي

يُعد “سردار محمد”.. أحد أفضل المدربين المُخلصين للكرة العراقية، لم يتردَّد في قبول أيّة مهمّة مع طواقم المدرّبين الوطنيين أو الأجانب حتى في أصعب الظروف التي مرّ بها العراق بعد عام 2003 . أسهم في تأهيل عشرات اللاعبين الدوليين والمحلّيين، مستعيدًا لياقتهم البدنيّة برغم تدنّيها في غمار المنافسات الكبيرة، ونال ثقة رؤساء اتحاد كرة القدم الأربعة الذين تعاقبوا على تحمّل المسؤوليّة كونه من العناصر الإيجابيّة والتفاؤليّة والحماسيّة في مشاركات المنتخبات الوطنيّة لأجل إنجاحها.

مدرب اللياقة البدنيّة لمنتخبنا الوطني السابق، غاب عن الإعلام زمناً طويلاً بسبب ظروف خاصّة به، لكنه لم ينقطع عن متابعة ما يجري للكرة العراقيّة المُطالَبة في العام 2025 أن تحجز تذكرة التأهّل إلى كأس العالم 2026.
برغم التزاماته في دولة الإمارات التي يقيم فيها، فتح سردار عقله لـ ( فوز ) ومنع تيار المشاعر المتباينة في “الحُب والكراهيّة” أن يعصفَ بقلبه ويؤثر على قناعتهِ في حديث مطوَّل قصد لفت عناية الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى أن التعاقد مع الملاكات التدريبيّة الأجنبيّة لقيادة المنتخبات الوطنيّة العراقيّة بمثابة هدر مستمرّ للأموال من دون قيمة فنيّة موازية، مُبرِّرًا الأمر لعدم إحداث أي مدرّب أجنبي تغييرًا واضحًا على الفرق العراقيّة منذ عام 2003، مستشهدًا بعديد الاتحادات الوطنيّة التي استعانت بمدرّبيها المحلّيين في مونديالي قطر 2022 وأولمبياد فرنسا 2024 ووصلت إلى أدوارٍ متقدّمة في المنافسات، وأقربها أمثلة الاتحاد المغربي الذي حصل مدرب منتخبه الأولمبي “طارق السكتيوي” على الميداليّة البرونزيّة في دورة ألعاب باريس بعد أن فاز في جميع مبارياته وسجّل 16هدفاً.

للتنويه أن جزءًا كبيرًا من حديث “سردار” جرى قبل مباراتي إندونيسيا وفيتنام الأخيرتين في الدور الثاني من تصفيات آسيا المؤهّلة إلى كأس العالم 2026، وأرتأينا بالاتفاق مع ضيفنا تأجيل نشره مُراعاة لظروف المنتخب الوطني، إلا أن ما أثير مؤخرًا عن اختلاف الآراء حول قيمة عقد المدير الفني الإسباني “خيسوس كاساس” المُراد زيادته مع الكادر التدريبي قبيل ثلاثة أشهر تقريبًا من موعد تجديد العقد المُثبّت في تشرين الثاني من كُل عام، حتّم علينا نشر الحديث اليوم بمحاوره المتشعّبة، عملاً بحريّة الرأي لمدرّب “صدوق” عُدَّ الوحيد بين أعضاء الملاكات التدريبيّة الوطنيّة عملاً مع أربعة مدرّبين أجانب مرّوا على منتخبنا ما بعد عام 2003 ومُضطلِع بما يدور في بيئة الاحتراف الكروي حيث يقيم منذ سنوات طويلة في دولة الإمارات.

نسب السماسرة!
بداية يقول سردار: لا بدّ أن نُقرَّ أوّلاً بمن يقف وراء التشبُّث بصلاح عمل المدرب الأجنبي للكرة العراقية وهُم “سماسرة العقود” الذين يفضّلون مصالحهم الشخصيّة للحصول على نسب ماليّة من كُل عقد، كون من الصعب حصولهم عليها من المدرّبين العراقيين إلا بقدر حصّتهم القانونيّة المُتفق عليها، ويمكن لأي متابع حذق لحصيلة عمل المدرّبين الأجانب أن يخرج بخيبة أمل كبيرة لعدم استفادة كرتنا من جميعهم، وثانيًا أن أغلب منتخبات الدول المتقدّمة وبعدها الطامحة للتطوير تعتمد على المدرّبين الوطنيين، ولنا في كأس العالم 2022 التي ضيّفتها قطر الدليل القاطع، فجميع مدرّبي منتخبات دور الـ 16 يحملون الهويّة الوطنيّة ومثلهم أغلب مَنْ ودَّع المنافسة من مرحلة المجموعات!

نقاط زيكو!
وبيّن سردار: سبق أن وقّع المدرب البرازيلي “زيكو” عقده مع اتحاد الكرة في الأوّل من تشرين الثاني عام 2011، مقابل 2,5 مليون دولار، وأعلن في الشهر ذاته من العام التالي إنهاء العقد من طرفه فقط، وعدّهُ لاغيًا لعدم احترام الاتحاد الشروط الرسميّة بينهما “على حدِّ تعبير زيكو” ووقتها الكثير من متابعي المنتخب تحت عهدتهِ أشادوا بمنحهِ فرصة المشاركة للاعبين شباب أمام اليابان وتناسوا أن كُل لاعب لديه أكثر من 40 مباراة دوليّة، ومع ذلك لم يحقق “زيكو” سوى 5 نقاط في مجموعتنا!

أيام كاتانيتش
واسترسل سردار: في تجربتي مع المدرّب السلوفيني “ستريشكو كاتانيتش” وجدتُ أن مدّة تواجده في السنة الأولى 2019 من عقده البالغ 3 سنوات مع الاتحاد برئاسة “عبدالخالق مسعود” لغرض تدريب المنتخب بلغت 54 يومًا فقط مع المباريات الرسميّة والوديّة، وفي عام 2020 انتشر وباء كورونا في العالم كُلّه ولم يتواجد المدرب خلال 11 شهرًا، ومع ذلك أخذ مستحقات عقده كاملة، وفي السنة الثالثة درّب لمدّة 63 يومًا فقط لغاية 31 تموز2021 حيث أكملت الهيئة التطبيعيّة للاتحاد العراقي لكرة القدم اتفاقها الرسمي مع المدرب الهولندي “ديك أدفوكات” لتدريب منتخبنا خلفاً لـ “كاتانيتش” أي أن المبالغ التي حصل عليها السلوفيني خلال مدّة عقده من ضمنها تذاكر السفر ما تقارب 4 ملايين دولار مقابل قيامه بالتدريب لـ 107 أيام فقط! فماذا تغيّر في المنتخب تحت إشرافه؟ لا شيء لأنه لا يمكن لهذا المدرب أو غيره أن يصنع منتخباً قويًّاً خلال 10 وحدات تدريبيّة!

فرصة أدفوكات!
وواصل مدرب اللياقة قوله: تعاقد المدرب الهولندي العالمي “ديك أدفوكات” مع الاتحاد في 31 تموز 2021 خلفاً لـ “كاتانيتش” بعقد بلغ 1.6 مليون دولار لم يستطع تحقيق فوز واحد خلال 6 مباريات في أسهل فرصة توفرت للعراق بهدف التأهّل إلى كأس العالم 2022 واستقال بعد أربعة أشهر وقبل أسبوع واحد من المشاركة في بطولة كأس العرب في الدوحة، ليمنح الاتحاد المهمّة إلى خلفه المونتينيغري “زيليكو بتروفيتش” في 27 تشرين الثاني2021 بعقدٍ قيمته 450 ألف دولار ثم أقاله مطلع شهر شباط 2022 لسوء النتائج! وكذلك مدرب المنتخب الأولمبي التشيكي “ميروسلاف سوكوب” الذي تعاقدت معه الهيئة التطبيعيّة في 13 حزيران 2021 وأحبطها لعدم تحقيقه النتائج الجيّدة، ولم يقدِّم لاعبين جُدد للمنتخب الأوّل، وانتهى عقده بلا تجديد بعد خسارة منتخبنا الأولمبي من نظيره الأوزبكي بفارق ركلات الجزاء (3-2) مودّعًا منافسات بطولة آسيا تحت 23 عامًا من مرحلة رُبع النهائي في 11 حزيران 2022!

ريكارد .. ومانشيني!!
وبشأن التدريب في منطقة الخليج أفاد سردار: لنا في تجربة الاتحاد السعودي لكرة القدم خير مثال حيث أناط مهمّة التدريب للهولندي “فرانك ريكارد” للأعوام (2013-2011) وأقالهُ بعد الخسارة من منتخبنا (2-0) بقيادة المدرب الوطني حكيم شاكر في كأس الخليج 21 في البحرين ضمن المجموعة الثانية، وغادر البطولة من الدور الأوّل برغم سيرته المميّزة كونه حاصل على لقب بطل أوروبا 2006 لفريق برشلونة! وبعد سنين عدّة استعان الاتحاد السعودي بالمدرب الإيطالي الشهير “روبرتو مانشيني” لقيادة منتخبه في بطولة كأس العالم 2022 مقابل 33 مليون دولار في السنة، ماذا حقق للمنتخب الشقيق؟ ظهر الفريق عاديًّا وخرج من مرحلة المجموعات بعد تلقيه خسارتين من بولندا (2-0) والمكسيك (2-1)، ثم ودّع بطولة كأس آسيا 2023 في قطر من الدور 16 بعد الخسارة من كوريا الجنوبيّة بركلات الترجيح (4-2) والحال نفسه مع الاتحاد الإماراتي لكرة القدم الذي طلب خدمات المدرب الهولندي “بيرت فان مارفيك” في مناسبتين (خليجي قطر 2019 وتصفيات مونديال 2022) وفشل في تحقيق طموحات “الأبيض الإماراتي”!

ماذا عمل كاساس؟
وبخصوص رؤيته لمهمّة الإسباني “خيسوس كاساس” مع المنتخب الوطني منذ وصوله إلى بغداد أوّل مرّة في 5 تشرين الثاني 2022 قال: بحكم صراحتي في تقييم وضع الكرة في بلدي، أتساءل بمهنيّة عالية بعيدة عن العواطف الكاذبة التي أوهم كثير من المحسوبين على التحليل الفني جماهيرنا الوفيّة لمجاملة شخص أو إرضاء جهة ما، أتساءل ماذا عمل “كاساس” لأكثر من سنة ونصف السنة على تولّيه قيادة منتخبنا الوطني لكرة القدم؟ يكفي أن عقده قبل الزيادة يثير الاستغراب، فهل من المعقول أن الملاك التدريبي الإسباني البالغ 5 أشخاص يتقاضون بمجموعهم ( 312 ألف دولار) للأشهر الثلاثة (حزيران وتموز وآب) لعام 2024 لم يتواجدوا في العاصمة بغداد لمتابعة منافسات الأدوار الأخيرة من الدوري؟
وتابع :لم يحضر الملاك الإسباني منافسات أولمبياد باريس مثل بقيّة مدربي المنتخبات الوطنيّة لمواكبة اللاعبين تحت 23 عامًا، أي منذ انتهاء مباراتنا مع فيتنام في البصرة يوم 11 حزيران 2024 ظلّ المدير الفني وطاقمه يتواصل عبر (الدائرة التلفازيّة)! لذلك أرى أنه كُل ما يثار حول أهميّة بقاء “كاساس” هو مجرّد هالة إعلاميّة بلا هدف..! كوننا لم نستفد منه بشيء جديد..! ومن يُذكِّرنا بإنجاز كأس الخليج 25 في البصرة أقول له مَن بقي مِن لاعبي منتخب الإنجاز اليوم؟ أربعة فقط (أيمن حسين وإبراهيم بايش وأمير العماري وجلال حسن)! لماذا.. وأين البقيّة؟ معنى ذلك أنه تسلّم منتخبًا جاهزًا من المدرّب راضي شنيشل وشارك في البطولة الخليجيّة ونجح بهم! وبالنسبة لبطولة كأس آسيا قطر كانون الثاني الماضي كانت المحكّ المُهمّ لكاساس، وأخفق فيها إثر خروج منتخبنا من دور الـ 16 ولم يستطع مُعالجة أخطاء كثيرة رافقتهُ قبل وأثناء المنافسة!

أخطاء المدرب
وشدّد سردار على أن: منتخبنا خرج بأخطاء مدرّبه وليس بقرار الحكم الإيراني “علي رضا فاغهاني” بدليل أن منتخب فيتنام الذي جاء بالمستوى الثالث في قرعة البطولة، لعب معنا يوم 24 كانون الثاني 2024 بالجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات، وطُرِدَ لاعبه “فان كانج كوات” في الدقيقة 45 لكن مدرّبه ولاعبيه لم يستسلموا وسجّلوا هدف التعادل في مرمانا بالدقيقة 90 عن طريق (نغوين كوانغ هاي) ولم نتمكّن من عبورهم إلا بالوقت القاتل عبر ركلة جزاء سجّل منها أيمن حسين هدف الحسم لتنتهي المباراة بفوزنا الصعب (2-3)!

دقائق أمام الأردن!
ولفت سردار إلى أن “منتخبنا الوطني محظوظ بوجود (4-3) لاعبين فقط لا أكثر أنقذوه في أكثر من مأزق..! ودونهم يصبح منتخب العراق ممرًّا سهلاً للفرق المتواضعة! ولن يكون لـ “كاساس” أي تأثير عليه! بل وحتى مدرب اللياقة البدنيّة “خافيير سانشيز” لو كانت لديه معلومات دقيقة عن الحالة البدنيّة للاعبين لما خسرنا أمام الأردن وخاصّة أثناء العشرين دقيقة الأخيرة من المباراة حيث أرتكب “كاساس” أخطاء تكتيكيّة قاتلة وذاد “جلال حسن” عن مرمانا بفدائيّة عالية، وفي المقابل وقف جميع اللاعبين في أماكنهم وسلّموا المباراة لمنافسهم! ولو لعبنا شوطين إضافيين لخسرنا بنتيجة كبيرة!

جهاز  التتبع GPS
وبشأن الحالة البدنيّة لأسود الرافدين في البطولة القاريّة، قال: لم يكن المنتخب يستحقّ الوصول إلى نهائي بطولة كأس آسيا قطر 2023 مثلما روّج بعض المستفيدين، وحتى فوزه على اليابان جاء بلمسات فرديّة وليس بأداء جماعي، فالجانب الفني وحتى البدني لا يؤهّله لاجتياز الأدوار الأخرى، وللأسف لم يستخدم الملاك التدريبي جهاز التتبّع الحديث GPS لجمع البيانات وحفظها عن كُل لاعب لتكون تحت يد مدرب اللياقة بغية تحسين المستوى اللياقي في التمرين اللاحق، وللعلم جلبتُ هذا الجهاز للاتحاد قبل تعيين المدرب “ستريشكو كاتانيتش” ولا أعرف سبب عدم استخدامه حاليًّا بينما الشركة المُصنعة تهاتفني بين الحين والآخر مستفسِرةً عن عدم تشغيله وقرب انتهاء صلاحيّة الاشتراك!

لياقة الدقائق الأخيرة!
وعن سبب انخفاض لياقة اللاعب العراقي ومنحه الفرص لمنافسيه لتسجيل الأهداف في الدقائق الأخيرة، قال سردار: لا يمكن لأي مدرّب مهما كانت خبرته كبيرة أن يرفع لياقة اللاعب 1% حين يلتحق بالمنتخب قبل المباراة بـ 72 ساعة، وهذا ما سيُعاني منه المنتخب بانطلاق التصفيات الحاسمة في أيلول القادم، أما إذا توفرت مدّة أسبوعين أو ثلاثة يمكن له رفعها بشكل كامل، لكن هناك لاعب ربّما 5% من لياقته غير كاملة فيتم التعامل معه بشكل استثنائي، وكقاعدة عامّة إذا لم تكن جاهزيّة اللاعب في ناديه بالمستوى المطلوب فلا يتحمّل مدرب اللياقة في المنتخب انخفاضها، وفي منافسات دوري نجوم العراق 2024-2023 لا يستطيع مدرّب أي فريق تأهيل اللاعبين بسبب ضغط المباريات كُل يومين والتنقل بالسيّارة من محافظة شماليّة إلى جنوبيّة وبالعكس، فلاعب الدوري العراقي يحتاج بعد خوض كُل مباراة إلى 72 ساعة ليعود إلى وضعه الطبيعي!

 

شخصيّة مسيّرة!
وكشف سردار عن المدرب المناسب للاعبي منتخبنا: سبق أن عملتُ مع مدرّبين وطنيين وأجانب، وأقول بصدقٍ وأنا أؤمِن بذلك أن عمل الأجنبي لا يصل إلى 50% من عمل المدرب الوطني، وهناك مسألة غاية في الأهميّة أن المدرب الأجنبي يكون مُسيَّرًا من الشخص أو الجهة التي أتت به ويبقى تحت سيطرتها لاستدعاء لاعبين بعينهم وتفرض رأيها عليه، بينما الأمر ليس كذلك مع المدرب الوطني صاحب الشخصيّة المُستقلّة والمتفرّد في اتخاذ قراره الفني بثقة وقناعة حتى لو كانت نتائجه غير ملبّية للطموح، أما أن نحكم عليه بالفشل والعجز وتشنّ بعض المواقع حربًا غير نظيفة عليه فهذا مرفوض وينبغي على الاتحاد تدارك ذلك كونه المسؤول الأوّل عن كُل المدرّبين الوطنيين وأي نقد سلبي يوجّه لهم هو المعني بمعالجته أو التصدّي له عبر مكتبه الإعلامي!

 

تشريف الوطن 

وبيّن الكابتن سردار: أن المدرب العراقي شرَّف بلدنا بمنجزاته العالميّة والقاريّة، وطوّر اللعبة في دول عدّة مثل الأردن وسوريا ولبنان والإمارات وبقيّة دول الخليج، ونال أكثر من مدرّب عراقي لقب الأفضل في قارّة آسيا مثل عدنان حمد عام 2005 ويكفي إنجازه الأولمبي ( المركز الرابع في ختام مسابقة كرة القدم بأثينا- آب 2004 ) من الصعب تكراره، وحكيم شاكر الذي حقق بطولة آسيا تحت 23 عامًا في 2013، وباسم قاسم الحائز على بطولة كأس الاتحاد الآسيوي مرّتين 2016 و2018 وفاز بلقب ثاني أفضل مدرب في قارة آسيا في الاستفاء السنوي الذي أجراه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 2018 بعد “جو أويا” مدرب المنتخب الياباني وقبل المدرب “رافشان حيدروف” مدرب منتخب أوزبكستان، وعبدالغني شهد الذي قاد منتخبنا الأولمبي للتعادل مع البرازيل والدنمارك “سلبيًّا” ومع جنوب أفريقيا (1-1) في دورة “ريو دي جانيرو” الأولمبيّة عام 2016 وقدّم أروع العروض أمام نيمار وزملائه الذين واصلوا طريقهم وخطفوا ذهبيّة المسابقة بعد فوزهم على ألمانيا بركلات الترجيح (4-5) وأيضًا المدرب عبدالوهاب عبدالقادر أفضل مدرب في الدوري الإماراتي لسنين طويلة لم يأخذ استحقاقه الإعلامي في العراق! وعديد المدربين الذين عملوا في اليمن مثل فيصل عزيز وأنور جسّام وباسم قاسم حققوا منجزات مهمّة هناك.


الأغاني الحماسيّة
ويفيد سردار بقوله: أن اللعبة لا تمنح سرّها لأحّد وتبقى مفاجآتها محيّرة منذ أن وضع الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم قواعدها أوّل مرّة عام 1863، ولهذا آمل أن لا يقلّل بعض المحلّلين من قيمة المدرّبين العراقيين لمجرّد وقوع أي اخفاق ويتحدّثون عنهم بسلبيّة كون عدد كبير من المحلّلين هُم صنيعة المدرّبين الوطنيين السابقين ولا يعرفون الظروف التي عملوا تحتها، كما أنهم يتقاضون مبالغ قليلة جدًّا مقارنة بالأجانب، وللأسف هناك من يتهكّم بإسماع أحّد المدربين الأغاني الحماسيّة للاعبيه الشباب، ولكنه يصمُت عندما يسمع أن مدرّب الأرجنتين “خافيير ماسكيرانو” يستخدم الأغاني للتحفيز في أكثر من مهمّة وآخرها في أولمبياد باريس، والحال نفسه مع فريق ريال مدريد الإسباني الذي يؤدّي قبل كُل مباراة نشيده الرسمي لتحفيز نجوم “الميرنغي”.

معايشة أوروبيّة
وذكر بخصوص استثمار عقد (لا ليغا) مع الاتحاد العراقي: يفترض أن يستفيد الاتحاد من هذا العقد عبر زجّ المدرّبين الوطنيين المتميّزين في دورات نوعيّة في إسبانيا لغرض تطوير العمل التدريبي مثلما يواكب عديد مدرّبي العالم أحدث الدورات بإشراف مدرّبين عالميين سابقين، وهكذا يعمل الاتحادين الإماراتي والقطري بإرسال ثلاثة مدرّبين وطنيين للمعايشة في الأندية الأوروبيّة المتقدّمة سنويًّا خلال فترة الإعداد.

 

خبرة الوطني
ويؤكّد سردار: أن خبرة المدرب الوطني مشهودة في أكثر من مناسبة، فالمدرب “عدنان حمد” بشخصيّته القوية أعدّ المنتخب الأردني بصورة مثاليّة لبطولة كأس آسيا قطر 2023، لكن الاتحاد الأردني أقاله بسبب خلافهِ مع أحّد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وسلّم مقدّرات المنتخب للمدرب المغربي “حسين عموتة” الذي شهدت حقبته التحضيريّة لتصفيات كأس العالم 2026 ونهائيّات آسيا 2023 خسارات كبيرة، ولولا أخطاء “كاساس” لعاد الأردنيّون إلى بلدهم من دور الـ 16، وكذلك المدرب “عبدالغني شهد” الذي تسلّم المنتخب بمهمّة “طوارىء” وكنتُ ضمن ملاكه وحقق أوّل فوز للعراق في تصفيات كأس العالم 2022 على المنتخب الإماراتي (0-1) سجّله حسين علي وتعادل مع سوريا (1-1) وكان بحاجة إلى الفوز وأُهدِرَت عدّة فرص بالإمكان ترجمتها إلى أهداف، لكنه ودّع التصفيات، بينما “الأبيض الإماراتي” الذي خسر معنا ظفر ببطاقة المُلحق، وأتذكّر هنا قول مُشرف المنتخب يونس محمود بحضور الكابتن عدنان درجال أنه يجب أن يتم التعاقد مع سردار لمدّة سنتين حال تسمية المدرب الأجنبي بعدما أبدى درجال رضاه على لياقة اللاعبين في المباراتين!


تصريحات في جاكرتا
وعن مدى توازن تصريحات كاساس في المؤتمرات الصحفيّة عقب انتهاء مباريات منتخبنا، قال سردار: هو حُر في ما يريد نقله إلى الإعلام والجمهور، لكن في بعض المؤتمرات الصحفيّة يبالغ في الحذر وجسّ النبض وكأنه يلعب مع فرق أعلى منه في المستوى والتصنيف! مثلاً في مؤتمره الصحفي صباح الأربعاء الخامس من حزيران 2024 في جاكرتا قبيل مباراة صاحب الأرض أكّد (سنحاول مواجهة ارتفاع درجات الرطوبة من خلال تناول السوائل حتى لا تكون عائقاً على لاعبينا مع سير المواجهة ضد منتخب متطوّر يلعب كرة قدم حديثة) وأنا أسأله لماذا لم يطوّر المنتخب للتخلّص من الأخطاء الكثيرة في جميع المراكز؟ ولماذا لم يجد الحلول منذ وصوله إلى بغداد في تشرين الثاني عام 2022 وهي مدّة كافية جدًا لإظهار بصمته بدلاً من كلمات الثناء على فريق إندونيسيا وغيره؟
العقد الكوري
ووجّه سردار تساؤلاً آخر إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم: كيف تجرَّأ كاساس وبعث بسيرته الذاتيّة إلى الاتحاد الكوري الجنوبي بدافع عرض خدماته سواء بتحرّك منه أو من وكيله أو بطلب من الاتحاد الكوري؟ علمًا أن الأخير درس سيرة 50 مدرّباً ممّن أرسلت إليه ومن ضمنهم “كاساس” لكنه لم يكن ضمن الاسماء الخمسة التي اختارها لبدء التفاوض، وما يهمنا هنا أن المدرب خرق شرط التعاقد مع الاتحاد العراقي، وهو لم يزل أحّد موظفيه طالما أن موعد تجديد عقده لم يحن بعد، وإلا لو كان الأمر غير صحيح لأصدر بيانًا واضحًا يفيد باحترامه العقد معنا حتى يطرأ عليه التغيير بفكّ الارتباط تحت أي ظرف، ووقتها هو حُرّ بقبول العروض المقدّمة له، وبالمناسبة أن أي مدرّب أجنبي يهمّه الحصول على حقوقه الماليّة ولا تأثير للتصريحات الإعلاميّة بحُبّه للبلد والتي يروم منها كسب تعاطفه مع الجمهور، لا تأثير لكلّ ذلك على مسألة البقاء أو الرحيل بدليل أنه مرّر عبارة تفيد بتلقيه عرضًا قد يؤدّي إلى “تحسين ظرفه الرياضي والاقتصادي والشخصي” دون أن يكشف أيّة تفاصيل عنه، فهل أن قيمة عقده مع منتخب العراق قليلة؟ أترك الجواب لمن يحلّل عبارته ودوافعه منطقيًّا!

التفرّد بالقرار
واختتم سردار حديثه: أعلم أن كثير من المتابعين ربّما لا يروق لهم انتقاد المدرب أو الاتحاد، هذا الأمر لا يعنيني بقدر حرصي على سُمعة بلدي وطموحي أن يبقى فريقنا بين صفوة المنتخبات القاريّة وأن يتم منح المال العام لمن يخدم العراق ويطوّر كرته ومنتخباته، وأن تسود النظم الخاصّة بتقييم عمل أي شخص يتقاضى أمواله من خزينة الدولة بما في ذلك مدرب المنتخب لا أن ينفرد رئيس الاتحاد ومن معه في مجلس الإدارة بتقييمه ويقرّروا استمراره في ظروف لا تشكّل تصفيات المونديال الحاليّة أيّة صعوبة على أي مدرب وطني لاقتطاع تذكرة التأهّل عن مجموعته، لا سيّما أمامنا أربع مباريات سهلة في شهري (أيلول وتشرين الأوّل) القادمين كأننا نخوض منافسات (بطولة غرب آسيا) وستتضح فرصتنا تحت قيادة “كاساس” الذي نتمنى له وللاعبينا التوفيق لإهداء العراقيين إحدى بطاقات المونديال حيث ستحصل قارّة آسيا لأوّل مرّة على ثمانية مقاعد مباشرة في نهائيات البطولة القادمة بالإضافة إلى المنافسة في المُلحق وقد يرتفع عدد المتأهّلين من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى تسعة، وفي حالة التعثر لا سمح الله لا يمكن الصبر على “كاساس” واستنزاف نقاط منتخبنا مثلما حصل مع الهولندي “أدفوكات” ومرّ الاخفاق بلا مُحاسبة، وخسرنا فرصة التواجد في مونديال قطر بحسرة كبيرة!

محطاتي مع 4 مدربين أجانب

* عملتُ مع المدرب الألماني “بيرند ستانج” للفترة (2002 – 2004) وهو المدرب الوحيد الذي عمل ضمن طاقم تدريبي وطني، وجئتُ به بعد عام 2003 وكنا نؤدّي وحداتنا التدريبيّة في ملعبي “الكرخ والزوراء”. وجلب “ستانج” أموالاً طائلةً لاتحاد كرة القدم برئاسة حسين سعيد بعقد رعاية من شركة (LG) بلغت قيمته 3 ملايين دولار لمدّة سنتين، وكنت مُصاحبًا له أثناء تنسيقه لإبرام العقد مع الشركة، وهو إداري ناجح في التسويق الرياضي مع أنه كان يتقاضى راتبًا شهريًّا قليلاً من الاتحاد العراقي مقداره 10 آلاف دولار عام 2004. انتهت مهمّة “ستانج” بإذعانه لتوجيه من الحكومة الألمانيّة بضرورة إنهاء مهمّته في العراق نظرًا للظروف الأمنيّة العصيبة آنذاك.

* تواجدتُ لفترة قصيرة مع الألماني “فولفغانغ سيدكا” مدرب المنتخب في نهائيات آسيا 2011 وخرج منتخبنا من الدور رُبع النهائي بعد الخسارة من استراليا (1- 0) وكان الاتحاد العراقي قد تعاقد معه مقابل 500 ألف دولار، وبقي “سيدكا” أكثر من عام ونصف مع المنتخب بهدف قيادته في بطولة غرب آسيا وخليجي 20 باليمن ونهائيّات آسيا بالدوحة وبطولة الأردن الرباعيّة، لكنه لم يخرج من مشاركاته بنتائج طيّبة.

* وثالث المدربين الأجانب الذين رافقتهم هو الصربي “فلاديمير بتروفيتش” حيث تعاقد مع الاتحاد بمبلغ 850 الف دولار عام 2013 للمرحلة النهائيّة من التصفيات الآسيوية المؤهّلة إلى كأس العالم بالبرازيل 2014، وقاد المدرب المنتخب في أربع مباريات وتم إنهاء خدماته، ولا أعرف كم نال من استحقاق عقده!

* وأخيرًا رافقتُ السلوفيني “سريتشكو كاتانيتش” في فترة وجوده مع منتخب العراق وتحدّثت عنه في سياق محاور اللقاء.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

وداعًا “أنور جسّام” المدرب المحترف والإنسان المتواضع

  بقلم : بهاء تاج الدين أحمد فقدت الساحة الرياضيّة العراقيّة والعربيّة أحّد أعلام كرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *