رحل الأسطورة

 

محمد الجوكر

رحل الأسطورة البرازيلي ماريو زاغالو والذي تولّى تدريب منتخبنا الوطني لكرة القدم لمدّة عامين حافلين، وظلّ اسمه مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بكرتنا في أيامها “الحلوة” قاد المنتخب خلال التصفيات النهائيّة لكأس العالم 1990 في سنغافورة في تشرين الأول 1989، وتحقّقت في عهده قمّة الإنجازات واستطعنا الوصول إلى نهائيّات إيطاليا لأوّل مرّة برغم أن الأجواء كانت مغيمة وحرجة وصعبة آنذاك بسبب بعض المشكلات وأزمة إداريّة ظهرت على الساحة الرياضيّة، ومع ذلك انشغل اللاعبون والجهاز الفني بالكرة واللعب والاستمتاع وتركوا الأمور الأخرى لذوي الاختصاص وأبدعوا في سنغافورة وحقّقوا لنا الحلم بقيادة العجوز “زاغالو” فهو له مكانة مرموقة في نفوس الجماهير.

ودرّب زاغالو المنتخب في نهائيّات كأس آسيا التاسعة بقطر في كانون الأول 88، وفاز منتخبنا في هذه البطولة بهدف على اليابان سجّله لاعب الشارقة عزوز، واليوم اليابانيون نجدهم في قمّة الهرم القاري وأحّد الفرق المرشّحة للمونديال القاري والفوز به، وقاد المنتخب أيضًاً بتصفيات كأس العالم العسكريّة 1989 في بلجيكا، ويومها طرد تُحفة الخليج عبد الرزاق إبراهيم ونفّذ قرار العقوبة في أصعب المواقف خلال التصفيات النهائيّة بسنغافورة، ومن هنا زادت عزيمة لاعبينا بعد أن شعروا بالظُلم الذي تعرّض له المنتخب وتحدّوا وقهروا الصعاب بقيادة “الشيبة” صاحب التاريخ والإنجازات العالميّة.

المساحة لا تكفي لذكر تاريخ أستاذ التدريب، والذي يُعد من الأسماء الكبيرة التي ساهمت في تطوير الكرة الخليجيّة، فقد درّب في الكويت وقبل رحيله عن تدريب السعودية «فجر» أحّد أيام كأس الخليج السابعة بمسقط عام 84 عندما أخفق الأخضر في بداية مشواره بمسقط  وتم الاستغناء عنه سريعًا وخرج إلى المطار عبر سيارة ميني باص من الباب الخلفي لفندق انتركونتيننتال مسقط مقر إقامة الوفود الخليجيّة حيث نظّمت مسقط كأس الخليج أوّل مرّة وتمّت الاستعانة بالمدرب الوطني خليل الزياني بديلاً له الذي قاد بلاده إلى إنجازات لا تنسى! أبرزها الفوز بكأس الأمم الآسيوية في سنغافورة وكانت بداية العلاقة مع كأس آسيا..

وهناك معلومة نكتبها قد تكون جديدة على الكثيرين، إن زاغالو كان قد تعاقدَ مع نادي السد القطري إلا أن المسؤولين عن الكرة الإماراتيّة تواصلوا مع الأشقّاء في قطر وطلبوا زاغالو لتدريب منتخبنا فلم يتردّدوا ووافقوا على الفور من منطلق العلاقة القويّة التي تربطنا، بل إن نادي السد أرسل ممثّله عبدالعزيز العطيّة وحضر إلى أبوظبي وسلّم المسؤولين الكرة الإماراتيّة أوراق انتقال المدرب الراحل زاغالو.

حقًّا كانت أيام جميلة فيها الودّ والمحبّة بين الأشقّاء، وتشاء الصدف أن يودّعنا زاغالو قبل أن تنطلق كأس آسيا الجمعة بالدوحة.. والله من وراء القصد.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *