خطر على الرياضة!

 

محمد الجوكر

الإعلام الرياضي سلاح خطير ذو حدّين، فإذا استخدم في مساره الصحيح بالنقد الهادف البناء الذي يصبُّ في مصلحتنا حقق هدفه، أما إذا سار بمنهج آخر بعيدًا عن الصِدق والموضوعيّة فسيكون خرج عن المسار المُحدّد، ممّا يسبّب العقبات والأزمات التي لا حصر لها.

آن الأوان لتطوير الإعلام الرياضي من أجل الحِفاظ على المُكتسبات التي حققها، ومن هذا المنظور علينا أن نعطي للإعلام الرياضي العربي عامّة حقه من الاهتمام لكي يقوم بواجبه نحو هذا القطّاع العريض في اختيار العاملين بمجال الإعلام أو المساهمين فيه، ولا نترك “الحبل على الغارب”!

التعصّب في الملاعب الرياضيّة ارتدَّ أثره على الحالة الإعلاميّة، ووصل الخلاف على الهواء مباشرة بين كُل الأطراف، كُل ينتقد الآخر بطريقة غير مقبولة، ويفترض أن تكون هذه البرامج الرياضيّة تهدف إلى التوعية وحماية المجتمع الشبابي العربي، وهو عمل في رأيي يجب أن يتطوّر، لأنه الداعم الأكبر للرياضة على نبذ التعصّب بالانضباط والنظام.

رأينا كثيراً من حالات الضرب تحت الحزام وتبادل كلمات مُسيئة ممّا يسبّب لنا ولمتلقي الرسالة الإعلاميّة “التشويش” وبالأخصّ في الحوارات التي يحدث فيها احتكاك بين الزملاء بصورة مباشرة، ممّا يترك أثره على الجمهور! إضافة للشحن الإعلامي الذي نراه في بعض المواقف والمشاهد ودوره في إشعال الفتيل!

لا بدَّ من التغيير من أجل الارتفاع بمفهوم التوعية لأن العلاقة تبدو متوترة، والضيوف يتصيّدون أخطاء بعضهم لبعض، فقد تحوّلت اليوم الساحة الكرويّة إلى حلبة مُصارعة بعد أن أصبح إعلام الكرة تطبيلاً وصِراخاً ومشاجرات على الهواء وإيقاف برامج واتهامات تطارد الإعلاميين وغيره!

وما نراه اليوم في أكبر بطولتين كرويتين في “أمم أوروبا وكوبا أمريكا” بنسختيهما للعام 2024 من فوضى وشغب وخوفي من حدوث شغب جماهيري في لقاءي النهائي سواء بين إسبانيا وإنكلترا أم الأرجنتين وكولومبيا!

نحمدالله أن جماهير الكرة العربيّة لا يحدث بينها هذا الأمر، لكن بعض الإعلاميين في بعض القنوات يثيرون الفتنة ويحاولون تدمير ثقافتنا وأخلاقيّاتنا والسعي وراء الشهرة على حساب المصلحة العامّة، وفي الغرب أمرهم يختلف، فبعض الجماهير المُشاغبة لديهم أصبحوا خطرًا على لعبة كرة القدم قتلوا متعتها بسبب التصرّفات الجنونيّة من تدمير ممتلكات وخراب المُدن والملاعب، حيث تحوّل الأمر إلى معارك وحلبة مصارعة!! وهذه كارثة وخطر على الرياضة ! والله من وراء القصد.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *