خاب ظنُّهم!

 

محمد الجوكر

قدّمت اللجنة الأولمبيّة الجزائريّة شكوى رسميّة ضد الملاكمة المجريّة لوكا هاموري، التي نافست إيمان خليف، بسبب منشورات وصفت بالعنصريّة، منها صورة على حسابها على إنستغرام، لامرأة تباري “وحشًا” بالملاكمة، في إشارة إلى “إيمان” وقد أنصف توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبيّة الدوليّة، البنت الجزائريّة في مؤتمر صحافي: “إيمان خليف امرأة، وليس هناك شكّ على الإطلاق، لقد أجرينا اختبارات واسعة النطاق، وتثبت ذلك، لقد وُلِدَت كامرأة، وعاشت وتربّت كامرأة، ونافست كامرأة طوال السنين الماضية، بدون أي مشكلة، فماذا يريدون منها؟ إنها العنصريّة والتمييز الذي ترفضهُ القيم الأولمبيّة”.  

لقد أظهر الغرب حقداً أوروبيّاً يحملونه في قلوبهم منذ سنين، فور الإعلان عن تنظيم دولة عربيّة لمونديال قطر 2022، واليوم، يحاربون فتاة الجزائر بدون وجه حق، وكانت مخطّطاتهم وأجندتهم واضحة منذ الضربة الأولى، عندما انسحبت الملاكمة المجريّة من الحلبة، وبدأت الحملة عليها من كُل وسائل الإعلام، رفعوا شعارات لا تناسب الميثاق الأولمبي، الذي يدعو إلى الالتزام وحُسن الأخلاق.

واليوم، زاد غضب الكثيرين من المشاركين في باريس على التنظيم، بل إنهم يقارنون النجاح التنظيمي لقطر الشقيقة، ومقارنة ما يجري في فرنسا، فلم يشر أحّد من أصحاب العيون الزرق إلى فشل حفل الافتتاح والتنظيم، خصوصًا بعض الجماهير الأوروبيّة المغرورة راهنت، لكنهم خسروا، كما خسروا الاحترام حسب الشواهد، حيث كانت أساليبهم جعل الأولمبياد مهرجاناً للاحتفاء والاحتفال بدعم ما يريدونه من سقوط أخلاقي، لتكون بلادهم مسرحًا وترويجًا لأهدافهم السيّئة.

الدول الأوروبيّة التي فتحت قلوبها للحالات المرفوضة، نقول لهم أنتم أحرار في مجتمعاتكم، ولكن لا تفرضون ذلك على البقيّة.. ولا نقبل بأن يحوّلوها ويفرضوها على الدول المُحافظة، وكُلّنا يعلم بأن الأوربيين قبل سنتين، كان لديهم مخطّط لنقل هذه الأفكار السامّة إلى مونديال الدوحة، إلا أنهم عجزوا وفشلوا وسكتوا، فاللجنة المنظمة ردّت عليهم بالقانون، فهل يستوعبون الدرس اليوم؟

نحن نرفض هذه الممارسات القبيحة، وإنَّ قيمنا وعاداتنا أكبر من أن نسمح لهم بمسّها، مهما كان الأمر، فقد دخلت علينا العنصريّة اليوم من باب آخر، وبنوع آخر، وحتماً خاب ظنُّهم! والله من وراء القصد.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *