حذار يا علي جاسم!

 

سامر الياس سعيد

 تمتعت الجماهير الرياضيّة بأداء منتخبنا الأولمبي لكرة القدم، وما قدّمه من مستوى في مباراتهِ الأولى أمام المنتخب الأوكراني ضمن منافسات مسابقة كرة القدم للألعاب الأولمبيّة المقامة في العاصمة الفرنسيّة باريس.

ظهر منتخبنا بوجهين مختلفين تمامًا إبّان شوطي المباراة حينما ظهر خلال الشوط الأوّل عاجزاً عن مجاراة شبابيّة المنتخب الأوكراني، وسعيهم الجاد بتسجيل هدف التقدّم، بينما وقف الحظ ضدّهم بالتمكّن من هزّ الشباك إلى جانب استبسال الحارس حسين حسن وقدرته الواثقة على إبطال كُل التسديدات التي نجح بإخماد مفعولها وإحباط لاعبي المنتخب الأوكراني كُلّما تقدّمت دقائق المباراة!

بداية الشوط الثاني شكّلت نقطة الانطلاق للمنتخب الأوكراني الذي نجح في تسجيل هدفه الأول عبر ضغط متواصل من لاعبيه دون أن يكون لمنتخبنا أي بوادر هجوميّة يمكن أن نسعى من خلالها لتحقيق التعادل مع ارتكاب لاعبي المنتخب الأوكراني الأخطاء التي نجحت بإعادتنا إلى المباراة بقرار الحكم السوداني إلى جانب نجاح اللاعب أيمن حسين من تحويل ركلة الجزاء إلى الشباك محققاً هدف التعادل الذي لم يكتف بإعادتنا لأجواء المباراة إلا أنه أسهم بشكل بارز بإعطاء دفعة معنويّة للاعبينا بتشكيل الضغط المطلوب وصولاً إلى تحقيق هدف الفوز الغالي الذي سجّله علي جاسم.

لننظر إلى مجريات الأمور بعد انتهاء المباراة لا سيّما خلال اليومين اللذين أعقبا المباراة، فالضغط الهائل الذي نال من لاعبينا والجماهيريّة التي شكّل بها جمهورنا مصدر قوّة للاعبي المنتخب الأولمبي بدأت بالتشكيل إلى حالات استدعت من بعض الإعلاميين إلى تشكيل نداءات متواصلة للجماهير بالابتعاد عن محيط إقامة المنتخب الأولمبي كون مثل تلك المؤشرات تضر بالمنتخب وتستدعي عقوبات تفرضها اللجنة المنظّمة كون هنالك محاذير تستوجب الالتزام بها من جانب العاصمة الباريسيّة التي تجتاحها مخاطر شتى لا سيّما بالجانب الأمني.

لكن الأمر الآخر الذي ينبغي الالتفات له هو قوّة مواقع التواصل وتأثيرها الجليّ في إبراز الضغط المتواصل على الموهبة العراقيّة القادمة بقوّة وهو اللاعب علي جاسم من خلال الالتفات إلى الصفقة المُبرمة معه للاحتراف في الدوري الإيطالي وبالتحديد مع نادي كومو إلى جانب ما يسهم به النادي المذكور من بثّ رسائل الدعم والمساندة للاعبه الجديد، لكنها بكُل تأكيد تستهدف إثقال اللاعب وتأثير الضغط المتواصل في إرباك مستواه والتفكير بالصفقة ممّا يعكّر الصفو الذهني في إبعاده عن الفورمة المطلوبة التي تستدعي التركيز والتفكير بمباريات المنتخب على حساب أي شيء آخر.

لقد ابتعدت مواقع التواصل مثلما كانت في السابق عن مركز إثارة المشاكل وتوجيه الانتقادات بما يتعلّق بالمنتخب، لكنها هذه المرّة تركّزت بشكل كُلّي بالتغني بالموهبة الكرويّة المميّزة، وهذا أمر له انعكاسات شتى بما يتعلّق بالتأثير النفسي والمعنوي وقد عانى نجوم لامعون من تأثير مثل تلك الهالات المُسلّطة عليهم، وهنالك نماذج كثيرة منها ما تعرّض له اللاعب البلجيكي ايدين هازارد من غيابه بشكل تام عن فريقه ريال مدريد بعد أن كان نجمًا لامعًا في فريقه الإنكليزي السابق “تشيلسي” فوقع هازارد تحت وطأة الهالة الضوئيّة التي اعقبتها خضوعه للاصابات المتتالية فابتعد عن تقديم مستواه الذي كانت تنتظره الجماهير التي آمنت بموهبة اللاعب البلجيكي الذي غاب تمامًا بسبب هالة الضوء المُسلّطة عليه والتي نتمنى أن تكون بعيدة عن نجمنا المُرتقب علي جاسم ليكون الاسهام بتحقيق إنجاز أولمبي الهدف الذي يضعه اللاعب المذكور نصب عينيه دون الالتفات إلى مؤثرات أخرى يمكن أن تربك مسيرته التي نتمناها حافلة بكلّ ما هو مميّز.

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *