جهل قيادات الاتحادات يُطفئ شعلة المواهب ويقتل الأمل!

 

كتب: بهاء تاج الدين أحمد*  

في عالم الرياضة، تمثل القيادات الرياضيّة العراقيّة العمود الفقري لأي نظام يطمح إلى إنتاج أبطال رياضيين على مستوى عالمي، إلا أن الواقع المرير الذي نعيشه في عراقنا يكشف عن حقيقة مؤلمة وهي جهل القيادات بدورها ومسؤوليّاتها وقلّة خبراتها الدراسيّة وعدم حصولها على شهادات عُليا رياضيّة يؤدّي إلى موت المواهب وإفشال كُل جهود التنمية الرياضيّة.

وفي الوقت الذي تُحيي فيه الرياضة في الدول المتقدّمة المجتمعات وتُسهم في بناء أجيال قويّة وصحيّة، نجد في المقابل أن الرياضة في العراق أصبحت رهينة في يد قيادات “دكتاتوريّة” وتغمر بعض الاتحادات شُبهات الفساد، وتفتقر إلى الفهم والإدراك العميق لدورها، ممّا يجعلها سببًا رئيسًا في تراجع مستوى الرياضة ووأد المواهب الشابّة.

القيادة الرياضيّة لا تتعلّق فقط بتوزيع المهام وإدارة الفعاليّات واصدار الأوامر الإداريّة، بل تتطلّب فهمًا شاملاً لكيفيّة الكشف عن المواهب ورعايتها وتطويرها ضمن بيئة تتيح لهم النمو والتطوّر! ولكن، عندما تكون عقول هذه القيادات جامدة ومتعصّبة ودكتاتوريّة في رأيها وتفتقر إلى التواضع والقدرة على التعلّم من الأخطاء، تصبح الكارثة حتميّة! هذه العقول التي لا ترى في الرياضة سوى وسيلة لتحقيق مكاسب ماديّة سريعة، تسهم بشكل مباشر في تدمير أجيال من المواهب.

في مجتمعات الدول المتخلّفة رياضيًّا غالبًا ما تكون الرياضة مرآة لثقافة سائدة تكرّس الاستبداد واحتكار السُلطة، حيث تصبح القرارات في أيدي قلّة من الأشخاص الذين يفتقدون لأي رؤية استراتيجيّة أو فهم عميق لمتطلّبات تطوير الرياضة. هؤلاء القادة، الذين يتعاملون مع المواهب كأدوات لتحقيق مصالحهم الشخصيّة، يتجاهلون الأهميّة الحيويّة لتطوير البنية التحتيّة الرياضيّة وإيجاد بيئة محفزة على النموّ والتطور.

لقد حان الوقت لنقولها بصراحة: ما لم يتم أنهاء حُقبة القيادات الرياضيّة الجاهلة واستبدالها بقيادات واعية ومتخصّصة تؤمن بمستقبل الرياضة وأهميّة الاستثمار في المواهب، فإن الرياضة في العراق ستظلّ تعاني من نفس الدوّامة! نحتاج إلى عقول قياديّة تُدرك أن النجاح الرياضي لا يتحقق إلا من خلال رؤية واضحة وتخطيط مُحكم ورعاية حقيقيّة للمواهب.

أما استمرار الاعتماد على القيادات الدكتاتوريّة التي لا تهتم إلا بالكسب المادي على حساب أبطال المستقبل، فلن يؤدّي إلا إلى مزيدٍ من التراجع والانحدار، فالرياضة بحاجة إلى قادة يحملون شعلة التغيير، ولا يخشون مواجهة التحدّيات، فهم وحدهم القادرون على إخراج الرياضة من قاع الفشل إلى قمّة النجاح.

حذارِ من مستقبل رياضي مُظلم إذا ما استمرّ جهل القيادات الرياضيّة في السيطرة على زمام الأمور!

* مدرب دولي بالمصارعة

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

وداعًا “أنور جسّام” المدرب المحترف والإنسان المتواضع

  بقلم : بهاء تاج الدين أحمد فقدت الساحة الرياضيّة العراقيّة والعربيّة أحّد أعلام كرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *